مشكلتي مع زوجتي التي تكاد توصلني إلى أبغض الحلال هى كذبها، فالكذب سيدتي في دمها، تكذب في كل صغيرة وكبيرة بسبب وبدون سبب، والمشكلة التي انكشفت لي بعد الزواج أن كل أسرتها كالعصابة، وهي فرد منها، أبوها وأمها وأخوتها كلهم يكذبون، فالكذب في دمائهم.. لقد حاولت خلال سنوات زواجي التي تعدت الـ10 أن أصلح منها كثيرًا وبكافة الوسائل بالرفق حيناً وبالتعنيف والترهيب حيناً، ولكن لا جدوي لقد أصبحت لا أصدق أي كلمة تقولها بل بدأ يتسرب إلىّ الشك أن من تفعل ذلك فمن السهل عليها أن تخونني، ولاتحفظ نفسها في عرضها خاصةً أنها فعلاً لا تراعي الله في مالي، وتأخذ منه بدون علمي، ووصل الأمر في إحدى المرات التي اكتشفتها ببيعها قطعة من الذهب التي سبق وأن اشتريتها لها.
سيدتي المشكلة باتت أكبر حيث بدأت ألحظ على أبنائي انتقال عدوى الكذب لهم.. سيدتي والله لولا خوفي أن تتشرد حياة أبنائي إذا ما طلقت أمهم، لطلقتها واسترحت، ولكن خوفي الأكبر إن استمر الزواج أن يصبح أبنائي نسخة من أمهم.. عذرًا على الإطالة ولكن والله أصبحت لا أنام الليل والشك يملأ قلبي فدليني بالله عليكِ ماذا أفعل؟ وأرجو أن تنجديني وتردي علي هذا الإيميل بالسرعة التي تستطيعينها في ظل انشغالك أعانك الله عليها وعلينا.. وجزاكِ الله خيرا.
(الرد)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, جزانا وإياكم أخى الفاضل.. حقيقةً أرى أنك بالفعل فى محنة كبيرة وحياة غير مستقرة، وخاصةً ألمك الشديد وخوفك على نشأة أبنائك، ولكنك يا أخى وللأسف تأخرت كثيرًا حين أفقت على تلك الحقيقة المرة التى تعيشها الآن، فكان عليك أن تتحرى الدقة فى سؤالك عن شريكة حياتك وأم أبنائك ولكن قدر الله وما شاء فعل.
ودعنى أسألك لتراجع نفسك بهدوء وبمنتهى الصراحة حتى نضع أيدينا على أسباب مشكلتك ومحاولة علاجها.. أليس من المحتمل يا أخى أن تكون أنت سبب تفاقم حالة ووضع زوجتك حاليًا؟َ! فهى كما ذكرت أنها وأهلها اعتادوا الكذب وأن هذه خصلة من خصالهم السيئة، ولكن ربما يكون سلوكك معها هو من نمّى لديها تلك العادة اللعينة التى تصل بصاحبها لأخطاء عديدة ليس لها نهاية.
فعليك يا أخى وبكل أمانة أن تواجه طباعك بكل جراءة فربما كنت بخيل معها ماديًا بقدر ما بالإضافة إلى أنه من الوارد أن تكون لك ردود فعل عصبية وعنيفة عند حل أى مشكلة تواجهك فى حياتك، مما ولَدّ لديها خوفًا منك اضطرها للكذب، كما أنها من الممكن أن تكون فى حاجة لمتطلبات خاصة ولم تجد وسيلة غير بيع قطعة الذهب وبداخلها قناعة أنها ملكاً لها ومن حقها، وفى نفس الوقت خشيت من رد فعلك ,وبالتالى صور لها عقلها أن الكذب هنا سينجيها من عقابك لها؟ افتراضاتى هذه تأتى لكونى لا أعرفك ولا أعرفها وبالتالى لن أتحيز لأحدكما، ولكننى فقط طرحت عليك بعض الأذرع الرئيسية التى تكون عاملاً أساسياً من عوامل الكذب عند معظم النساء وبالطبع من خلال عملى الأسرى أجد أنها الأسباب الأولى لمثل حالة زوجتك.
ولكن على أية حال وأياً كانت الأسباب، فأجد أن نزع تلك العادة الموروثة من طباع زوجتك لهو بالأمر الصعب، والذى يحتاج إلي صبرعليه، مع محاولاتك الدؤوبة لتغيرها وتعديل سلوكها، وإذا كان أغلب ما تخشاه هو اكتساب أبنائك عادة الكذب، فعليك أن تتحمل وتصبر على هذا الابتلاء واستماتتك على محوه من حياتكم ,فالهدف هنا كبير ويستحق الصبر والتضحية.
ولهذا عليك أولاً بأن تعطى لزوجتك الأمان والثقة بعد تغيير سلوكك الشخصى أنت معها أولاً.. ثم تبدأ وتشعرها بأنك الصديق الأقرب لها ثم تأتى لها بأمثلة كثيرة سلبية وأخرى إيجابية تفهمها من خلالها نتيجة الكذب المؤسفة وعواقبه، وجمال وروعة المصارحة ومواجهة الأمور أولاً بأول بين الزوجين بدلاً من تفاقمها، عليك أيضاً وهو الأهم.. تنمية وإعلاء الجانب الدينى لديها ولدى كل أفراد أسرتك وأنت معهم، وأن تذكرها دائماً بالله تعالي وبما أمرنا به من اجتناب الكذب وكيف أن الكذب يهوى بصاحبه إلى نارالأخرة, وما أعده الله لعباده الصادقين,وأنه يكفينا فخراً أن حبيبنا ونبينا محمد ـ صل الله عليه وسلم ـ كان "الصادق الأمين".
احتوى زوجتك أخى الفاضل حتى تقتنع بكل ما تحسها عليه وتطيعك فى كل ما تأمرها به عن اقتناع وحب، وأرجو ألا تدع مكاناً للشيطان لإيهامك بأن زوجتك يمكن أن تخونك لا قدر الله فليس معنى أن بها خصالاً سيئة وخاطئة مثل خصلة الكذب فهى بالضرورة أن تكون خائنة أو كما يصور لك شيطانك والعياذ بالله.. فإنك لن تجد الإنسان الكامل فالكمال يا أخى لله تعالى وحده.. وشكك هذا الذى لا يجعلك تنام الليل لهو أكبر دليل على خلل ما فى معاملاتك مع زوجتك، ولإصلاح الأمر من جذوره، عليك أن تبدأ التغيير من نفسك حتى تستقيم الأسرة كلها فدفة حياتكم بيديك أنت، وأنت أولاً من تستطيع القيادة نحو المرسى الآمن، والنجاة بأولادك وزوجتك بعيدًا عن أمواج الحياة العاتية التى يمكن أن تعصف بكم، فإن مرارة أبغض الحلال يا سيدى لطعمها أمر بكثير مما تفعله زوجتك .
...................................................
للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الدكتورة / أميمة السيد:-
[email protected]
مع رجاء خاص للسادة أصحاب المشاكل بالاختصار وعدم التطويل في رسائلهم..
وفضلا..أى رسالة يشترط فيها الراسل الرد فقط عبر البريد الإلكتروني فلن ينظر إليها..فالباب هنا لا ينشر اسم صاحب المشكلة، ونشرها يسمح بمشاركات القراء بأرائهم القيمة، بالإضافة إلي أن الجميع يستفيد منها كتجربة فيشارك صاحبها في ثواب التناصح.
.................................................. ...........................................
تذكرة للقراء:-
السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم بها تباعاً يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.
مزيد من التفاصيل