نظرًا للتزايد المستمر في أعداد المصريين طالبي اللجوء إلى كوريا الجنوبية، خلال الفترة الماضية، تسعى حاليًا، إلى إلغاء إعفاء المصريين من "الفيزا" ابتداءً من أكتوبر المقبل، في محاولة للحد من كثافة الطلبات.
وذكرت صحيفة «دونجا» الكورية، أن المصريين قد يحتاجون إلى تأشيرة لدخول كوريا الجنوبية بداية من أكتوبر المقبل، بعد الزيادة الكبيرة في أعداد المصريين طالبي اللجوء هناك.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي كوري، أن «هذا العام، كان نصف طالبي اللجوء من المصريين، وإذا استمر هذا الاتجاه، فإن الأمور ستخرج عن السيطرة».
وقال مسؤول في قسم الهجرة بمطار «إنتشون» الدولي في كوريا، إن الكثير من المتقدمين لطلب اللجوء يقدمون مستندات مزيفة تظهر أنهم يواجهون محاكمات في مصر لانتمائهم لجماعة الإخوان المحظورة، مشيرًا إلى أن مراجعة كل هذه الوثائق مكلفة من ناحية الموارد البشرية ومن الناحية المادية.
وتتوقع الصحيفة، أنه لن يكون هناك رد فعل قوي من الحكومة المصرية، بالنظر إلى حقيقة أن كوريا الجنوبية ليست البلد الوحيد الذي لديه سياسة فيزا للمواطنين المصريين، ومع ذلك، هناك احتمال أن تقوم الحكومة المصرية بتغيير سياسة تأشيرة الوصول الحالية بالنسبة للمواطنين الكوريين الجنوبيين، تبعًا لمبدأ المعاملة بالمثل، وتطلب فيزا منهم أيضاً.
وفقًا لوزارة العدل، فإنه خلال الفترة ما يناير ومايو، تقدم 276 شخصًا بطلبات لجوء إلى كوريا الجنوبية، من بينهم 112 مصريين، وكان كثير منهم من الرجال في العشرينيات والثلاثينيات من عمرهم، ومعظمهم لم تكن لديهم خبرة سابقة بزيارة بلدان أجنبية.
وخلال الشهور القليلة الماضية، وصل إلى كوريا الجنوبية نحو 80 شابًا، من المنتمين لجماعة الأخوان؛ نظرًا لانتهاء جوازات سفر بعضهم، أو اقتراب انتهائها، بالإضافة إلى أن المستقبل أمامهم مجهول، ومن ثم يسعون إلى اللجوء للدول التي يمكن الحصول فيها بسهولة على اللجوء السياسي، والتي تُعد من أبرزهم كوريا الجنوبية.
السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، قال إنه «نظرًا للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، خلال تلك المرحلة الحرجة، فإن عددًا من المصريين سعوا للسفر إلى العديد من الدول، ومن بينها كوريا الجنوبية».
وأوضح لـ«المصريون»، أن «كثرة طلبات اللجوء إلى كوريا الجنوبية خلال الفترة الماضية، دفعتها إلى وضع قواعد جديدة أكثر صرامة؛ حتى لا تتفاجأ بمواطنين أصحاب جنسيات أخرى، دون معرفتهم أو معرفة أسباب قدومهم إليها».
وأشار إلى أن «كوريا كانت تعتقد أن بعد المسافة وصعوبة اللغة، سيقفان عائقا أمام من يريد اللجوء إليها، لكن تلك الأسباب لم تمثل عائقًا للمصريين»، لافتًا إلى أن المواطنين الكوريين الجنوبيين ليسوا معفيين من التأشيرة لدخول مصر.
عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، قال إن «ليس كل طالبي اللجوء من المعارضين كما يعتقد أو يزعم البعض، إذ أن بعض المواطنين المصريين يختلقون أعذار مثل أنهم مضطهدين أو معارضين لا يستطيعون إبداء رأيهم بحرية؛ من أجل أن يتم قبولهم».
وتابع: «وصل الأمر إلى أن بعض المسيحيين لكي يتم الموافقة والسماح لهم، يقولون أنهم يريدون أن يتحولوا من الأرثوذكسية إلى الكاثوليكية، لكن لا يتمكنون من ذلك داخل مصر»، مؤكدًا أنه عندما يسأل هؤلاء عن صحة كلامهم، يقولون أنه ليس له أساس منم الصحة، ولكنها أعذار حتى يحصلون على الموافقة.
وال ، السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن «عدد المصريين الذين هاجروا إلى خارج البلاد منذ عام 2013 وحتى الآن، تجاوز الـ4 مليون شخص، واستمرار الأوضاع على ما هي عليه بمصر، سينتج عنه تزايد العدد».
وأضاف «الأشعل»، لـ«المصريون»، أن «هؤلاء هاجروا بسبب ملاحقتهم أمنيًا؛ لكونهم معارضين للسلطة الحالية، أو لأنهم محسوبون على جماعة الأخوان المسلمين».
وأشار إلى أن «بعضًا من هؤلاء المهاجرين، فضل بعد مكوثه بإحدى الدول لفترة زمنية معينة، أن يطلب اللجوء لكوريا الجنوبية؛ نظرًا لأنها تعفي المصريين من الفيزا أو التأشيرة لدخول البلاد، ولكونها دولة متحضرة، وشعبها يتصف بالتسامح والرقي».
وأوضح أن «عدد طالبي اللجوء على ما يبدو فاق توقعاتها، وبات أعلى من الحد الذي تم وضعه سابقًا، ما دفعها إلى إلغاء إعفاء المصريين من الفيزا»، مشيرًا إلى أن «معظم الدول صارت تقوم بذلك؛ لمواجهة الأعداد المتزايدة من المهاجرين إليها».
وبرأي «الأشعل»، فإن «تلك الدول من حقها أن تقوم بذلك للحفاظ على هويتها، وعلى علاقاتها مع الدول الأخرى، إذ أن قبول كل هذه للأعداد قد ينتج عنه تعكير صفو العلاقات مع مصر».
مزيد من التفاصيل