نشرت صحيفة"فيلت" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن طريقة لعب مدرب المنتخب الفرنسي،ديديه ديشامب، والتي لم تكن ممتعة على الإطلاق. والجدير بالذكر أن مدرب منتخبالديكة تمكن من إحراز اللقب لأنه كان له السبق في معرفة الطريقة المثلى للانتصاربغض النظر عن الجمالية، وهو ما ساهم في دفع العالم لتبين ملامح تجربة جديدة للفوزبالألقاب.
وقالت الصحيفة، فيتقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه منذ 60 سنة لم يتم تسجيل هذا الكم منالأهداف في نهائي كأس العالم. ففي نهائي كأس العالم 1958، تمكنت البرازيل من تسجيلخمسة أهداف مقابل هدفين في شباك السويد. ومن جهتها، شهدت مباراة نهائي مونديالروسيا الحالي مهرجاناً تهديفيا شارك فيه كل من المنتخبين الفرنسي والكرواتي، وذلكعلى الرغم من الشكوك التي دارت حول تقنية الفيديو، والجماهير التي اقتحمت الملعب،وأجواء الاحتفال الغريبة.
وأفادت الصحيفة أن ما حدثفي المباراة النهائية لم يكن متوقعا، حيث قدم الفرنسيون أداءً باهتا خلالالمباريات الفارطة، وهو ما جعل المجتمع الكروي يستبعد فكرة إمطار منتخب الديكةلمرمى الكروات على هذا النحو. في الحقيقة، أدار مدرب المنتخب الفائز بكأس العالممرتين، ديديه ديشامب، المباراة بواقعية شديدة. لقد أفسح الثلاثي الهجومي لمنتخبالديوك، كيليان مبابي وبول بوغبا وكذلك أنطوان غريزمان المجال للاعبي كرواتيالتناقل الكرة بسهولة، في انتظار اللحظة الحاسمة للانقضاض على مرمى الحارسالكرواتي.
فمن جانبه، صرح المدربالفرنسي قائلا "في النهاية عليك أن تعرف كيف تدافع، وبعد ذلك، يمكنك استغلالثلاث أو أربع هجمات مرتدة". لقد كان ذلك بالفعل تلخيصا لما حدث في المباراةالنهائية.
وأضافت الصحيفة أن ديشامب اختار طريقة لعب تلائم قدرات لاعبيه الذين لا يميلون إلى اللعب الهجومي. لقد أجابالمدرب، البالغ من العمر 49 سنة، عن كل الأسئلة المتعلقة بتكتيك اللعب بالتفصيل،دون أن يزعجه ذلك. وصرح ديشامب بأنه اعتمد الطريقة التي تضمن الحصول على كأس العالم.عموما، حول ديشامب المنتخب الفرنسي من الأداء المبدع إلى الأداء الدفاعي البحت،لأنه أدرك قبل العديد من منافسيه أن الألقاب لا يتم إحرازها من خلال الاكتفاءبالاستحواذ على الكرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنالفرنسيين لعبوا بالتزام شديد في كافة المراكز، في حين تمكن مهاجموه البارزون مناستغلال الفرص القليلة التي أتيحت لهم أمام المرمى. فعندما يقرر مبابي وزملاؤهتنفيذ هجمات مباغتة يفعلون ذلك بطريقة مثيرة للإعجاب، مثلما حدث في المباراةالنهائية. وعلى الرغم من أن فرص التهديف لفرنسا كانت نصف عدد فرص منتخب كرواتيا، شهدتالمباراة تسجيل الثلاثي الهجومي الفرنسي ضعف عدد أهداف المنتخب الكرواتي المنافس.
وذكرت الصحيفة أن أسلوبلعب ديشامب أنتج لنا تجربة فريدة من نوعها، حيث استطاع اللاعب الدولي السابق،والحائز على لقب كأس العالم سنة 1998، من تنظيم فريقه على المستوى الدفاعي. وتحدثالمدرب الفرنسي عن هزيمة منتخب بلاده في نهائي بطولة أمم أوروبا 2016 أمامالبرتغال قائلا "إن الهزيمة آلمتنا كثيرا، ولكنها ساعدتنا في إعادة بناءالفريق بفكر جديد".
ومنذ ذلك الحين، يسعيديشامب لتقديم كأس عالم ناجح. في الحقيقة، يمتلك ديشان لاعبين موهوبين على مستوىالهجوم، ولكنه لم يعتمد على ذلك، وزرع في هؤلاء اللاعبين الحماس اللازم للعب بروحالفريق. لقد شاهدنا مبابي وأوليفيه جيرو وهما يدافعان، تلك كانت طريقة لعب ديشان،الجميع في خدمة الفريق، إذن فعلى الجميع تأمين الدفاع.
وفي هذا السياق، أكدديشامب أن "الفرق الصغيرة تمتلك الآن إمكانيات جسمانية قوية، ناهيك عن امتلاكلاعبيها لسرعات عالية تمكنهم من مقارعة المنتخبات الكبرى. أما بالنسبة للدفاع،فجميع الفرق يمكنها أن تلعب بتكتيك دفاعي، ولكن مفتاح نجاح هذا التكتيك يكمن فيالتأهيل النفسي والعقلي". وهذا ما ميّز المنتخب الفرنسي عن غيره من المنتخباتخلال كأس العالم.
وأوضحت الصحيفة أن ديشامب أسس فريقا متجانسا تحت قيادته القوية، وقال ديشامب: "في بعض الأحيان، كنت أقسوعلى اللاعبين، ليس بهدف فرض قوتي عليهم، ولكن بهدف تعليمهم شيئا جديدا، كما أنهمتقبلوا ذلك بصدر رحب". خلال عمله الدؤوب على بناء الفريق، اعتمد ديشامب علىالخبرات التي اكتسبها خلال مشاركته في المحافل الدولية والقارية السابقة، وأضافإليها عامل روح الفريق، وهو ما ساهم في تتويج المنتخب الفرنسي بكأس العالم.
ونقلت الصحيفة تصريحالمدرب الفرنسي، الذي قال خلال حديثه عن الأجواء داخل المنتخب :"خلال الستأسابيع الماضية لم يحدث أي موقف محرج داخل الفريق". ومن جهتهم، أثنى اللاعبونعلى مدربهم بعد الفوز باللقب، وأشادوا به أمام الكاميرات وفي المؤتمر الصحفي، كماحملوه وألقوه في الهواء في ملعب لوجنيكي بموسكو. ومن جانبه أعلن ديشامب أنه يتمنىاستمراره في موقعه كمدرب لمنتخب فرنسا.
وبيّنت الصحيفة أن النقاداتهموا ديشامب بأن طريقة لعبه غير ممتعة على الإطلاق، وذلك على الرغم من أنالبرتغالي جوزيه مورينيو يحصل على الألقاب باعتماد طريقة لعب مماثلة. وخلال الجولةالثالثة من دور مجموعات المونديال الحالي، أمن ديديه ديشامب تأهل منتخب بلاده إلىالأدوار الإقصائية، وذلك عقب مواجهته لمنتخب الدنمارك باعتماد تشكيلة احتياطية،وهو ما أدى إلى ظهور خط الهجوم الفرنسي بشكل باهت، لينجح الطرفان من الظفر بنقطةكانت كفيلة بعبورهما معا للدور القادم.
وفي الختام، قالت الصحيفةإن فوز ديشامب بلقب كأس العالم أدى إلى إضافة اسمه إلى لائحة الأشخاص الذين تمكنوامن الفوز بلقب كأس العالم كمدرب ولاعب، إلى جانب ماريو زاغالو وفرانتس بكنباور. لنتشكل طريقة اللعب فارقا بالنسبة لسجلات التاريخ، لكن الأمر المؤكد أن الجميعسيتذكر أن ديشامب قاد المنتخب الفرنسي للفوز بكأس العالم.
مزيد من التفاصيل