علقوا كل أحلامهم للحصول على أعلى مجموع بالثانوية العامة، لكن في لحظة انقلب الحال رأسًا على عقب واقترن حزنهم مع حالة الخوف والفشل لينتهي بهم الحال إلى الانتحار.
"موسم الانتحار العام" أو كما يعرف بموسم نتائج الثانوية العامة، الذي يشتهر في مصر على وجه التحديد بتزايد أعداد الطلاب المنتحرين، لحزنهم على حسرة أهلهم بعد ما صرفوا من وقتهم وجهدهم وأموالهم كثيرًا كي يروه مختلفًا وناجحًا ويتباهوا بما وصل إليه، والبعض الآخر يشعر بالذنب والتأنيب ويقسو على نفسه ولا يتمكن من إيقاف هذا الإحساس ما يدفعه نحو الانتحار.
فعقب إعلان ظهور نتيجة الثانوية العامة منذ أيام قليلة اشتعلت الفرحة داخل بيوت العديد من طلاب الثانوية العامة فرحًا بمجموعهم، فيما خيم الحزن والغم داخل بيوت أخرى بسبب فشل أبنائهم في الحصول على مجموع عالِ يضمن لهم مقعد في إحدى كليات القمة سواء بالرسوب أو أخذ مواد حيث شهدت بعض المحافظات لجوء الطلاب إلى الانتحار للهروب من مأساة الواقع.
وفي إطار هذا ترصد "المصريون" حالات الانتحار لطلاب الثانوية العامة في بعض المحافظات عقب ظهور الثانوية العامة.
انتحار طالب ثانوي شنقا في المنيا بسبب النتيجة
انتحر طالب في المرحلة الثانوية داخل إحدى قرى محافظة المنيا، شنقا، بسبب حصوله على مجموع ضعيف في نتيجة الثانوية العامة، وحدوث خلاف مع أسرته.
تلقى اللواء ممدوح عبدالمنصف مدير أمن المنيا، إخطارًا من مأمور مركز شرطة المنيا، بالعثور على "عبدلله. م. ع - 18 سنة" طالب، جثة هامدة داخل غرفة منزله في قرية منشأة الذهب القبلية، وجرى ندب الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة.
وأفادت التحريات الأولية، أن الطالب كان يمر بظروف نفسية بعد أن فشل في الحصول على مجموع مرتفع في نتيجة امتحانات الثانوية العامة التي ظهرت أمس الخميس، وأنه كان متواجدا في القاهرة حيث يعمل هناك، وحينما عاد لمنزله نشب خلاف بينه وأسرته، فتوجه إلى غرفة منزله، ولف حبل حول رقبته، وشنق نفسه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وبسؤال أحد أفراد الأسرة، نفى وجود شبهة جنائية، وراء الحادث.
تحرر محضر بالواقعة، وأودعت جثة الطالب داخل مشرحة المستشفى العام تحت تصرف النيابة التي باتشرت التحقيقات.
انتحار طالبة بالسم
كما اقدمت طالبة بالثانوية العامة، فى البحيرة، علي الانتحار وذالك بتناول حبوب سامة لحفظ الغلال لرسوبها، كما انتحر طالب فى المنيا شنقا، لحصوله على مجموع ضعيف.‏
كان اللواء علاء الدين عبدالفتاح، مدير أمن البحيرة، قد تلقى إخطارًا من مستشفى دمنهور التعليمى، بوصول 4 طالبات بالثانوية تناولن حبوبًا سامة وسم فئران، وتوفيت إحداهن فور وصولها، فيما تمت ‏إحالة الأخريات إلى مركز السموم بالإسكندرية.‏
وكشفت التحريات عن أن الفتيات أقدمن على الانتحار بسبب رسوبهن فى الثانوية العامة.‏
انتحار طالبة بالثانوية العامة بسبب المجموع بالإسكندرية
أقدمت طالبة بالثانوية العامة بالإسكندرية، على الانتحار بتناول كميات من المنوم، بعد أن ساءت حالتها النفسية لحصولها على درجات منخفضة في الامتحان.
تلقى اللواء محمد الشريف، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من مأمور قسم شرطة سيدي جابر، من إدارة شرطة النجدة بانتحار فتاة داخل الشقة سكنها بالعقار منطقة سموحة.
بالانتقال والفحص، تبين أن الشقة محل البلاغ بالطابق الثالث بالعقار ووجود جثة قاطنتها "س ع ع"، 19 عامًا، طالبة بالثانوية العامة، مسجاة على ظهرها أعلى سرير حجرة نومها، ترتدي كامل ملابسها، وبمناظرتها تبين عدم وجود ثمة إصابات ظاهرية، وعثر بيدها اليمني على عدد "3 " شرائط لأقراص منومة فارغة.
بسؤال شقيقها "ع ع ع"، 20 عامًا، طالب، مقيم بذات العنوان، قرر بأن شقيقته المذكورة كانت تعاني من حالة نفسية سيئة لوفاة والديهما منذ فترة، وتقوم بتناول الأقراص المنومة للعلاج.
وأضاف، بأن حالتها ساءت عقب حصولها على درجات منخفضة في الثانوية العامة، على إثر ذلك قامت بتناول كمية زائدة من تلك الأقراص، مما أدى لوفاتها ولم يتهم أحدًا بالتسبب فى ذلك.
تم إخطار النيابة العامة، وأمرت بنقل الجثة لمشرحة الإسعاف، وتم إخطار الأدلة الجنائية، وكُلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري حول الواقعة.
وتحرر المحضر إداري قسم سيدي جابر، وجار العرض على النيابة المختصة للتحقيق.
ومن جانبه قال الدكتور طه أبوحسين، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، إن "انتشار حالات الانتحار بين طلاب الثانوية العامة نتيجة الضغط النفسي والاجتماعي لما يسمي "غول الثانوية العامة" الذي يصنع في مصر فقط، ولا يوجد في أي دولة في العالم".
وأضاف لـ "المصريون": "الطالب الذي يقدم على الانتحار يتعرض للحظات لما يسمي "الفوضى العاطفية" وهي حالة نفسية تنتج نتيجة الحزن المفرط الذي ينتاب الطالب من الضغط النفسي الذي وقع عليه من صعوبة الامتحان، ومن ثم يقدم على الانتحار".
وتابع: "يفعل ذلك ظنًا منه أن العالم قد انتهى بالنسبة له عند هذه اللحظة، لأن الطالب في هذه المرحلة ليس له أي اهتمامات أخرى تدفع للحياة غير التعلم والحصول على أعلى الشهادات العلمية، ويعتقد أنه طالما فشل في التعلم سيفشل في حياته المستقبلية".
وأشار إلى أن "من يقوم بالانتحار لو عاد إلى الحياة مجددًا لن يفعل ذلك"، لافتًا إلى أنه عندما يقوم بذلك "يظن أن العالم كله يراه وأن أحدًا سيتدخل لمنعه من الانتحار، وهذا سيحصل بالفعل لو أقنعه أحد بعكس ذلك لما أقدم التخلص من حياته".
وطالب أبو حسين، الآباء والأمهات بتخفيف الضغط النفسي على أبنائهم وعدم ترهيبهم بالعقاب الشديد في حال فشلهم في الامتحانات أو عدم الحصول علي الدرجات العليا، بل يجب عليهم تهدئة أبنائهم مما يسمى بـ "غول الثانوية العامة" وأن يقوموا باستيعابهم حتى يحدث لهم ارتياح نفسي وثقة جسدية أثناء أدائهم الامتحانات.
مزيد من التفاصيل