نشر موقع"نيوز ري" الروسي تقريرا، تحدث فيه عن دونالد ترامب، الذي يحاول إجبارإيران على التفاوض من جديد بشأن الاتفاق النووي.
وقال الموقع،في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن تكتيكات الرئيس الأمريكي، التياستخدمها في وقت سابق ضد كوريا الشمالية، والتي يحاول استخدامها في الوقت الراهنمع طهران ستبوء بالفشل.
وأضاف الموقع أنه خلال المؤتمر الصحفيالمشترك المنعقد في البيت الأبيض، بينه وبين رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي،أعلن الرئيس الأمريكي استعداده للقاء الرئيس الإيراني، حسن روحاني، دون شروطمسبقة. وفي هذا الصدد، قال ترامب: "نحن في حاجة إلى التحدث مع الأشخاصالمعنيين، خاصة إذا تعلق الأمر بحرب محتملة قد تخلف وراءها العديد منالضحايا". وأشار ترامب إلى أن محادثاته مع رئيس كوريا الشمالية، عادت بنتائجإيجابية، بما في ذلك ضمان عدم إطلاق كوريا الشمالية صواريخ لمدة ثمانية أشهر.
والجديربالذكر أن وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، حدد في وقت سابق مجموعة منالشروط، التي يتعين على إيران القبول بها من أجل إجراء محادثات مع الجانبالأمريكي. وتتمثل هذه الشروط في القطع مع إنتاج الصواريخ الباليستية، وعدمالمشاركة في الصراعات التي يشهدها الشرق الأوسط. ومن جهتها، رفضت إيران القبولبهذه الشروط.
وأشار الموقعإلى انسحاب الولايات المتحدة في مايو/آيار من السنة الجارية، من الاتفاق النوويالمبرم مع إيران سنة 2015، في عهد رئاسة باراك أوباما. في الوقت الراهن، تعملالولايات المتحدة على إرغام الدول الأخرى على التوقف عن شراء النفط الإيراني. فيالأثناء، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جاريت ماركيز، إن"الولايات المتحدة لن تلغي العقوبات المفروضة على طهران، ولن تعيد العلاقاتالدبلوماسية والتجارية إلى حين إحداث إيران لتغيير ملموس في سياستها"، وذلكحسب ما نشرته صحيفة "الغارديان".
وأفاد الموقع أنه ردا على تصريح دونالدترامب، بشأن استعداده للحوار مع قادة إيران، ذكر حميد أبو طالبي، مستشار الرئيسالإيراني حسن روحاني، شروط قائد إيران للقاء ترامب: "يتعين عليكم احترامإيران، وخفض حدة الأعمال العدائية، وعدم التراجع عن الاتفاق النووي المبرم سنة2015". وأضاف أبو طالبي: "في الآونة الأخيرة، اشتدت الخطابات المعاديةبين الإدارة الأمريكية والإيرانية، حيث هدد ترامب بعقوبات لم تفرضها الولاياتالمتحدة على مدار تاريخها، وذلك على خلفية تصريح الرئيس الإيراني، الذي هدد فيهالولايات المتحدة قائلا: "الحرب مع إيران، أم كل الحروب"".
وذكر الموقع أنه مؤخرا، خفف ترامب من حدةتصريحاته، معلنا عن استعداد الولايات المتحدة لإبرام اتفاق نووي جديد، لا سيما أنالاتفاق المبرم من طرف الإدارة السابقة يعد بمثابة كارثة، حسب قوله. في الواقع، لا تعدهذه المناسبة الأولى التي يعبر من خلالها ترامب عن الرغبة في إجراء محادثات معطهران، والتوصل إلى اتفاق جديد، حيث تلقت إيران مقترحات عديدة من جانب إدارة البيتالأبيض بشأن عقد اجتماع بين قادة البلدين. لكن، إيران رفضت جميع هذه المقترحات.
وبدوره يعتقدخبير شؤون الشرق الأوسط في جامعة سان بطرسبورغ الروسية، نيكولاي كوزانوف، أن إيرانفي موقف صعب، ذلك ما يدفعها للتفاوض وإبرام اتفاقيات بشأن الصواريخ والقضاياالإقليمية، فضلا عن الاتفاق النووي، آخذة بعين الاعتبار مصالحها. ومن جهته قال،عميد كلية الاقتصاد العالمي والشؤون الدولية في جامعة روسيا للبحوث الوطنية، سيرجيكاراجانوف، إن "ترامب يتبع سياسة كلاسيكية، تقوم على توجيه تهديدات، ثم عرضإجراء مفاوضات. ومن غير المحتمل أن تقدم إيران تنازلات كبيرة".
وأضاف كاراجانوف، أن "ترامب صرح أنالصفقة النووية المنسحب منها بمثابة كارثة حقيقية. لكن الانسحاب لا يرتبط بطبيعةهذه الصفقة، بل بسبب المشاعر العدائية التي تكنها النخبة الأمريكية والإسرائيليةضد إيران".
وبين الموقع أن الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة وإيران مستمرة منذ 40 سنة تقريبًا، لكن الوضع ازداد سوءا وشاهدت العلاقاتفي الأشهر الأخيرة توترا ملحوظا، نتيجة سياسة ترامب وإدارته المعادية لإيران.علاوة على ذلك، يريد ترامب انتهاج سياسة مماثلة لتلك التي استخدمها مع كورياالشمالية، في تعاطيه مع إيران. لكن هذه السياسة لن تنجح مع طهران، وذلك حسب ماتوصل إليه الباحث في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم،فلاديمير ساجين.
وفي الختام،نوه الموقع إلى أن أنشطة ترامب المعادية تهدف إلى إرغام إيران على التفاوض،والوصول إلى اتفاق نووي جديد، فضلا عن مطالبتها باحترام حقوق الإنسان، وتقييدنشاطها في الشرق الأوسط. والجدير بالذكر أن إيران صرحت في العديد من المناسباتأنها لن تخوض أي مفاوضات، باستثناء محادثات بشأن الاتفاق النووي، وذلك وفقا لماأورده ساجين.
مزيد من التفاصيل