أعربت 40 شخصية مصرية معارضة بالخارج من"ساسة ونشطاء ومثقفين وهم يمثلون تيارات سياسية وفكرية متنوعة عن رفضهم التاملإقدام سلطات كوريا الجنوبية على ترحيل بعض شباب الثورة المصريين، من طالبي اللجوءالسياسي هربا من جحيم حكم عسكري غاشم".
وأكدوا – في بيان مشترك لهم، السبت، وصل إلى "عربي21" نسخة منه- أن "هذا الإجراء يمثل خروجا واضحا على المواثيقالدولية، التي تمنع تعريض حياة أشخاص للخطر حال تسليمهم لسلطات قمعية لا تحترمالقوانين المحلية أو الدولية".
وأوضحوا أن ترحيل بعض شباب الثورة للقاهرة، "يمثل انتهاكا لاتفاقية مناهضة التعذيب التي وقعتها كوريا الجنوبية، والتينصت في مادتها الثالثة على أنه لا يجوز لأي دولة طرف أن تطرد أي شخص أو تعيده أوأن تسلمه إلى دولة أخرى، إذا توافرت لديها أسباب حقيقة تدعو إلى الاعتقاد بأنهسيكون في خطر التعرض للتعذيب".
وقالوا: "ليس خافيا على السلطات الكوريةممارسة أجهزة الأمن المصرية للتعذيب البشع بحق المعارضين السياسيين إلى درجة قتلهمتحت التعذيب، وهو ما أثبتته تقارير لجنة مناهضة التعذيب في الأمم المتحدة، وغيرهامن المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، وهو ما سيتعرض له هؤلاء الشباب بشكل مؤكدحال عودتهم إلى مصر، حيث إن غالبيتهم متهمون في قضايا تظاهر دون ترخيص، صدرت بشأنهمعقوبات قاسية".
ومن أبرز الموقعين على البيان: محمدمحسوب، وأيمن نور، وسيف عبد الفتاح، وطارق الزمر، وصلاح عبد المقصود، وقطب العربي،وطاهر عبد المحسن، وأيمن عبد الغني، وحاتم عزام، وأسامة رشدي، وأحمد البقري،وعبدالموجود الدرديري، وخالد إسماعيل، ومحمد الفقي، وعصام تليمة، ومايسة عبداللطيف، وإسلام الغمري، وأبوالمعاطي السندوبي، ومحمد شوبير، وماجدة رفاعة، وأسماءشكر، وحسين دقيل، ومحمد كمال، وهيثم أبو خليل، ودينا درويش.
كما أعربت منظمة السلام الدولية لحمايةحقوق الإنسان – SPH عنبالغ قلقها، بخصوص "احتجاز المواطن المصري/ أحمد المقدم، بكوريا الجنوبية،تمهيدا لترحيله إلى دولة الإمارات ومنها إلى مصر".
وأوضحت- في بيان لها مساء الجمعة- أن"المُقدم" تقدم بطلب لجوء سياسي لكوريا الجنوبية، هربا من القمع الأمنيضده في مصر، واتهامه في قضايا سياسية، لافتة إلى أنه مُحتجز من قبل السلطاتالكورية بمطار "إنشيون" بكوريا الجنوبية بعد رفض طلب اللجوء المُقدممنه.
وذكرت المنظمة أن "هذا الإجراءمُخالف للاتفاقيات الدولية المعنية بحماية اللاجئين، ومنع تسليمهم للأنظمةالقمعية، التي تؤكد القرارات الأُممية كافة، منهجيتهم في التعذيب والانتهاكات،وفقد المحاكمات فيها لمعايير المحاكمات العادلة، وقد نُص على ذلك صراحة في اتفاقيةعام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، وبروتوكول عام 1967 الخاص بوضع وحمايةاللاجئين".
ولفتت إلى أن احتجاز "المُقدم"من قبل السلطات الكورية الجنوبية يُشكل "انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، الذي أصبح أمرا متكررا من قِبَل بعض البلدان التي يلجأ إليها المصريون، هربا منبطش السلطات في مصر".
وطالبت منظمة إفدي الدولية السلطاتالكورية بسرعة إطلاق سراح "المُقدم" الذي أكدت أنه غادر مصر في عام 2014خوفا من الملاحقة القضائية، منوهة إلى أن "الشرطة الكورية الجنوبية اعتقلتواحتجزت المُقدم لمدة أسبوعين تمهيدا لترحيله إلى مصر".
وحمّلت – في بيان لها، السبت، وصل إلى "عربي21" نسخة منه- السلطات الكورية الجنوبية المسؤولية عن سلامةالمُقدم، مطالبة إياها بالالتزام بالمادة 3 من اتفاقية مناهضة التعذيب وغيرها منضروب المعاملة، أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة التي صادقت عليها كورياالجنوبية.
وناشدت "إفدي" السلطات الكوريةالجنوبية أن تتصرف وفقا لرسائل وروح اتفاقيات وإعلانات حقوق الإنسان، خاصة أن"المُقدم" قد يتعرض لكل أنواع التعذيب وربما القتل، وفق بيانها.
وقال "المُقدم"، إن قوات الأمنالمصرية اقتحمت منزله أكثر من مرة سابقا، واعتقلت أشقاءه، فاضطر للخروج من مصر إلىدولة السودان، مضيفا: "ضاقت بنا الأرض في السودان خاصة بعد ترحيل أحد الشبابإلى مصر، فذهبت إلى كوريا ثم طلبت الحماية واللجوء هناك".
وأوضح – في فيديو بثته قناة مكملينالفضائية- أنه فوجئ برفض المسؤولين في كوريا الجنوبية طلب اللجوء الذي تقدم به،وأخبروه بأنه سيتم ترحيله إلى دولة الإمارات، وهو الأمر الذي يعني برأيه تسلميهإلى السلطات المصرية.
ونوه إلى أنه رفض فكرة ترحيله عبر دولةالإمارات، لافتا إلى أن السلطات الكورية قامت بالاعتداء عليه، وقاموا بتقييد يديه،وأنه إلى الآن لايزال محتجزا".
وقالت مصادر قانونية تتابع تطورات قضية"المُقدم" لـ"عربي21"، إنه لا يزال محتجزا في مطار"إنشيون" بكوريا الجنوبية، بعد أن رفض ترحيله عبر دولة الإمارات.
مزيد من التفاصيل