نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني تقريرا، سلط منخلاله الضوء على اقتراب مغادرة الأمير الأردني زيد رعد الحسين، الذي لطالما عُرفبعدم محاباته للأنظمة الديكتاتورية ونقده اللاذع لممارسات بعض الدول في العالم،لمنصب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته"عربي21"، إن "الحسين سيغادر منصبه داخل المنظمة العالمية في وقتلاحق من الشهر الحالي، ويرجع سبب اتخاذ الأمير الأردني لهذا القرار إلى توجيهه عدةاتهامات للحكومات الغربية الكبرى بالقيام بعدد من التجاوزات في مجال حقوق الإنسان،ناهيك عن ورود اسم بعض الحلفاء، الذين يشترون الأسلحة من هذه الدول، في خضم هذهالمعضلة الأخلاقية".
وأضاف الموقع أن "الحسين لطالما عمل علىالتحذير من بعض الظواهر اللاأخلاقية المتفشية في العالم، على غرار رهاب الأجانبوالعنصرية وفوز الأشخاص الخاطئين برئاسة الدول الغربية، قائلا إن هذا الأمر يهددالديمقراطية الغربية، ولطالما ندد الأمير الأردني بإساءة معاملة الأطفال التيينتهجها ترامب، كما سبق له نعت الرئيس الفلبيني، رودريغو دوتيرتي، بالمريض النفسي".
وأورد الموقع أنه "بحلول شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، كان من الواضح أن الدول الكبرى داخل الأمم المتحدة، وهي الولاياتالمتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا والصين، كانت قد سئمت من زيد رعدالحسين، وبدلا من التراجع قليلا والتخفيف من حدة انتقاداته لممارسات هذه الدول،ارتأى المفوض السامي للأمم المتحدة أن يترك منصبه نهاية الشهر الحالي".
وبين الموقع أن "انتقادات الحسين المتكررةالموجهة لحرب المملكة العربية السعودية على اليمن جعلت من الأمير صاحب الـ54 سنة شخصاغير مرغوب فيه في مسقط رأسه"، وحيال هذا الشأن، قال الحسين: "وُلدتوترعرعت في الأردن وخدمته وأحببته، وعندما يتعلق الأمر بهذا المنصب، لم أكن لأمنحالأردن أي ميزة داخل الأمم المتحدة".
اقرأ أيضا: زيد بن رعد: على ميانمار أن تشعر بالعار بسبب "التطهير"
وتبدو هذه التصريحات مطابقة لأفعال وتحركات المفوضالسامي الأردني، حيث سبق له وصف إعادة العمل بقانون الإعدام داخل الأردن سنة 2014بالأمر "المخيب للآمال"، ودأب الحسين على توجيه أصابع الاتهام إلى التحالفالذي تقوده السعودية، قائلا إن "موت المدنيين بسبب الغارات الجوية بمثابةجرائم دولية"، كما أنه طالب الأمم المتحدة بإجراء تحقيق إزاء الأعمال الوحشية فياليمن، وهو ما وضعه في صدام مباشر مع الرياض وحلفائها الدبلوماسيين.
وأفاد الموقع بأن "المفوض الأردني لاقى بدورهانتقادات لاذعة نظير مجهوداته للدفاع عن حقوق الإنسان، حيث ساهمت كلماته القويةإزاء مناخ الترهيب المنتشر في مصر قبل الانتخابات الرئاسية في إقلاق مضجع النظامالحاكم في مصر، ونتيجة لذلك، فقد أصدرت حكومة السيسي أقسى توبيخ عربي على الإطلاقوطالبت الحسين بالتوقف عن مهاجمة الدولة المصرية".
وأوضح الموقع أن رعد زيد الحسين يتمتع بعلاقة فاترةمع المسؤولين الأردنيين وبعض الدول العربية، وهو ما ساهم في إنهاك واستنزاف قواهعلى المدى الطويل، وفي هذا الصدد، صرح الحسين، قائلا: "أدركت أن الضغوطالمرتبطة بهذا العمل ضخمة للغاية".
ومن جهته، أفاد مدير مركز القاهرة لدراسات حقوقالإنسان، جيريمي سميث، بأنه يُنظر لزيد على أنه خائن في الرياض والقاهرة وعواصمعربية أخرى.
وأشار الموقع إلى أن "زيد الحسين عمل على تسليطالضوء على الفظائع المرتكبة في دول البلقان في تسعينيات القرن الماضي، ناهيك عنمساهمته الفعالة في وضع أسس المحكمة الجنائية الدولية، وخلال خطاب له في أيلول/سبتمبر 2016، اعترف المفوض الأردني أنه أصبح بمثابة "كابوس"، حيث تجرأعلى انتقاد الحكومات التي انتخبته، وتابع قائلا: "إنني رجل مسلم، وأنا أبيضالبشرة، وهو ما يزعج العنصريين".
اقرأ أيضا: الأمم المتحدة ترد على وصف صحيفة "صن" المهاجرين بالصراصير
على الرغم من كونه غير قابل لأن يقع إسكاته من قبلالدول الكبرى، إلا أن زيد الحسين، يتم تهميشه على نحو مستمر، وفي شأن ذي صلة، قالتسارة ليا ويتسون، وهي خبيرة في شؤون الشرق الأوسط لدى منظمة هيومن رايتس ووتش، إن"زيد قام بعمله، لكن الفشل كان على مستوى أنظمة الأمم المتحدة".
وفي الوقت الحالي، يسعى العديد من المسؤولين، علىغرار نيلس ميلزر، خبير شؤون التعذيب لدى الأمم المتحدة، لخلافة الحسين في منصبهالمرموق.
وفي الختام، أحال الموقع إلى أن زيد الحسين شدد علىأنه قام بعمله بشكل صحيح، وأنه اعتمد منصبه على اعتباره منبرا لتوجيه خطابه للقادةالذين يأبون أن يفوا بتعهداتهم الخاصة، وحيال سياسته وحدة تصريحاته، قال المفوضالسامي الأردني إنه "لا يوجد مجال كبير للمناورة، والصمت لا يمنحكالاحترام"، ولطالما ربط زيد بين سياسة ترامب وأزمة المهاجرين العالمية ببدايةظهور الفاشية الأوروبية خلال ثلاثينيات القرن الماضي، وهو ما يمثل عائقا كبيرا أمامالمضي قدما في مسيرته داخل منظمة الأمم المتحدة.
مزيد من التفاصيل