أكد سياسيون ومعارضون مصريون أن النظام المصري أغلق الباب أمام جميع المبادرات السياسية للمعارضة سواء في الداخل أو الخارج لحل الأزمة المصرية، وذلك باعتقال السفير معصوم مرزوق، بعد طرحه مبادرة سياسة على المستويين الرسمي والشعبي.
وقررت النيابة المصرية، الجمعة، حبس الدبلوماسي المصري السابق، معصوم مرزوق، و6 آخرين من المعارضة المدنية 15 يوما على ذمة التحقيق، على خلفية اتهامات من بينها "مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها والاشتراك في تمويلها، والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة التحريض على التظاهر".
مبادرة مرزوق
ومطلع آب/ أغسطس الجاري، أطلق السفير "مرزوق" نداء للشعب، عبر "عربي21"، يدعو فيه إلى إجراء استفتاء شعبي على استمرار النظام من عدمه، وكذلك الخروج في مظاهرات في 31 آب/أغسطس الجاري، حال عدم قبول النظام مطالبه.
واعتقلت السلطات الأمنية، الخميس، السفير معصوم مرزوق، والخبير الاقتصادي رائد سلامة، والأكاديمي يحيى القزاز، و4 معارضين آخرين، هم نرمين حسين، وعمرو محمد، وعبد الفتاح سعيد، وسامح سعودي، قبل أن تقرر النيابة حبسهم في اليوم التالي.
استعداء الجميع
عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب السابق، أسامة سليمان، قال لـ"عربي21" إن "السيسي بفعلتيه الشنيعتين، سواء في خيانة رئيسه والدستور وما أقسم عليه، أو في قتل شعبه بأبشع ما يكون في الميادين والمنازل والتصفية الجسدية والقتل خارج القانون .. لا يملك للحفاظ على حياته إلا استعداء الجميع وفي كل شيء".
وأكد سليمان أن هذا الأسلوب "سيظل سلاح السيسي الوحيد، الذي علمنا التاريخ أنه خاسر وزائل، ولن ينجح هذا الحل أبدا"، لافتا إلى أن "هذا يفرض على الجميع اتخاذ مواقف إيجابية ضده سواء على المستوى الفردي أو الجماعي".
ورأى أن "جملة الاعتقالات، تؤكد ضعف نظام السيسي، وأنه لا يستطيع الحوار حتى مع مؤيديه فضلا عن معارضيه وأنه يحذر الإنفلات الأمني في أي وقت".
السيسي عدو نفسه
وعلق عضو الجبهة الوطنية المصرية، أحمد البقري، بالقول إن "عداء السيسي لجميع أطياف المعارضة المصرية بل وشركاء الأمس، نجح في توحيد الجميع على كراهيته، وما فعله في السنوات الأربع الماضية لم يفعله الاحتلال البريطاني في مصر".
واضاف لـ"عربي21": أن "مصر باتت في عهد السيسي سجن كبير، وحول حلم الشباب من التغيير في يناير إلى كابوس، بعد أن قتل وسجن وأخفى قسريا عشرات الآلاف؛ بسبب معارضتهم لنظام حكمه الدموي، ورفضه الرأي الآخر".
وحذر البقري من أن السيسي ينتهج نفس نهج مبارك في آواخر أيام حكمه، قائلا: "سيلقى السيسي نفس مصير العسكريين السابقين، لكن نتمنى أن نتعلم الدرس، وأن نكون جزءا من التغيير القادم لا محالة، وتتحول مصر إلى دولة ديمقراطية، وليست شبه دولة كما قزمها السيسي".
وأضاف: "على السيسي ونظامه أن يفهما أن القمع لا يغير رأي، بل يزيد الناس إصرار على مواجهة الاستبداد، ومع كل معتقل جديد يقترب يوم النهاية".
استعداء القريب والبعيد
ورأى المحلل السياسي، عزت النمر ، أن "ما وصلنا إليه هو مستوى عقلية السيسي العسكري محدود الإدراك، الذي لا يعرف الحسابات السياسية، وقرارات حكمه تفرضها القبضة الأمنية"، مشيرا إلى أن "ما يحدث ليس يعني نهاية المطاف، بل ننتظر من الغباء والغَشَم أبعد من ذلك".
وفي حديثه لـ"عربي21" أوضح أن "قرارات إدارة الدولة والاعتقالات تتنافس فيها، أولاً: عقلية جهات أمنية لا تعرف إلا هواجس الخوف وغرور البطش والقوة، وثانياً: التبعية والانقياد لعقلية أبوظبي التي ترى الشعب كعبيد إحسانات للحاكم الذي يملك ويتفضل".
وبشأن حالة الاستعداء التي صنعها السيسي في سنوات قليلة، أجاب أن "مبارك لم يصل في 30 سنة لهذا المستوى، أعتقد أن السيسي يشعل النار في مصر الوطن أولاً، وأن يتعجل بهذه النار حرق نفسه وطغمته، وأرى أن بَلاَدة النخبة المصرية، وتشتتها وغياب رؤيتها، وعدم استفادتها من غباء السيسي وغشمه، هو ما يطيل من عمر الانقلاب، ويمد من عمر السيسي وعسكره أياما وشهورا".
مزيد من التفاصيل