هدد والد «منى المذبوح» الفتاة اللبنانية المحبوسة في مصر، بالانتحار حال تأييد الحكم بالحبس على ابنته في جلستها المقرر لها غدًا الأحد بمحكمة الاستئناف، والمحكوم عليها بالسجن 8 سنوات بتهمة سب رئيس البلاد وازدراء الأديان والإساءة إلى الشعب المصري.
قضية منى التي تفاعلت على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد للحكم ومعارض، عادت لتتفاعل مجدداً بعد تهديد والدها بوضع حد لحياته والانتحار في حال حكم بيوم واحد على ابنته الوحيدة بين شقيقَيها، مؤكدا لموقع «عربي بوست» أنه لحظة الحكم بالسجن على ابنتي في مصر سيصدر حكم في لبنان بإنهاء حياتي.
بعتب شديد يتحدث ذو الـ(72 عاماً) عن عدم اكتراث الدولة اللبنانية لقضية ابنته وهو الذي كان تلقى وعوداً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية بمتابعة قضيتها والعمل على الإفراج عنها «لكنها لم تكن سوى وعود، ولم يتحرك أحد لمساعدة ابنتي».
هذا الكلام أكده مسؤول في الخارجية المصرية ومحامي السيدة منى المحكومة بالسجن ثماني سنوات في مصر لإهانتها الشعب المصري ورئيس الجمهورية، حيث قال إن لبنان لم يتقدم بطلب رسمي لتسليم مواطنته إذ أن القاهرة وبيروت لا يرتبطان باتفاقيات لتسليم المجرمين.
ويكشف الوالد المثقل بهموم ابنته ووضع اقتصادي صعب تفاصيل جديدة عن حياة عائلته، وعن وضع ابنته الصحي، ويقول: «أنا شخص أعاني من أوضاع اقتصادية صعبة حيث توقفت عن العمل منذ نحو ثلاثة أشهر، حيث كنت أعمل في مصبغة ألبسة، وقد ترتب عليَّ ديون كبيرة، ومنها 1500 دولار أميركي كنت أرسلتها إلى محامي ابنتي في مصر».
وتقبع المذبوح في سجن القناطر للنساء بعد أن أصدرت محكمة جنح في القاهرة حكماً في يوليو الفائت بسجنها ثماني سنوات بعد أن دانتها «بالإساءة للشعب المصري».
واعتقلت السلطات المصرية المواطنة اللبنانية نهاية مايو الماضي. وكانت المذبوح قد اتهمت المصريين في شريط فيديو نشرته على حسابها على فيسبوك بالتحرش الجنسي والنصب والسرقة، ما أثار سخط بعض المواطنين المصريين.
ويضيف والد المذبوح: «ابنتي منى تحب مصر كثيراً، وهي تزورها للمرة الثالثة خلال الأعوام الماضية» لكن الوالد يدّعي أن ابنته تعاني من انفصام الشخصية، وهو المرض الذي أدى لموقفها الحاد ضد المصريين في الفيديو الذي انتشر بشكل فيروسي على مواقع التواصل.
ويؤكد المذبوح الأب أنه قام بإرسال التقارير الطبية التي تؤكد مرض ابنته للمحكمة المصرية، التي لم تكترث بهذه الوثائق حسب تعبيره. وقال الوالد في أسى: «أنا أشفق على وضع ابنتي الصحي، ومن أجل ذلك كلما استطاعت أن تجمع مبلغاً من المال من عملها أشجعها لكي تنفقه على أي شيء يدخل البهجة على قلبها، وقد استطاعت في الفترة الأخيرة من عملها في مؤسسة تجارية (مول) من جمع مبلغ من المال وقررت أن تسافر إلى مصر وتقضي وقتاً هناك».
بدوره، قال محامي المذبوح إن دفاعه عن موكلته يعتمد «على الثغرات في الحكم الابتدائي» في يوليو الفائت.. ‎وتوقع كمال أن تقضي محكمة الاستئناف «ببطلان حكم أول درجة وأن تحاكم موكلته من جديد أو تحكم الاستئناف بحكم مخفف من سنة إلى 3 سنوات، متمنياً أن يقرر القاضي إيقاف التنفيذ». ‎
وعن عدم تسليم موكلته إلى لبنان لتنفيذ العقوبة هناك، قال عماد «إنه لا توجد اتفاقيات لتسليم المجرمين بين القاهرة وبيروت».
‎وأشار كمال إلى «اتصال شبه يومي بينه وبين السفير والقنصل اللبنانيين في القاهرة بشأن موكلته وتطورات القضية». ‎وأوضح أن موكلته تقضي عقوبة السجن الآن في سجن النساء بالقناطر الخيرية، مشيراً إلى شكواها من «مضايقات» تصدر من سجينات مصريات.
‎وأوضح المحامي أن هذه «المضايقات» طبيعية مثل كل السجون المصرية. ‎وقال كمال إن والدة موكلته زيارتها في السجن منذ أسبوع، مؤكداً أنها تزورها في المواعيد الطبيعة كل أسبوعين ولا تحتاج إذناً من النيابة للزيارة.
مزيد من التفاصيل