كان الرئيس الأسبق حسنى مبارك، على علاقة جيدة ببعض العلماء المشهورين كالشيخ الشعراوى وجاد الحق شيخ الأزهر ومنهم الشيخ محمد الغزالي.
وأكد أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط، فى سلسة ذكرياته التى يكتبها على صفحته الرسمية على الفيس بوك أن الرئيس الأسبق مبارك، كان يهاتف الشيخ الغزالى كل حين ليسأل عنه ويرجوه أن يطلب أى مساعدة من الدولة وخاصة فى علاجه، فكان الشيخ يشكره ويعتذر عن قبول أى مساعدة.
وأضاف ماضي، فى حديثه عن الشيخ الغزالى فى سلسلة ذكرياته: شخصيات عرفتها "أننى سألت الشيخ: بما أن الرئيس مبارك يقدرك ويتصل بك كل فترة ليطمئن عليك، هل هناك إمكانية للتدخل لتخفيف التوتر بينه والإخوان، ووقف المحاكمات العسكرية، لافتًا إلى أنه من الطريف أننى شخصيا قد تمت إحالتى للمحاكمة العسكرية بعد هذه المقابلة بشهور قليلة.
وتابع فى حديثه: قال الشيخ: سأحكى لك عن واقعة وبعدها قل لى ما رأيك، حين عاد الرئيس مبارك من أديس أبابا بعد المحاولة الفاشلة لاغتياله وقابل العلماء الثلاثة أولاً- الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر والشيخ الغزالى والشيخ محمد متولى الشعراوى - قال: فوجئت بالرئيس مبارك يوجه كلامه لى و يقول: يا مولانا أنا مهموم بإطعام 60 مليون فم كل صباح (كان عدد سكان مصر وقتها 60 مليونًا).
فقال الشيخ: غضبت غضبًا شديدًا، وقلت: "ياريس دى مش شغلتك"، الذى يطعم هو الله والذى يرزق هو الله، أنت مهمتك إدارة الدولة ورفع مستوى مصر ودورها القيادي، وأخذت أردد بغضب "هو انت ربنا اللى بيرزق".
وأوضح ماضى فى روايته: ومن طريف ما ذكره الشيخ فى هذه القصة، أن الشيخ جاد الحق والشيخ الشعراوي، رحمهما الله، كانا يجذبانه من الكاكولا (الزى الأزهري) حتى يتوقف، ولكنه كما قال لم يتوقف حتى أنهى كلامه والرئيس مبارك فى حالة صدمة ولم يعلق، ثم قام مبارك وقال لنذهب ونبدأ اللقاء وانتهى الموقف عند ذلك.
ثم سألنى الشيخ: ما رأيك؟ هل من المفيد فى ظل هذه الواقعة أن أكلمه عن الموضوع الذى ذكرت؟ فقلت له: لا طبعا يامولانا، جزاك الله خيرًا.
وأشار ماضي، إلى أن الذى حدث لى مع الشيخ كان فى نهاية عام 1995 وكنت وقتها قياديًّا بالإخوان المسلمين (حتى استقلت عام 1996 بسبب حزب الوسط) وقد وصل الصدام بين نظام حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك والإخوان ذروته بإحالة ثلاث قضايا للمحاكم العسكرية لأول مرة منذ عام 1965.
وكانت قد حدثت واقعة محاولة اغتيال الرئيس الأسبق مبارك فى أديس أبابا وبعدها قابل عدة فئات منهم علماء أزهريون، واستقبل أولا ثلاث علماء رحمهم الله جميعا، هم الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر والشيخ الغزالى والشيخ محمد متولى الشعراوى ، ثم ذهبت فى زيارة إلى الشيخ فى منزله، وكنت أعرف منه اتصال مبارك به ، فطلبت منه الوساطة فذكر لى الحادثة السابقة.
كما تحدث ماضى عن دور الشيخ الغزالى أيضا عن مناصرة شعب البوسنة والهرسك فى بداية التسعينات من القرن الماضى .
يقول ماضى فى حديثه: فى عام 1992، وكنت وقتها الأمين العام المساعد لنقابة المهندسين المصرية، شكلنا لجنة للتفاعل مع قضية البوسنة والهرسك، وكنت مقررها، واخترنا فضيلة الشيخ محمد الغزالى رئيسًا لها وأطلقنا عليها اسم "اللجنة المصرية لمناصرة شعب البوسنة والهرسك " بعد العدوان الصربى على شعب البوسنة المسالم، وشارك فى هذه اللجنة شخصيات مصرية متنوعة منها على سبيل المثال الكاتب الكبير حسن دوح والدكتور مصطفى الشكعة، والدكتور عبد المنعم البري، والشاعرة علية الجعار ، والأستاذ السيد الغضبان، والدكتور محمد عمارة، والدكتور محمد سليم العوا، والدكتور جعفر عبدالسلام، والحاجة ياسمين الحصري، والأستاذ حامد سليمان، والدكتور السيد عبد الستار المليجى وآخرون.
وتابع قائلا : ولم يحضر الشيخ الغزالى كل نشاط فى اللجنة ولكنه كان يلبى الدعوة حين نحتاجه، وقد سافر معنا فى رحلة إلى مدينة زغرب بكرواتيا فى هذا العام (أواخر عام 1992) وكان معنا فى هذه الرحلة الشيخ يوسف القرضاوى والأستاذ فهمى هويدى والمرحومين الدكتور أحمد الملط، والدكتور أنور شحاتة، وحين وصل الشيخ الغزالى إلى هناك وسمع القصص التى تعرض لها المسلمون فى البوسنة من قبل الصرب من قتل وتعذيب وتهجير واغتصاب بكى بكاءً شديدًا، وصلينا الجمعة فى مسجد المركز الإسلامى فى زغرب، الذى كان يصلى فيه مدير المركز وقتها وأصبح مفتى البوسنة بعد ذلك الدكتور الشيخ مصطفى سيريتش.
وقد خطب الشيخ سيريتش الجمعة، ثم قدَّم الشيخ الغزالى ليقول كلمة بعد الصلاة، وطبعًا قدَّمه تقديمًا قويًّا كأفضل عالم شرعى إسلامى فى العصر الحديث، وحين بدأ الشيخ كلامه لم يتمالك نفسه من البكاء وانفجر المسجد الذى يصلى فيه آلاف من البوسنيين الفارين من البوسنة بالبكاء، وألقى كلمة مؤثرة لن ينساها أهل البوسنة.
مزيد من التفاصيل