نشرت صحيفة"الإندبندنت" تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على التأثيرات السلبية لمنصاتالتواصل الاجتماعي، التي أصبحت تحتل مكانة مهمة في حياتنا اليومية.فقد أصبح استخدام هذه المنصات يؤثر سلبا على الذاكرة والنوم والقدرة علىالانتباه والتركيز.
وقالت الصحيفة، فيتقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إننا بتنا نعتمد على وسائلالتواصل الاجتماعي بشكل كبير في شتى تفاصيل حياتنا اليومية. وعلى الرغم من فوائدهاالكبيرة، إلا أن منصات التواصل تنطوي على مشاكل عديدة، خاصة فيما يتعلقبالصحة العقلية للإنسان. وقد أثبتت الدراساتأن استخدام هذه المواقع بشكل متكرر قد يؤدي إلى الشعور بعدم الارتياحوالعزلة على المدى الطويل. وتجدر الإشارة إلى أن هناكستة مظاهر يتجسد من خلالها التأثير السلبي لوسائل التواصلالاجتماعي على صحتنا العقلية دون أن ندرك ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أنوسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل سلبي على تقدير الإنسان لذاته. فعندما نقارنأنفسنا بالآخرين بناء على ما يقومون بنشره من صور مثالية على موقع إنستغرام، أومتابعة حالاتهم العاطفية على حسابتهم الشخصية على موقع فيسبوك، يؤدي ذلك إلى تشويه اهتزازالصورة التي نملكها حول أنفسنا. في هذا الإطار، كشفت دراسة قامتبها جامعة كوبنهاغن الدنماركية أن العديد من الأشخاص يعانون من ظاهرة"حسد الفيسبوك"، مقارنة بالأفراد الذين امتنعوا عن استخدامهذا الموقع الشهير، والذين أكدوا أنهم يشعرون بالرضا بشأنحياتهم.
والجدير بالذكر أن وعيالإنسان بقيمة الوقت الذي يهدره في تصفح الملفات الشخصية لأشخاص آخرين علىالإنترنت، من شأنه أن يساعده على تغيير نمط حياته واستثمار وقته في التركيز بشكلأكبر على تعزيز ثقته بنفسه.
وأضافت الصحيفة أنطبيعتنا البشرية تحتم علينا التواصل فيما بيننا وإنشاء علاقات مع بعضنا البعض، بيدأن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في انهيار القدرة على التواصل المباشربين الأشخاص. ففي ظل وجود هذه الشاشات المستطيلة التي تعرضلنا الشخصية الرقمية للأفراد، بتنا لا نعرف هويةأصدقائناالحقيقة. وفي هذا الصدد، كشفت دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية لعلمالأوبئة، أجريت على 5 آلاف و208 شخص أن الاستخدام المنتظملموقع فيسبوك كان له تأثير سلبي على رفاهية الفرد.
وبينت الصحيفة أن أهم مايميز وسائل التواصل الاجتماعي، قدرتها على الاحتفاظ بذكريات أحداثوقصص حدثت في الماضي. في المقابل، قد تساهم منصات التواصل بشكل أو بآخرفي تشويه الطريقة التي قد نتذكر بها تلك الأحداث في حياتنا. ففي أغلب الأحيان،نمضي الكثير من الوقت في محاولة منا لالتقاط صورة مثالية، فيحين نضيع، في الواقع، فرصة عيش تلك التجربة مباشرة من خلال مشاهدتها بأمأعيننا.
وفي تعليقه على هذاالموضوع، قال الدكتور تيم بونو، مؤلف كتاب "حين يكون عدد الإعجابات غيركاف"، إنه "في حال ركزنا فقط على التقاط أفضل الصورلتحظى بإعجاب متابعينا في منصات التواصل الاجتماعي، فلن تتاح لنا الفرصة للاستمتاعبالجوانب الأخرى من تلك التجربة". وتابع بونو، أن "قضاء الكثير منالوقت في استخدام هواتفنا سيشتت انتباهنا عن الجوانب الأخرى من التجربة، مما يساهمفي تقويض السعادة التي يمكن أن نعيشها في تلك اللحظة".
ونوهتالصحيفة إلى أهمية أن نحظى بقسط وافر من النوم. لكن الكثير منايعمد إلى استخدام الهاتف قبل الخلود إلى النوم، مما يزيد منصعوبة شعورنا بالنعاس. علاوة على ذلك، يمكن أن يساهم الضوءالصادر عن الأجهزة المحمولة التي لا تبعد سوى بضع بوصات عن وجوهنا، في إيقافإفراز هرمون الميلاتونين، وهو هرمون المسؤول عن الشعور بالنعاس، وذلكوفقا لما كشفه الدكتور بونو.وبالتالي، من المهم جدا أن نضع قواعد صارمةلأنفسنا، حيث ينبغي أن نلتزم بعدم استخدام الهاتف لمدة تتراوح على الأقلبين 40 دقيقة وساعة قبل النوم.
وأوضحت الصحيفة أنه منالضروري أن نولي أهمية لمدى قدرة أدمغتنا على التركيز بشكل كامل. ونظرا لكميةالمعلومات الهائلة المتاحة في متناول أيدينا وسهولة الوصولإلى وسائل الترفيه المتوفرة، يصبح من السهل تشتيت انتباهنا، في حين نعجزعن انتقاء معلومات تتناسب مع متطلباتنا.
وأردفت الصحيفةأن مواقع التواصل الاجتماعي، قد تكون مصدرا للشعوربالتعاسة، كما قدتؤدي إلى تطوير مشكلات تتعلق بالصحة العقلية، على غرار القلق أو الاكتئاب،عند الإفراط في استخدامها. ونتيجة لذلك، قرر بعض الأشخاص التوقف عناستخدام منصات التواصل الاجتماعي لفترة، واكتشفوا أن هذا الأمر كان مفيدا للغاية.
وفي الختام، بينت الصحيفةأنه لا يتعين عليك بالضرورة التوقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فيحال أصبحت تشعر بأنها تؤثر على حياتك سلبا، حيث يكفي أن تخصص بعض الوقت للقيامبأنشطة مفيدة، على غرار المطالعة. وقد يؤتي هذا التغيير الذي تضفيه على حياتكبثماره. عموما، في حال كنت قادرا على عدم تفقد هاتفك لمدة بضع دقائق علىالأقل، سيثبت ذلك قدرتك على التحكم في مجريات حياتك.
للاطلاع على نص التقرير الأصلي اضغط هنا
مزيد من التفاصيل