بعد أسابيع على فتح المعبر الحدودي نصيب/ جابربين الأردن وسوريا، غادر وفد نيابي أردني للقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد،في سابقة هي الأولى من نوعها بعد الأزمة السورية.
وزار سوريا عدد من الوفود سابقا، لشخصيات مقربةمن النظام، غير أن الوفد الأخير يكاد يكون رسميا، إذا صرح أحد المشاركين في الوفدأنهم يزورون دمشق بصفتهم النيابية.
واستقبل الأسد، الاثنين، وفدا برلمانيا ترأسهالنائب عبد الكريم الدغمي، وضم عددا من رؤساء اللجان في البرلمان.
وبسحب وكالة أنباء النظام "سانا"،فقد أكد أعضاء الوفد أن "نبض الشارع الأردني كان على الدوام مع الشعب السوريفي وجه الحرب الإرهابية التي يتعرض لها لأن سورية هي خط الدفاع الأول عن كلالمنطقة العربية وانتصارها في هذه الحرب سيكون انتصاراً لجميع الدول العربية".
اقرأ أيضا: وفد نيابي أردني يصل دمشق الإثنين.. وهؤلاء هم المشاركون
واعتبر الأسد خلال لقائه بالوفد أن "أهميةزيارات الوفود البرلمانية تنبع من كونها المعبّر الحقيقي عن المواقف الشعبيةوالبوصلة الموجهة للعلاقات الثنائية".
وذكر موقع "عمون" المحلي أن الأسدسلم الوفد البرلماني الأردني الذي زار دمشق الإثنين، رسالة إلى الملك عبد الله،ركز فيها على "النظر إلى المستقبل وليس الماضي".
وقال الأسد لرئيس الوفد النائب عبدالكريمالدغمي: "انقل للملك أنني أتطلع إلى الأمام ولا أتطلع للخلف".
— زياد عبابنة (@ZiadAbabneh) November 19, 2018
ولم يصدر عن مجلس النواب الأردني أي بيان رسميحول الزيارة، ولم تناقش الزيارة داخل المجلس.
النائب المشارك في الوفد، قيس زيادين، قال إن الوفدالنيابي الذي يزور سوريا ممثلا بعدد من النواب وأعضاء اللجان، يزورها بصفتهالنيابية.
وتابع النائب لـ"عربي21" بأن المصلحةالأردنية والسورية تقتضي توطيد العلاقات بين البلدين.
وأكد النائب أن الأردن مع الحل السياسي فيسوريا، مشددا على ضرورة وحدة الجارة الشمالية للأردن.
اقرأ أيضا: الأسد يبعث برسالة إلى ملك الأردن.. هذا مضمونها
عضو كتله الإصلاح في المجلس، النائب صالحالعرموطي، نفى لـ"عربي21" أن تكون الزيارة رسمية، مشيرا إلى أن المجلسلم يخرج بأي قرار حول إرسال وفد نيابي لسوريا، وأن الزملاء الذين ذهبوا لا يمثلونإلا أنفسهم.
وقال العرموطي إنه لا إجماع في المجلس علىالزيارة، وإن بعض النواب لا يعلمون بها أصلا، وإن الخلاف ليس نيابيا فقط، بل إنالشارع الأردني يرفض الزيارة.
وأكد أن الزيارة لم تبحث في أروقة المجلسنهائيا، وإن النواب يتحملون مسؤولية الزيارة في ظل مذابح النظام السوري، وجرائمالحرب التي ارتكبها النظام بحق الشعب.
— عبد الغفور الدياب (@abuhuzaifa_) November 19, 2018
وتابع العرموطي بأن على الوفود التي تذهبلزيارة نظام الأسد التوقف فورا.
ولفت إلى أن النظام السوري حاقد على الأردن،وأن الأردن مستهدف من نظام الأسد بسبب مواقفه السياسية، مشيرا إلى وجود عدد منالمعتقلين الأردنيين في سوريا منذ عشرات السنوات، كان أولى بالنظام أن يفرج عنهم.
من جهة أخرى، رأى النائب المستقل، خليل عطية، بأنالزيارة "شبه رسمية" لكون معظم النواب في المجلس على علم بها، بما فيذلك رئيس المجلس.
وأشار لـ"عربي21" إلى أن النواب الذين غادروا إلى سوريا،تربطهم علاقات بنظام الأسد.
ولفت إلى أنه شخصيا لا يحبذ هذه الزيارة لنظامالأسد الذي أوغل في دماء السوريين، لكنه قال مستدركا إن على المجلس احترام قرارالنواب في الوفد.
وتابع بأنه من مصلحة الأردن أن يفتح أبوبه معدول الجوار، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد، وفي ظل ما يقوم به العربتجاه الأردن.
وختم عطية بأن الأردن مع وحدة سوريا العروبةكاملة، ومع ذلك فإن على الأردنيين ألا ينسوا ما قام به الأسد من إراقة لدماءالسوريين.
مزيد من التفاصيل