أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن توجه قاذفتين استراتيجيتينمن طراز "تو-160"، وطائرتي "آن 124" و"إيل 62" إلى فنزويلا،وقالت إنهما هبطتا في مطار مايكيتيا الدولي قرب العاصمة الفنزويلية كراكاس.
رسالة لفنزويلا
وأثارت هذه الخطوة التساؤلات حول سببها، في الوقت الذيتتعمق فيه الخلافات الأمريكية الفنزويلية، فهل يمكن أن تكون رسالة استفزازية روسيةلواشنطن؟
يجيب المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف بالقول:"ليست رسالة لواشنطن، وإنما هي لفنزويلا مفادها أن موسكو متمسكة بعلاقتها البناءةمعها".
وتابع أونتيكوف في حديث لـ"عربي21": "كمايعلم الجميع هناك علاقات عميقة بين روسيا وفنزويلا، وبنفس الوقت نعلم الموقفالأمريكي من الحكومة الفنزويلية، فلذلك أعتقد أن هذه الطائرات ذهبت هناك لتشارك فيتدريبات مشتركة، بالتالي لا يوجد أمر عجيب أو رسالة موجهة للطرف الأمريكي أو غيره،وإنما جاء الأمر جاء ضمن التعاون العسكري بين البلدين".
وردا على تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيووالذي اعتبر إرسال الطائرتين هدر للمال واتهامه لحكومتي فنزويلا وروسيا بالدوس علىالحريات، قال أونتيكوف: "لدى الدولتين علاقات عميقة جدا وهذا الأمر ليس عجيبا،لذا استغرب من الرد الأمريكي".
وأضاف: "للأسف الشديد استغرب أيضا الكلام الأمريكيعن قمع الحريات، ولا أريد التعليق عليه، ولكن العالم كله يرى كيف تقمع واشنطنالحريات في الدول المختلفة، وهي اعترضت على إرسالنا طائرتين في الوقت الذي تقومفيه بإرسال أسلحتها لجميع انحاء العالم".
من جهته أشار المحلل العسكري والاستراتيجي الأردني فايزالدويري إلى "أن فنزويلا لها خصوصية خاصة بالنسبة لروسيا، والعلاقات بينهمامستمرة منذ أيام الاتحاد السوفيتي مرورا بفترة حكم الرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشافيز".
وتابع في حديث لـ"عربي21": "على الرغممما يدور من مشكلات حول الرئيس الحالي نيكولاس مادورو وحصول مظاهرات ضده والموقفالأمريكي السلبي منه، إلا أنه لا يزال يعتبر حليفا رئيسيا لروسيا وللدول ذاتالعلاقة الطيبة مع موسكو".
زيادة النفوذ الروسي
وحول الجدوى العسكرية من إرسال القاذفتين لفنزويلا قالالدويري: "لا أريد تشبيه هذه الخطوة بأزمة خليج الخنازير بسبب موقع فنزويلاالجغرافي، ولكن حين ترسل روسيا القاذفتين لفنزويلا، تصبح ذات يد طولى في رسم السياسةالخارجية والداخلية لفنزويلا وأيضا سيزيد النفوذ الروسي فيها وفي محيطهامستقبلا".
حرب باردة جديدة
ويبقى السؤال هل تكون هذه الخطوة هي محاولة روسية لإعادةالحرب الباردة؟
يرد المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف على هذا التساؤلبالنفي، مضيفا: "لا أتصور أن يعني إرسال روسيا للقاذفتين أنها تريد بدء حرب باردةجديدة، والتي هي قائمة أصلا بسبب قيام واشنطن بعدة خطوات منها التهديد بالانسحاب منمعاهدة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى وهذا الأمر خطير وقد يؤدي لنشوب سباق تسلحجديد".
وأضاف: "بالمقابل روسيا لا تريد بدء سباق تسلح معأمريكا، وإنما هي تريد حماية نفسها، وإذا تحدثنا عن تطوير السلاح الروسي فيالداخل، هو أيضا للحماية وليس بهدف الدخول في سباق التسلح".
بدوره قال المحلل العسكري فايز الدويري: "الكليتحدث عن دخولنا بمرحلة حرب باردة، ليس فقط بسبب هذه الخطوة الرئيسية البسيطة،وإنما بسبب أحداث أهم، منها التهديد الأمريكي بالانسحاب من معاهدة الصواريخالنووية قصيرة المدى النووية ومنظومة الدرع الصاروخي ومحاولة ضم جورجيا لحلف الناتووضم جزيرة القرم لروسيا ومشكلة شرق أوكرانيا، كل هذه الأمور تؤشر إلى أننا نتجه لحربباردة ولكننا لم ندخلها بعد، لأن الدخول فيها قد يفضي لسباق تسلح جديد وهو ليس في صالحروسيا اقتصاديا".
وأكد أن هدف روسيا من هذه الخطوة ليس القول بأنها تبدأحربا باردة أو أنها تريد الدخول في سباق تسلح مع واشنطن، وإنما هو نوع من إثبات الذات،ورسالة روسية مفادها أنه يجب إنهاء النظام العالمي احادي القطبية، وبل يجب أن يكونمتعدد الأقطاب".
يُذكر أن هذه الطائرات قطعت مسافة أكثر من 10 آلاف كيلومترفوق مياه بحار بارنتس والنرويج والمحيط الأطلسي والكاريبي، ومن المقرر أن تشارك فيتدريبات مشتركة مع طائرات فنزويلية أثناء مناورات جوية مشتركة يجريها البلدين.
اقرأ أيضا: يوتين يلتقي مادورو ويرفض أي محاولة لتغيير الوضع بفنزويلا
مزيد من التفاصيل