أثار الحديث عن مباحثات أمريكية تركية حول تسليم غولن،تساؤلات عن سبب تغير الموقف الإدارة الأمريكية فيما يخص هذه القضية.
وكانت وسائل إعلام تحدثت بأن الوفد الأمريكي الذي يزورأنقرة حاليا، سيبحث مع المسؤولين الأتراك قضية تسليم فتح الله غولن، إلا أن وزيرالعدل التركي عبد الحميد غل نفى ذلك.
وقال الوزير التركي: "إن تسليم غولن مسار آخر مختلفعن زيارة الوفد الأمريكي لأنقرة"، مستدركا بقوله: "لكن القناعة التي ستتوصلإليها الولايات المتحدة وسلطاتها القضائية عقب زيارة المدعين الأمريكيين ستؤثر إيجاباعلى تلك القضية".
"صفقة سرية"
ويرى المختص بالشأن الأمريكي خالد الترعاني "بأنالسبب هو نفسه الذي غير موقف أمريكا من وجود قواتها في سوريا ودفعها للانسحاب منهناك".
وتابع الترعاني في حديث لـ"عربي21": "هناكصفقة واضحة تم عقدها بين أمريكا وتركيا، ويبدو أن من ضمنها الحديث والبحث في قضيةغولن، وأيضا سحب الدعم من القوات الكردية في شمال سوريا، وعلى ما يبدو أيضا أنهاسرية حيث لم يتم الإعلان عن أي لقاءات قبل أن تظهر بصمات هذه الصفقة على الساحة".
وأضاف: "استقالة وزير الدفاع ماتيس ومسؤول ملفداعش، يدل على أن الصفقة شخصية بإدارة ترامب، وأنه يتصرف لوحده بمعزل عن بقيةالمسؤولين والمستشارين".
"أدلة قوية"
ويبقى السؤال هل قدمت تركيا تنازلات للإدارة الأمريكيةحتى توافق على البحث بمسألة تسليم غولن؟
يرد المحلل السياسي التركي برهان كور اوغلو على هذاالتساؤل بالقول: "تركيا لم تقدم أية تنازلات، بل قدمت أدلة كثيرة تخص قضيةغولن وتنظيمه، وكل يوم تقدم أدلة جديدة".
وتابع اوغلو في حديث لـ"عربي21": "هناككل يوم أدلة جديدة تقدمها تركيا وبعضها ظهر داخل القضاء التركي، ووصل تراكم هذه الأدلةلدرجة أن امريكا لا تستطيع أن تغض النظر عن هذه القضية، وبينما كانت سابقا تنتقدواشنطن لعدم الالتفات للأدلة، أصبح هناك اليوم تفهم أمريكي أكثر للموقف التركي، وكذلكأعتقد بأن الإدارة الأمريكية لا تريد أن تقترب تركيا من روسيا أكثر، ولا يوجد هناكتنازلات تركيا ولكن موقف تركي قوي".
وأضاف: "وإذا صح التعبير يمكن الحديث عن تنازلات أمريكية،لأن تركيا أعلنت بشكل واضح بأنه إذا استمرت السياسة الأمريكية بهذا الشكل ستفقد واشنطنحليفا مهما جدا بالمنطقة".
قضية خاشقجي
وردا على التقارير التي تحدثت عن احتمالية وجود صفقة ما،تتنازل فيها تركيا فيما يتعلق بقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مقابل تسليمواشنطن غولن لها.
نفى اوغلو وجود أية علاقة بين القضيتين، وقال: "تركيالم تتراجع في هذه القضية، حيث ترى بأن موضوع خاشقجي أمر مبدئي وجريمة قتله تمس السيادةالتركية".
بدوره قال المختص بالشأن الأمريكي خالد الترعاني: "لاأعتقد بأن الموضوع السعودي والعلاقة الخاصة بين إدارة ترامب والسعودية ونظامها وبالذاتولي العهد محمد بن سلمان بعيدة عن هذه الصفقات".
تسليم غولن
وحول إمكانية تسليم غولن للسلطات التركية قال الترعاني:"سوف يحاول ترامب أن يضحي بغولن، ولكن قد يكون هناك إجراءات قانونية قد تعيقذلك وقد تمتد لسنوات".
واعتبر أن مجرد تباحث إدارة ترامب في هذا الموضوع، بعد أنكانت قد أغلقت الباب تماما على النقاش فيه، هو مؤشر إيجابي للجانب التركي.
مستدركا: "لكن لا اعتقد بأنه سيتم تسليم غولنقريبا، لأن الإجراءات القانونية تأخذ مدى بعيدا، وأيضا المناوئين لترامب سوف يستحضرواسجل تركيا في مجال حقوق الإنسان، وسيكون هناك معارضة شديدة لتسليم غولن، قد لا يكونسببها حبهم لغولن بقدر ما هو كره لترامب".
من جهته قال اوغلو: "بحث أمريكا مع تركيا مسألةتسليم غولن، لا يدل على أنها ستتخذ قرارات سريعة فيما يخص هذه القضية، ولكن على الأقلهناك توجه للاستماع لأنقرة بشكل أكثر".
وأضاف: "يتم حاليا التحقيق في واشنطن فيما يتعلقبتحركات غولن، وهناك أدلة داخل أمريكا تثبت بأنه وجماعته متورطون في أمور غير مشروعة".
وفي ختام حديثه أكد اوغلو أن "التعاون الأمريكيالتركي فيما يتعلق بقضية غولن سيزداد أكثر، ويمكن أن يتطور أكثر".
اقرأ أيضا: وفد أمريكي في أنقرة يستمع إلى متهمين في ملف "منظمة غولن"
مزيد من التفاصيل