تمكنت مباحث الجيزة من كشف غموض العثور على جثة مجهولة الهوية بالقرب من مول العرب بمنطقة 6 أكتوبر ، وتبين أن خفير خصوصي وزوجته وابنته وراء الحادث .
الجريمة بدأت منذ مجيء رجل أعمال أردني إلى مصر رفقة نجله الذي يُدعى "فخري" للاتفاق على صفقة فواكه لتصديرها إلى الخارج ، وتعرف رجل الأعمال على خفير خصوصي يُدعى "هاني" ولديه سيارة سوزوكي يعمل عليها كسيارة أجرى وسرعان ما توطدت العلاقة بينهما بعدما قرر الرجل الأردني استئجار السيارة لمدة شهر ، وفي النهاية طلب "هاني" من رجل الأعمال إقراضه 6000 لإنشاء "كشك سجائر" يعينه على مصاريف الحياة ، وقد وافق الرجل بالفعل .
وخلال شهر ديسمبر الماضي ، اتصل رجل الأعمال الأردني بـ"هاني" وأخبره أن نجله "فخري" سيأتي إلى مصر للإشراف على توريد بعض الفاكهة لدولة عربية ، طالبًا منه أن يلازمه ، وبالفعل جاء فخري "29 سنة" إلى مصر ، وأقام في أحد الفنادق ، ثم بدأ يطالب "هاني" برد المبلغ الذي اقترضه ، مؤكدًا أنه - ووالده - يمران بأزمة مالية ويحتاجان للأموال ، لكن "هاني" رد بحدة قائلًا: "لا أملك أية أموال حاليا".
مكث الشاب الأردني "فخري" في الفندق 3 أيام ولم يتوقف عن مطالبة "هاني" بالأموال ، فما كان من الأخير سوى أن دعاه ليمكث عنده في منزله في محاولة لاسترضائه إلا أن "فخري" رفض وأصر على الحصول على المال.
وبعد محاولات كثيرة ، قبل "فخري" أن يمكث في "منزل" هاني بعقار تحت الإنشاء بالحي الثامن بمنطقة السادس من أكتوبر ، بينما حاول الخفير المصري إيجاد وسيلة لإيقاف الشاب الأردني عن المطالبة بالمال ، فهداه تفكيره الشيطاني إلى الاستعانة بنجلته - قاصر - وتنظيم سهرة حمراء لإلهاء الضيف الأردني ، وكانت المفاجأة موافقة زوجته "عسرانة" على هذا الفكرة المجرمة.
صباح الإثنين الماضي، تلقى اللواء محمد عبد التواب نائب مدير مباحث الجيزة، إخطارا من شرطة النجدة بالعثور على جثة شخص مجهول الهوية ملفوفة في بطانية بالقرب من مول العرب وكومباوند شهير. انتقل المقدم إسلام المهداوي، رئيس مباحث قسم أول أكتوبر، إلى محل البلاغ، وتبين بالمعاينة أن الجثة لشاب في أواخر العشرينات مهشم الرأس موثق اليدين والقدمين، يرتدي ملابس النوم، وليس بحوزته أي أوراق تحقيق شخصية.
عقب مرور 24 ساعة، حضر تاجر خضروات -يحمل جنسية دولة عربية وعامل بغياب صديقهما "فخري.ج"، 29 سنة، تاجر خضروات وفاكهة أردني الجنسية، وبعرض صور الجثة عليهما تعرفا عليها.
اعتمدت المباحث على فحص علاقات المجني عليه وسجل مكالماته ، وتبين أن عددًا من المكالمات جمعته بشخص يدعى "هاني" ، وبتتبع الهاتف ، وُجد أنه موجود في مول شهير حاليا .
تنطلق مأمورية صوب محل إقامة المشتبه به الرئيسي، إذ بدت علامات الارتباك عليه واضحة، وتم اصطحابه للقسم.
"إنت آخر واحد فخري كان معاه.. قول اللي حصل لأننا عرفنا كل حاجة" أربكت الجملة -التي جاءت على لسان رئيس المباحث- الخفير الثلاثيني الذي حاول مراوغة رجال الشرطة إلا أنه انهار فور مواجهته بكاميرات مراقبة مول شهير رصدته أثناء بيعه هاتف محمول خاص بالمجني عليه ليدلي باعترافات تفصيلية حول جريمته.
قال المتهم "هاني.ع"، 33 سنة، إنه مساء السبت الماضي أعد "جلسة مزاج" للضحية بحضور ابنته القاصر، مشيرا إلى أنه فجر الأحد انتهز نوم الشاب الأردني وانهال بالضربات على رأسه بـ"قَدُوم" -أداة تشبه الشاكوش- حتى لفظ أنفاسه، واستعان بزوجته وابنته ونقلوه إلى الحمام، وتركوه لمدة 24 ساعة كاملة، بعد الاستيلاء على هاتفه ومبلغ ألف دولار.
وفي فجر اليوم التالي ، قام المتهمون بلف الضحية في بطانية ، و وضع كيس من البلاستيك على رأسه ، ونقلوه بالسيارة التي يملكها المتهم الأول "هاني" قرب مول شهير ، ثم ذهب "هاني" إلى المول وباع الهاتف.
تم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
مزيد من التفاصيل