قالتكاتبة إسرائيلية إن "دخول السلام بين إسرائيل ومصر عقده الخامس يتطلب إجراءتقدير موقف للعقود الأربعة السابقة؛ لأن المصريين يرفضون كتابة اسم إسرائيل فيكتبهم الدراسية، لكنهم يعترفون بدورها الإقليمي، لكن القاهرة التي تشهد إقامةالمزيد من الفنادق الفارهة ترحب بالسياح الإسرائيليين، الذين لم يعودوا يخشون علىحياتهم، على العكس من ذلك فإن سائقي السيارات وعمال الفنادق يستقبلونهم بكلماتالترحيب".
وأضافتإيريس جيورليت، الكاتبة بصحيفة معاريف، في تحقيق مطول ترجمته "عربي21"، أن "الفنادق التي تبنى حديثا فيبلاد الأهرامات تقدم خدمات عالية المستوى للنزلاء الإسرائيليين، صحيح أن الأسعارلم تعد منخفضة، لكنها بالنظر لما هو قائم في إسرائيل تبدو معقولة، وفي متناول أيديالإسرائيليين، مصر تريد السياح الإسرائيليين، وتعرض عليهم الكثير من العروضالسياحية".
وأوضحتأنه "منذ حادثة اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة عام 2011، لم تعدعائلات الدبلوماسيين الإسرائيليين للعاصمة المصرية، والفعاليات الدبلوماسية تجري فيبيت السفير، وقد باتت مقلصة إلى أبعد حد".
ونقلتعن صحفي مصري لم يكشف هويته أنه "قبل ثورة يناير المصرية عرض التلفزيونالمصري مسلسل حارة اليهود، لكن بعد الثورة غادر الدبلوماسيون الإسرائيليون الأراضيالمصرية، واليوم تبدو هناك فرصة كبيرة لتطبيع العلاقات، والاستفادة الاقتصاديةوالعلمية، نحن نجد أنفسنا في مرحلة تاريخية مهمة لتحسين علاقات البلدين، ومحظورتضييعها".
هبةحمدي من مركز آفاق لدراسات اللغة العبرية بالقاهرة قالت إن "معظم المصريينليسوا معنيين بالتطبيع مع إسرائيل، ولكن إن لم يحصل تقدم في العملية السلمية فهناكخشية من اندلاع حرب، في المدارس المصرية لا تظهر إسرائيل على خارطة الكتب، تظهرفقط كلمة فلسطين، الجيل الصغير من المصريين يرى في إسرائيل عدوا، ويعتقدون أن مصرتستطيع العيش دون إسرائيل، أنتم تريدوننا أكثر مما نريدكم نحن".
أماأوفير فينتر، الباحث الإسرائيلي في الشؤون المصرية بمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعةتل أبيب، فقال إن "الجيل الصغير المصري يشهد تغييرا في نظرته لإسرائيل، الثوراتالمصرية الأخيرة تركت تأثيرها عليه، ومن ذلك أن صفحة السفارة الإسرائيلية على فيسبوك من أكثر الصفحات شهرة، والسفارة تتلقى طلبات عمل داخل إسرائيل من العمالالمصريين".
وقالتالكاتبة إن "النظام المصري يسعى لقيادة الجيل الجديد الشاب عبر إصلاحاتاقتصادية واجتماعية، وفي الاجتماعات التي يعقدها للجيل المصري الشاب لا تجد نقاشاتمعادية لإسرائيل، وآخرها قيامه بافتتاح كنيس يهودي جديد، رغم القناعات المصرية السائدة بأن إسرائيل هي أساس عدم الاستقرار في المنطقة، وهناك من يرى أنها تعمل على تغذيةالعمليات المسلحة في سيناء".
وأشارت إلى أن "إسرائيل تقدم معلومات أمنية للأجهزة الأمنية المصرية لمحاربة التنظيماتالمسلحة في سيناء، وهناك قراءات متباينة تقول إن النظام المصري يريد البقاء سلاماباردا مع إسرائيل، في حين أنه من الناحية الرسمية يقول إن الشارع المصري لا يريدالتطبيع معها".
البروفيسورإيلي فودة، الباحث بمعهد تراومان الجامعة العبرية، وخبير العلاقات الدولية، قال إنني"أتحدث كثيرا مع المصريين الذين يعتقدون أن إسرائيل لديها علاقات قوية مع إثيوبياضد مصر في موضوع سد النهضة بغرض تقليل نصيب مصر من مياه نهر النيل، ورغم وجود توجهمصري رسمي لدى الدولة بتوسيع مستوى التطبيع مع إسرائيل، لكن الرأي العام المصرييعيق تحقيق مثل هذا التوجه هناك".
وأضافأنني "أرى نماذج غير مشجعة عبر شبكات التواصل ووسائل الإعلام، يكتبون دائماضد إسرائيل، وفي كتب التعليم المدرسية يلقنون الطلاب أمورا غير إيجابية عن اليهودوإسرائيل، حتى خارطة الكتب المدرسية تكتب فلسطين وليس إسرائيل، ولذلك يجب القيام بإصلاحاتأساسية، رغم أن إسرائيل تذكر على أنها مرتبطة باتفاق سلام مع مصر، هناك اعتراف بهادون منحها الشرعية، والدولة المصرية تستطيع إجراء التغيير".
وأشار إلى أن "مصر لا تريد الخروج إلى حرب جديدة مع إسرائيل، وهناك توافق داخلي علىذلك، لكن لا توجد اليوم توجهات سلامية كما كان عليه الحال في سنوات التسعينات، والتغيرالجاري ليس بما فيه الكفاية كما هو الحال في الدول الخليجية، من الناحية الاستخباريةالأمنية السلام يبدو دافئا، وفي نواحي أخرى يظهر باردا".
غابيروزنباوم، مدير المركز الأكاديمي الإسرائيلي في مصر، قال إنه "لا يوجد عداءكامل من المصريين تجاه إسرائيل، بل من بعض مجموعات محددة، لا سيما المثقفين ورجالالأكاديميا والإعلاميين، لديهم قناعات معادية لم تتغير منذ سنوات الخمسينات تجاهإسرائيل. أما باقي المصريين فلديهم من المشاكل الداخلية ما يشغلهم عن معاداة إسرائيل".
وأضافأن "الكل يعلم أن هناك علاقات متبادلة ثنائية بين مصر وإسرائيل، وبعض الجمهورالمصري يرى إسرائيل عدوة، ولدى غالبية المصريين توجد الروح العدائية أكثر منالجوانب الإيجابية".
مزيد من التفاصيل