"أيام صفراء": انقسام العائلة في الحرب

[المستشار الصحفى]

الصحف المصرية والعربية

في السنوات الأخيرة، بدأ عدد من المسرحيين العرب الالتفات إلى نصوص كتبت حديثاً، بعد النصف الأول من القرن العشرين خاصةً، حيث كانت غالبية أعمالهم سابقاً تستند إلى أعمال تنتمي إلى المسرح الكلاسيكي لتوفّر ترجمتها والاعتراف العام بمكانتها الأدبية.

"أيام صفراء" عنوان المسرحية التي بدأ عرضها منذ مساء السادس والعشرين من الشهر الجاري على خشبة "مركز الهناجر للفنون" في القاهرة ويتواصل حتى الثاني عشر من الشهر المقبل، وهي من تأليف الكاتبة السويسرية البوسنية دانييلا يانيتش، وإخراج أشرف سند.

نشأت المؤلّفة في البوسنة والهرسك قبل أن تنتقل للعيش في سويسرا عام 2003 وتكمل تعليمها الثانوي ثم تلتحق بـ"جامعة زيورخ" لدراسة اللغة الألمانية، ثم في "أكاديمية الفنون الجميلة" في برن حيث درست الكتابة الإبداعية، وعملت كمساعدة مخرجة لعدد من المسرحيات.

في عام 2006، كتبت نصها "أيام صفراء" الذي توضّح فيه أن الحرب في يوغسلافيا السابقة كانت قد بدأت قبل أن تندلع في إشارة منها إلى الأزمات المسكوت عنها داخل الاتحاد الذي نشأ بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) وضمّ مجموعات عرقية ودينية مختلفة إلى أن بدأ التفكك في عام 1990.

تتناول دانييلا يانيتش نموذجاً تمثّله حالات الاختلاط في الزاوج بين الكروات والصرب والبوسنيين، حيث تجد المرأة نفسها ضحية صراع يقتتل فيه زوجها وشقيقها، وتتضاعف غربتها حين تسقط فجأة المثل العليا التي ظلّت تتحدث لعقود عن العيش بسلام بين الجميع رغم اختلافاتهم.

تطرح المسرحية تساؤلات عديدة حول الهوية وموقع كل فرد من الآخر الذي يتغيّر من فترة إلى أخرى، وكيف تغلب لغة الدم في لحظة الانفجار التي شبهتها بالأيام الصفراء فتنقسم العائلة على نفسها وتشوب العلاقات في ما بينهم اضطرابات عدّة، وكذلك في علاقة كل واحد منهم مع السلطة والمجتمع، وكذلك نظرتهم إلى ماضيهم وذاكرتهم المشتركة.

النص الذي ترجمته إلى العربية نيفين فايق، كان جزءاً من برنامج "الآن وهنا: قراءات مسرحية سويسرية" عام 2015، وسيشارك في تمثيله رباب طارق، ورامي الطمباري، وعابد عناني، وسارة عاشور، إلى جانب الراقصين أدهم شكر، وإنجي مراد، وإيمان زهران، وسارة إسماعيل، مارينا فيكتور، ومحمود أبو غيدة.

يُذكر أن النص تمّ تحويله إلى المسرح عام 2017 بالعنوان ذاته على يد المخرج بيشوي عادل مكرم ضمن في تظاهرة "أيام الأتوبيس والعكس".









مزيد من التفاصيل