أثار إعلان التحالفالدولي لقتال تنظيم الدولة، توجيه ضربة عسكرية ضد مواقع تابع للنظام السوري، فيمنطقة البوكمال بذريعة "الدفاع عن النفس"، تساؤلات بشأن محاولات تقدمتقوم بها المليشيات المدعومة إيرانيا، صوب المناطق التي تسيطر عليها الولاياتالمتحدة.
وكان التحالف الدوليأصدر بيانا أمس، اعترف فيه بتوجيه ضربة عسكرية لموقع تابع للنظام في البوكمال،"دفاعا عن النفس بعد تعرض القوات لإطلاق نار في الضفة الغربية لنهرالفرات"، بحسب المتحدث باسم التحالف العقيد شون ريان.
وقال النظام السوريعبر وكالة أنبائه الرسمية "سانا" إن: طائرات التحالف، قصفت مربضاللمدفعية في ريف البوكمال، شرق سوريا ما أدى لسقوط جريحين.
لكن "سانا"زعمت أن قصف التحالف جاء بالتزامن مع تقدم مجموعات من تنظيم الدولة، على محور بلدةالباغوز، وشن هجمات على مواقع عسكرية للنظام في تلك المنطقة.
إقرأ أيضا: إيران أم أمريكا.. أيهما تستهدف روسيا بنشر قواتها بالبوكمال؟
بالمقابل قالت مواقععراقية إن القصف "لم يستهدف موقعا للنظام السوري بل كان سلسلة من الضرباتالموجهة لنقاط تمركز للقوات الموالية لإيران في البوكمال".
وأشارت المواقع إلى أن"الضربات توزعت على 6 مواقع، تتبع لقوات إيرانية ووحدات من لواء فاطميون،وحزب الله العراق نصب في بعضها صواريخ غراد".
وتتواجد في مناطقالبوكمال العديد من القوات الموالية لإيران مثل مليشيات فاطميون وحزب الله العراق.
ويعيد القصف إلىالأذهان الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة، لقوات يعتقد أنهم مرتزقة روس، خلالتقدمهم باتجاه مواقع لقوات "قسد"، في دير الزور في شباط/ فبراير منالعام الماضي.
ووفقا للعديد منالتقارير فإن قرابة 100 عنصر من تلك القوات، قضوا في الغارة الأمريكية، التي كانترسالة تحذير من التقدم صوب المناطق التي تشهد تواجدا لواشنطن، وقوات "سورياالديمقراطية" الموالية لها بدير الزور.
بنك أهداف
المحلل العسكري العقيدأديب عليوي قال إن: قوات التحالف "لديها بنك أهداف وخارطة لتموضع قوات النظام، وكل فصيلبالإضافة للمواقع العسكرية التابعة له وللمليشيات المقاتلة معه في تلك المناطق".
وأوضح عليوي لـ"عربي21"أن القصف على قوات التحالف "لا يمكن أن يكون حدث بطريق الخطأ خلال التصديلتنظيم الدولة وعبر عن اعتقاده أن الأمر مخطط له".
وأضاف: "الخطايحصل في حالة المعارك، والقوات المتحركة من نقطة إلى أخرى، أما في حالة النقاطالثابتة فليس هناك مكان للخطأ، ووراء القصف الكثير في ظل محاولات توسيع النفوذالإيراني بالمنطقة".
وشدد عليوي على أنهناك "محاولات دائمة، من أجل كسب بقع أرض جديدة، خاصة مع الإعلان الأمريكي عنالانسحاب من سوريا، والجميع يسعى للحصول على نقاط، ومواقع استراتيجية في هذهالظروف".
وقارن عليوي بين قصفرتل المرتزقة الروس، في شباط/ فبراير الماضي، وبين ما جرى الليلة قبل الماضية وقالإن: "هناك تشابها بين الحادثتين" لكنه لفت إلى أن التحالف "قامبتحذير الرتل الروسي قبل تدميره، لكن في الهجوم على مدفعية النظام كان الردسريعا".
محاولات تمدد
من جانبه قال المحللالسياسي محمد الجمّال: إن "المليشيات الإيرانية والعراقية المتواجدة في سوريالدعم النظام، تسعى للتمدد بشكل دائم".
وأشار لـ"عربي21"إلى أن النظام السوري "لا يمتلك الكثير على الأرض، وتفكيره منصب على البقاءفقط، ومن يقوم بالتحركات هي هذه المليشيات لأهداف توسعية، ليس في سوريا فحسب بللديها أفكار بالتمدد خارج تلك المناطق".
ورآى أن هذه القواتتستغل "تجنب المواجهة الأمريكية معها في سوريا والعراق، للتمدد والاستحواذعلى مناطق جديدة، وتعتقد أن أمريكا لن تواجهها في الداخل الإيراني".
يشار إلى أن قواتالنظام السوري، استقدمت تعزيزات إلى دير الزور من عناصر ما يعرف بـ"الدفاعالوطني"، المتمركزين بمدينة سلمية شرق حماة بحسب مواقع تابعة للنظام.
وأشارت إلى أن قصف التحالفسبقه مناوشات بين قوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكيا والتي تشكلالوحدات الكردية عمودها الفقري، خلال الأيام القليلة الماضية، والنظام في منطقةالقورية بدير الزور.
أقرأ أيضا: شمخاني يتهم القوات الأمريكية في سوريا بالتواطؤ مع "داعش"
مزيد من التفاصيل