رغم المحاولات العربيةلإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، وبدء بعض الدول العربية بإعادة العلاقات معسوريا دون قرار من الجامعة، إلا أن النظام السوري يحاول إظهار عدم حماسته للعودة،على الأقل في المرحلة الحالية.
وخرجت سوريا من"الحضن العربي" عام 2011 عندما قررت الجامعة العربية تعليق عضويتها،وإبقاء المقعد شاغرا، رغم الموافقة على تسليمه للمعارضة السورية في قمة الدوحة2013، إلا أن المقعد عاد شاغرا بعد ذلك.
وقال فيصل المقداد،نائب وزير الخارجية السوري، إن هنالك دولا "تحاول فرض شروط على دمشق من أجلإعادتها إلى مقعد الجامعة العربية"، دون أن يسميها، رغم أن وزير الخارجيةوليد المعلم قال سابقا إن سوريا "يجب أن تمارس دورها العربي، وإن السوريينسيستجيبون لأي مبادرة عربية أو دولية في هذا الإطار".
ولم يذكر الفيصلالشروط والإملاءات لكن أخبارا منشورة تشير إلى أن العلاقة مع إيران هي أبرز مايقلق الأطراف العربية الرافضة لعودة النظام إلى الجامعة.
الباحث في المركزالعربي للأبحاث ودراسة السياسيات، الدكتور رضوان زيادة، قال إن الفتور السوري مندعوات العودة إلى الجامعة العربية هو محاولة لإظهار شيء من اللامبالاة.
وأشار في حديثهلـ"عربي21" إلى أن ذلك يعود صدمة النظام في بداية الثورة السورية منتسارع خطوات الجامعة العربية في تلك المرحلة، بدءا من بعثة المراقبين، ثم تعلقعضوية سوريا في الجامعة العربية.
وتابع زيادة بأنالنظام قدم خطابات للقاعدة الطائفية الخاصة به تقول إنه لا يكترث للجامعة العربية.
وأكد أن كلام المقدادحول وجود شروط عربية على النظام السوري مقابل عودته إلى الجامعة، بأن النظام لايريد أن يظهر أي حماسة للعودة، بقدر ما يريد أن يظهر أن الجامعة هي من تريد عودته.
وتابع بأن هذا الخطابيظهر "غرورا" لدى رأس النظام في سوريا.
ولفت زيادة إلى أنالنظام بشكل أو بآخر تمكن من السيطرة على مناطق واسعة كانت مع المعارضة السورية،ووضعه العسكري الآن أفضل من السابق، ويدعي أيضا أن وضعه السياسي أفضل.
وعن بدء بعض الدولالعربية إعادة علاقاتها الدبلوماسية بالأسد، قال زيادة إن هنالك ضغوطا غربية حاليةلمنع أي مكافأة للأسد على جرائمه، بحسب تعبيره.
وعن ماهية الإملاءاتأو الشروط العربية على سوريا، قال إنه لا يمكن أن يتحدث عن موقف عربي موحد بما يخصسوريا، وإن الجامعة لم تستطع بعد تطوير موقف مجمع عليه عربيا.
اقرأ أيضا: مصدر أردني: نظامان عربيان يدفعان لعودة الأسد للجامعة العربية
وختم بأن دولا عربيةعلى رأسها قطر ترفض عودة النظام إلى الجامعة العربية، فيما تتحفظ السعودية جدا علىعودته، بينما هنالك دول أخرى متحمسة أبرزها لبنان ممثلة بالرئيس ميشال عون ووزيرخارجيته جبران باسيل.
في وقت سابق، كشف مصدردبلوماسي أردني عن هوية الدول التي تقود مساعي إعادة النظام السوري إلى الجامعةالعربية، وهي الإمارات العربية المتحدة ومصر.
وبحسب المصدر الذيتحدث لوكالة "آكي" الإيطالية، ولم تكشف هويته، فإن عقبة حقيقية تقف الآنأمام عودة سورية إلى الجامعة العربية، تتعلق باشتراط بعض الدول العربية على النظامفي دمشق إعادة النظر بعلاقته مع إيران.
فيما تقترح الإماراتومصر علاقات براغماتية، أي بمعنى أن لا تمنع علاقات النظام السوري بإيران من عودتهإلى الجامعة.
من جهة أخرى، قالالأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي بالأردن، فؤاد دبور، قال إن سوريا لم تخرجمن الجامعة برضاها ولكن العرب أغقلوا الباب، وأوقفوا عضويتها في مقدمة إلى إنهاءالنظام في سوريا.
وعن الشروط العربية منأجل عودة سوريا التي تحدث عنها نائب وزير الخارجية السوري، قال دبور لـ"عربي21"إن دولا عربية تخشى أن تبقى سوريا على علاقات بإيران.
إلى جانب أن تركياتحتل أرضا سوريا بحجة حماية أمنها القومي، بحسب تعبيره.
وأكد دبور الضغوطالغربية على دول عربية فيما يخص فتح السفارات وإعادة التمثيل الدبلوماسي إلىسوريا.
وعن الموقف السوري منالعودة إلى الجامعة العربية، كشف دبور نقلا عن قيادات في النظام بسوريا قولهم إنه"إذا جاءت الجامعة العربية تطلب منا العودة.. سنفكر في ذلك".
واستبعد دبور عودةسوريا إلى الجامعة العربية في المستقبل القريب لكون معظم أعضاء الجامعة ليسوا معهذه الخطوة، معتبرا القضية بالنسبة لهم "مؤجلة".
وهاجم الجامعة العربيةقائلا إنها لم تفعل شيئا للملفات التي تهم العرب، وتدفع الأموال للغرب، متسائلا:"أين الجامعة العربية من القدس، واللاجئين، والأونروا، والشعب الفلسطيني الذييعاني من الاحتلال الإسرائيلي".
مزيد من التفاصيل