باتت مدينة إدلب أمام خطر تصعيد شامل، وذلك بعد حديثروسيا عن افتتاح نقطتي عبور أمام من يرغب من الأهالي بمغادرة إدلب إلى مناطق سيطرةالنظام.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، الأربعاء عن إعدادالنظام السوري نقطتي عبور خاصتين للإسهام في مغادرة السكان المدنيين من منطقة إدلبلخفض التصعيد.
ونقلت وسائل إعلام روسية، عن اللواء فيكتور كوبتشيشين،مدير مركز حميميم، تأكيده أن "الهدف من هذه النقاط ضمان الخروج الطوعي وغير المعرقلللمدنيين من منطقة إدلب لخفض التصعيد"،موضحا أن "نقطتي العبور، ستكونان بالقرب من بلدتي صوران في محافظة حماة، وأبوالظهور في محافظة إدلب".
وانقسمت الآراء حيال الخطوة الروسية، بين معتبر أنهاتأتي في إطار الترويج للمصالحات، بعد الخسائر الفادحة التي منيت بها قوات النظام خلالهجماتها على أرياف حماة وإدلب، وبين آخر يرى فيها إعلانا روسيا عن عمليات عسكرية واسعةضد مناطق المعارضة في شمال غربي سوريا.
اقرأ أيضا: الأمم المتحدة: 210 آلاف سوري نزحوا خلال أيام بفعل القصف
والمسألة الأهم التي لا يمكن تجاهلها، هي ارتباط هذهالممرات دائما بالحرب الشاملة، كما جرى في مدينة حلب أواخر العام 2016، ومن ثم في الغوطة،وفي جنوب سوريا في العام 2018.
وعلق الكاتب الصحفي إبراهيم إدلبي، على الخطوة الروسيةقائلا: "روسيا تحتاج هذا الإعلان للدفاع عن نفسها أمام المحافل الدولية، حتى تظهربمظهر الدولة الحريصة على حياة المدنيين".
وتابع في إدلبي حديثه لـ"عربي21"، أن روسياتدعو لتغيير ديموغرافي جديد، بعد أن قامت سابقا بإجراء أعمال من هذا القبيل في ضواحيدمشق، وفي ريف حمص الشمالي، وغيرها من المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة.
زيادة ضغط
من جانب آخر، عد إدلبي إعلان روسيا عن فتح نقاط عبورللمدنيين، بأنه يأتي في إطار زيادة الضغط على فصائل المعارضة، حيث ستقوم روسيا بالترويجكعادتها بأن الفصائل تحتجز المدنيين، وتمنع خروجهم إلى "مناطق آمنة".
وأشار إلى ما جرى للمدنيين الذين خرجوا من هذه الممراتفي حلب ودرعا والغوطة، وقال إن "غالبية من توجه إلى مناطق النظام تعرض للاعتقال،والسلب، والتنكيل"،مضيفا أنه "لا قيمة لهذا الإعلان، وإنما هو يأتي في إطار زيادة الضغط علىالفصائل".
ولم يذهب الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد كثيرا عنما ذهب إليه إدلبي، مضيفا أن "روسيا تحاول أن توجد الذرائع القانونية لتدمير إدلبوقتل سكانها وتهجيرهم".
اقرأ أيضا: غارات روسية تستهدف ثلاثة مستشفيات في شمال غرب سوريا
وفي حديثه لـ"عربي21" أوضح السعيد أن"روسيا تريد أن تصور للعالم أنها فتحت الطريق أمام المدنيين، ومن تبقى من السكانهم من الإرهابين، على حد زعمها، مستفيدة من تصنيف بعض التشكيلات العسكرية في إدلب كفصائلإرهابية".
وتابع السعيد: "لكن هذه المسرحيات لم تعد تقنع أحد،وخصوصا أن مدينة إدلب يتواجد بها الملايين من السكان".
عمليات واسعة
وقال الكاتب الصحفي المتخصص بالشأن الروسي طه عبد الواحد،إن "الإعلان في هذا التوقيت عن افتتاح تلك الممرات في إدلب يشي بخطة ربما تم وضعهالإطلاق عمليات عسكرية في المحافظة أوسع بكثير مما هي عليه الآن، وتنتهي باستعادة النظامسيطرته على المحافظة كاملة".
وأضاف عبد الواحدة في تعليق له بموقع"فيسبوك" أنه "بحال جرت الأمور وفق هذا السيناريو، من غير الواضح أينسيذهب ملايين المواطنين السوريين، الذين فروا سابقا عبر ممرات كتلك من الغوطة ومناطقأخرى، تعبيرا عن رفضهم البقاء في مناطق تحت سيطرة النظام السوري".
يذكر أن الاشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظامالسوري لا زالت متواصلة، وسط أنباء عن تقدم محدود تحرزه قوات المعارضة، باستعادتهابعض المناطق التي خسرتها مؤخرا.
مزيد من التفاصيل