صدام جديد اشتعل بين رئيس النظام الانقلابي فيمصر عبد الفتاح السيسي وشيخ الازهر أحمد الطيب بعد حديث كل منهما عنالإسلاموفوبيا.
شيخ الأزهر اتهم في حديثه الغرب بتشويه صورةالإسلام، بينما سارع السيسي بنفي ذلك الاتهام والرد بأن "ممارسات المسلمين هيالمسؤولة عن الإساءة لصورة الإسلام حول العالم".
جاء هذا خلال احتفالية وزارة الأوقاف بليلةالقدر للعام الهجري الجاري 1440، وبحضور رئيس نظام الانقلاب عبدالفتاح السيسي،بقاعة مؤتمر الأزهر بمدينة نصر.
وكان شيخ الأزهر قد قال في حديثه: " علىالرغم من إدانة العالم الإسلامي الدائمة للإرهاب، إلا أن كل ذلك لم يفلح في تصحيحصورة الإسلام والمسلمين في نظر الغرب وأمريكا، لأن المطلوب هو إدانة الإسلامورميَه بأفظع البذاءات والاتهامات".
وأضاف الطيب: "المسلمون دَفَعُوا ثمنًافادِحًا من دمائهم وأشلاءهم في الحروب الصليبيَّة، ومع ذلك لم يجرؤ مُؤرِّخ ولاكاتب مسلم أن يتفوَّه بكلمةٍ واحدةٍ تُسئ إلى المسيحية أو اليهودية كأديانإلهيَّة".
وتابع: "إننا حين نَذْكُر المجازر البشعةالتي تعرَّض لها المسلمون على أيدي أبناء الأديان الأخرى - فإنَّنا لا نُحمِّلهالهذه الأديان ، فهناك فرق هائل بين الأديان والمؤمنين بها، وبين المتاجرين بالدِّينفي أسواق السِّلاح وإشعال الحروب".
وعن الإسلاموفوبيا قال الطيب: "لن تجرؤجريدة أو قناة أو برنامج فضائي في الغرب أو الشرق، على مجرَّد النطق بفوبيا ما شئتمن المِلَل والنِّحَل والمذاهب .. على الرغم من التاريخ يَشْهَد على أنَّ الأديانكلها نُسِبَت إليها أعمال عُنف".
وأردف: "ما كان للإسلاموفوبيا أن تتجذَّرفي الثقافة الغربية، لولا التمويلُ الضَّخم المخصَّصُ لدعمِ الاستعمار الحديث،وسياسته الجديدة في الهيمنة والانقضاض على ثروات العالَمين العربي والإسلامي، وتقاعسنا نحن: العربَ والمسلمين".
أما السيسي فقد قال: "الذين يقدمون الدينبشكل سيء هم أهله، وممارسات المسلمين هي جزء أساسي في الإساءة للإسلام، فحينماتعطي تأشيرة في دولة مسلمة لضيف أيًا ما كان هذا الضيف، يهودي مسيحي بوذي بلادين،هل يكون آمن في بلاد المسلمين أم لا؟ المسلمين ليسوا آمنين في بلادهم فهم يُقتلون فيبلادهم، ليس منذ خمس سنوات فقط وإنما بأيادي أناس منا، وننفق على تأمين أنفسناأرقاما هائلة نتيجة هذا الفكر".
إقرأ أيضا: في ذكرى إنشائه ...الأزهر من عبدالناصر للسيسي ترويض وتجريد
وتابع: "اسمعوا خطبي على مدى 5 سنوات لمأذكر لفظًا خادشًا أو مسيئًا في أحلك المواقف وأصعبها لا للعدو ولا الحبيب، نحنالذين نقدم إسلامنا وديننا ونحن الذين نُسيء إليه أو لا نسيء إليه".
صدامات وتباينات بين السيسي والطيب
وهذه ليست المرة الأولى لهذا التباين الواضحبين حديث السيسي وشيخ الأزهر حول الإسلاموفوبيا والدين الإسلامي، حيث سبق عدةصدامات وتبايانات سابقة خلال عمر الانقلاب بأعوامه الست.
أول اختلاف بدأ عندما أعلن الطيب رفضه إراقةالدماء في المجازر التي تلت الانقلاب في 2013، حتى وصلت إلى قمتها في بيانه الصوتيالذي بثه الطيب عقب سويعات من بدء فض الجيش والشرطة لاعتصام المعارضة بميدانيالنهضة ورابعة العدوية في 14 أغسطس/ آب 2013.
وقال الطيب آنذاك: "إيضاحاً للحقائقوإبراءً للذمة أمام الله والوطن، يعلن الأزهر للمصريين جميعاً أنه لم يكن يعلمبإجراءات فضّ الاعتصام إلا عن طريق وسائل الإعلام صباح اليوم". ثم اعتزل فيقريته بالصعيد عدة أسابيع.
ثاني تلك الاختلافات، رفض الطيب التوسع فيإصدار فتاوى التكفير في 2014، حيث كان يتداول الاعلام المصري بشكل موسع إصدار فتوىتكفير تنظيم داعش، لكن الطيب رفض ذلك في 11 ديسمبر /أيلول2014.
وفي بداية يناير/كانون الثاني 2015، أطلقالسيسي دعوة جديدة أثارت جدلا واسعا، حيث دعا إلى ثورة تجديد الخطاب الديني للتخلصمن "أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون وباتت مصدر قلق للعالم كله"،وأضاف: "لا يمكن أن يَقتل 1.6 مليار (مسلم) الدنيا كلَّها التي يعيش فيهاسبعة مليارات حتى يتمكنوا هم من العيش"، وهو ما دفع الأزهر للرد في أكثر منمناسبة.
تصاعد الخلاف أيضًا في يناير/كانون الثاني 2017بعد رفض الطيب فتوى للسيسي بعدم وقوع الطلاق الشفهي، حيث فاجأ السيسي المصريين فيخطابه بعيد الشرطة عن حديثه حول نسب الطلاق المرتفعة وخطورتها، وطالب بتعديل قانونالطلاق ليصبح الطلاق الموقع أمام المأذون هو الطلاق المعتمد فقط.
لكن عقب أسبوعين فقط من حديث السيسي، أصدرالأزهر بيانًا مذيلًا بتوقيع الطيب يرفض فيه هذا التعديل المتنافي مع الشريعة وفقالبيان.
واختُتم البيان بعبارة حادة اعتبرها مراقبونونشطاء أنها موجهة إلى السيسي بشكل خاص، جاء فيها: "على مَن يتساهلون في فتاوىالطلاق أن يَصرِفوا جُهودَهم إلى ما ينفعُ الناس ويُسهم في حلّ مشكلاتهم على أرضالواقع؛ فليس الناس الآن في حاجةٍ إلى تغيير أحكام الطلاق، بقدر ما هم في حاجةٍإلى البحث عن وسائل تُيسِّرُ سُبُلَ العيش الكريم".
بعد هذا البيان الحاد بدأ الخلاف يتضح بينالسيسي والطيب جليًا أمام الجميع، مع قضية تجديد الخطاب الديني التي تزعمهاالسيسي، والذي دأب على تحميل الأزهر والمؤسسات الدينية مسؤولية انتشار العنفوالإرهاب في مصر، متهمًا إياه بالجمود والتواني عن تجديد الخطاب الديني.
وخلال الاحتفال بالمولد النبوي في نوفمبر/ تشرينالثاني 2018 دارت مبارزة كلامية أخرى بينهما، حيث دافع الطيب عن السنة النبويةودورها في التشريع، محذرًا ممن يستخفون بها أو يهملونها، لكن ما كان من السيسي إلاأن هاجم حديث الطيب خلال ذات الاحتفالية متحدثًا عمن أساؤوا تفسير السنة وتفسيرالتراث الإسلامي ومن لا يقوم بتنقية التراث لمواجهة التشدد.
آخر تلك التباينات تصريحات اليوم للرجلين عنالإسلاموفوبيا واتهام الطيب للغرب بنشرها، ومدافعة السيسي بأن المسلمين هم السببفي نشرها.
اسم الطيب احتل المركز الثاني في قائمة أعلىالوسوم تداولا عبر "تويتر" اليوم بعد المناظرة الجديدة بينه وبينالسيسي، حيث تزداد شعبية الطيب بين النشطاء مع كل سجال بينه وبين مؤسسة الرياسة.
منذ قليل في احتفالية ليلة القدر..
?? #شيخ_الأزهر في كلمته، رفض ربط #الإرهاب بالإسلام، وذكر المجازر التي تعرض لها #الإسلام والمسلمون عبر التاريخ
??سريعا رد #السيسي على الطيب: المسلمين هم سبب إثارة ظاهرة الإسلاموفوبيا ! pic.twitter.com/kVDU1hlQ2u
— أحمد البقري (@AhmedElbaqry) June 2, 2019
مش "الذخيرة" يا #سيسي اسمها الذريعة
مين اللي ادى الذريعة
الكلمة ردا على شيخ الأزهر الذي طالب بمحاربة الإسلاموفوبيا فرد عليه #السيسي بهذا الرد الفاضح الجاهل المهزأ لمصر وللمسلمين pic.twitter.com/vEOSDZLftB
— عبدالعزيز مجاهد|Abdulaziz Mujahed (@elmogahed02) June 2, 2019
أمام السيسي بالأمس رفض أحمد الطيب شيخ الأزهر? الربط ?الإسلام والإرهاب ثم تحدث عن جرائم بشعة تعرض لها المسلمون عبر التاريخ .
لو إستمرت كلمة الطيب خمس دقائق أخرى كان سيتهم بقتل هشام بركات .
— Waleed Sharaby (@waleedsharaby) June 2, 2019
#شيخ_الازهر كلنا شيخ الأزهر. التاني لا يمثلني pic.twitter.com/IVhuyn59aR
— انا سهل لكن لست رخيص (@Jamal19054099) June 2, 2019
يظل الأزهر - ممثلا في #شيخ_الأزهر أ.د أحمد الطيب - حاميا للدين وتراثه وحافظا لتاريخ الاسلام فاللهم احفظه وانصره وأعده لمجده!
والاسلاموفوبيا صناعة حكومات الغرب والمسلمون هم الأكثر سلاما.
— Muhamed Rageh (@MuhamedRagehQ) June 2, 2019
مزيد من التفاصيل