تحدثت صحيفة "بوبليكو"الإسبانية عن صعوبة فوز بنيامين نتيناهو برئاسة الوزراء مجددا في الانتخابات المقررةفي السابع عشر من أيلول/ سبتمبر المقبل.
وأوضحت الصحيفة في تقرير ترجمته"عربي21" أن سبب ذلك يعود لما أسمته "موجة العداء المتنامي"التي يتعرض لها من الأحزاب الإسرائيلية المعارضة، مؤكدة أن "الكثير منالعوامل تنبأ بفشل بنيامين نتنياهو بالانتخابات.
وأضافت أنه "بعد مرور 13 سنة منالحكم، بدأ نتنياهو يلمس الوضعية الصعبة التي يعيشها على وقعها الإسرائيليون،وخاصة نفورهم من جزء كبير من الطبقة السياسية التي لم تفكر يوما في وضع حد لمسيرتهالسياسية المثيرة للجدل"، معتقدة أن "هذا الضجر من الطبقة السياسية لايعني أبدا أن إسرائيل سوف تغير خطها السياسي مع استبعاد نتنياهو من السلطة".
وأضافت الصحيفة أن "هذه الخطوطالسياسية تتقاسمها كل من النخبة الموجودة في السلطة والأحزاب المعارضة على حدسواء، مع وجود بعض الفروق الطفيفة، فعلى سبيل المثال، لا يعتمد حل القضيةالفلسطينية على قرارات يمكن أن يصدرها نتنياهو ولا الأحزاب المعارضة، لأن كلاالطرفين لا يريدان وضع نهاية لهذه القضيّة، بل يرغبان في تدخل أوروبي مباشر ومثالي،في المقابل، لا يحبّذ الزعماء الأوروبيون التدخل بشكل مباشر وقريب جدا، لأن هذهالخطوة تحركها دوافع مظلمة لا تفيد الجانب الأوروبي".
وذكرت الصحيفة أن جميع الأحزابالمعارضة بما في ذلك حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يترأسه أفيغدور ليبرمانالذي تعلم الكثير من علوم السياسة من نتنياهو، تريد إنهاء حياته السياسية، "ويرىليبرمان أن الوضع الاقتصادي في إسرائيل حرج للغاية لذلك من الضروري تشكيل ائتلافواسع يستبعد الأحزاب الصغيرة التي تضع الكثير من الشروط التعجيزية لتقديم دعمهالأي رئيس وزراء"، وقد أكد ليبرمان السبت الماضي، أنه ينبغي على حزب الليكودأن يبحث عن مرشح آخر في حال لم يتمكن نتنياهو من تشكيل هذا الائتلاف.
اقرأ أيضا: "القائمة المشتركة" تطلق حملتها لانتخابات الكنيست من يافا
وأوردت الصحيفة أن ليبرمان اقترحالروسي يولي أدلشتاين، عضو حزب الليكود، بدلا من نتنياهو، كما شكك ليبرمان فياحتمال استمرار نتنياهو في الساحة السياسية الإسرائيلية في الوقت الذي لم يتبقىفيه سوى ستة أسابيع عن الانتخابات المنتظرة، مع العلم أن هذه القضية تعد الأكثرتداولا في إسرائيل منذ يوم السبت الماضي.
والجدير بالذكر أن نتنياهو قد فشل فيتشكيل حكومة إثر انتخابات نيسان/ أبريل الماضي، وسارع إلى حل الكنيست قبل دقائق منتعيين رؤوفين ريفلين لمرشح آخر، لكنه سيفعل ذلك إذا أخفق نتنياهو مرة أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأربعين عضواالمدرجة أسماءهم على قائمة مرشحي حزب الليكود الإسرائيلي قد وقعوا على بيانيتعهدون فيه بعدم استبدال أي منهم لبنيامين نتنياهو، ناهيك عن أن نتنياهو يعدالمرشح الوحيد الممثل لهذا الحزب.
بناء على ذلك، في حال لم يتم انتخابنتنياهو رئيسا للوزراء فلن يكون هناك بديل محتمل، في المقابل، أكدت جميع استطلاعاتالرأي أنه من الوارد جدا أن يواجه نتنياهو في الانتخابات القادمة نفس الصعوباتالتي اعترضته سابقا فيما يتعلق بمسألة تشكيل الحكومة.
وعندما سألت مجموعة من الصحفيين بينيغانتس، زعيم حزب "أبيض وأزرق"، عن الوضع المتعلق بترشيح نتنياهو، أجابأنه "سيفعل الأفضل لإسرائيل" أي أنه لا يستبعد التحالف مع نتنياهو، ولقدانتشر هذا التصريح بشكل كبير في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفي غضون عشر دقائقفقط خرج غانتس أمام نفس المجموعة من الصحفيين ليعدّل تصريحه، مؤكدا أنه يستبعد أينوع من التحالف مع نتنياهو وهو ما يوحي أيضا بأنه يرفض التحالف مع أي مرشح قادم منحزب الليكود.
اقرأ أيضا: هكذا يستغل نتنياهو التطبيع للمنافسة في الانتخابات القادمة
ونوهت الصحيفة إلى أن أحد المحللينالتابع لجريدة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قد كتب هذا الأسبوع أننتنياهو يعاني من مشكلة "جنون العظمة"، مشيرا إلى أنه ليس لديه أي مبرركي يشعر بالاضطهاد، ومن بين المؤشرات الدالة على إصابة نتنياهو بجنون العظمة قيامهمؤخرا بتعيين أمير أوحانا وزيرا للعدل، ودافيد أمسالم وزيرا للاتصالات، وهي قطاعاتقد ارتبطت مباشرة بقضايا الفساد التي تورط فيها نتنياهو سابقا، وفي الواقع، يعملنتنياهو على تعيين أسماء معينة لضمان ولائهم الدائم وليس للاستفادة من خبراتهموكفاءتهم.
وفي الختام، أفادت الصحيفة بأنبنيامين نتنياهو لن يتمكّن فعلا من تشكيل حكومة في حال حافظ زعماء الأحزابالمعارضة وليبرمان على مواقفهم التي أعلنوا عنها في الساعات الأخيرة، أما إذا تحققهذا السيناريو، فلن يكون هناك سوى بديلان وهو إما أن يتم استبعاد نتنياهو أو أنتُجرى انتخابات مرة أخرى، لأن اليسار ليس لديه فرصة لتشكيل حكومة.
مزيد من التفاصيل