سيطرت قوات النظام السوري على حقل للنفط في محافظة الحسكة، مساء أمس الثلاثاء، كان يخضع لسيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية، رغم تعهّد الولايات المتحدة بحماية حقول النفط ضد كل الأطراف. يأتي ذلك في وقت يصعّد فيه الطيران الحربي الروسي من قصفه للشمال السوري بالتزامن مع قصف لقوات النظام، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، إضافة لخروج مستشفيات ومراكز طبية عن الخدمة.
وأظهرت صور نشرتها وكالة "سانا" السورية الرسمية انتشار قوات النظام في حقل "ملا عباس" التابع لحقول نفط رميلان، شمال الحسكة.
ونشرت الوكالة صوراً لتلك القوات من داخل الحقل النفطي، مشيرة إلى أن "وحدات الجيش انتشرت على الحدود السورية التركية بين القامشلي والمالكية شرقاً، على محور 60 كم شرق القامشلي. وشملت عملية الانتشار بلدتي القحطانية والجوادية وقرى وبلدات دير غصن وعتبة وتل الحسنات وتل السيد ملا عباس وقحطانية وكرديم فوقاني وتل جهان وتل خرنوب".
وعززت قوات النظام أخيرا وجودها في الحسكة والقامشلي وعين العرب ومنبج، إضافة لعدد من القرى المحاذية لمنطقة العملية التركية في شمالي سورية، في إطار اتفاق مع قوات "قسد" لمنع العملية العسكرية التركية من التوسع بالمنطقة أكثر.
وواصلت قوات النظام السوري انتشارها في الريف الشرقي لمدينة القامشلي وذلك للمرة الأولى منذ 7 سنوات، حيث انتشرت على طول المنطقة الممتدة من القامشلي حتى القحطانية بمسافة أكثر من 20 كلم.
وانتشرت آليات عسكرية تابعة لقوات النظام تحمل جنوداً ومعدات عسكرية ولوجستية في الضواحي الشرقية لمدينة القامشلي. وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنه جرى إبلاغ وجهاء في المنطقة بأن هذا الانتشار يأتي في سياق اتفاق روسي – تركي – أميركي، يقضي بانتشار قوات حرس الحدود التابعة للنظام السوري عند الشريط الحدودي ضمن المنطقة الواقعة بين القامشلي والقحطانية، على أن يكون هناك انتشار للقوات الأميركية في عمق هذه المنطقة.
في غضون ذلك، تجري اشتباكات متقطعة بين قوات "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في بعض مناطق شمال شرق سورية.
وقالت شبكات محلية إن اشتباكات بين "الجيش الوطني" ومليشيا "قسد" جرت في محيط قرية باب الخير، شرق رأس العين، فيما عاد الهدوء نسبيا إلى ريف بلدة عين عيسى، شمال مدينة الرقة، بعد معارك خلال الساعات الماضية على محور قرية شركراك، حيث يحاول "الجيش الوطني" السيطرة على الصوامع، بدعم جوي من قبل طائرات مسيرة تركية وسط معلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
تصعيد روسي في الشمال
من جانب آخر، صعّد الطيران الحربي الروسي من قصفه للشمال السوري بالتزامن مع قصف لقوات النظام، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، إضافة لخروج مراكز مستشفيات ومراكز طبية عن الخدمة.
وقالت مصادر محلية إن طائرات حربية روسية استهدفت، صباح اليوم، بصواريخ شديدة الانفجار بلدة ركايا سجنة في ريف إدلب الجنوبي، فيما خرج مشفى قرية شنان للأطفال والنسائية عن الخدمة، وأصيب عدد من أفراد كادره الطبي جراء قصف الطيران الحربي الروسي منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي فجر اليوم.
كما قصف الطيران الحربي الروسي، الليلة الماضية، قرية دار الكبيرة في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل 3 أطفال، وعدد من الجرحى في صفوف المدنيين.
وكان الدفاع المدني في إدلب قد قال عبر صفحته في "فيسبوك"، إن الطيران الحربي شن غارتين على منزل أحد المدنيين في القرية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال من عائلة واحدة وإصابة أمهم.
ووثق الدفاع المدني استهداف 13 منطقة بـ22 غارة جوية، 19 منها روسية، إضافة إلى 38 قذيفة مدفعية وثلاثة صواريخ من راجمة أرضية.
وشمل القصف مدينة جسر الشغور وبلدة الجانودية وقرية الكفير بريف إدلب الغربي، وبلدات معرة حرمة والتح وجبالا والشيخ مصطفى وقرى الدار الكبيرة والنقير وركايا سجنة وحسانة بريف إدلب الجنوبي. كما تعرضت قريتا أم الخلاخيل والمشيرفة بريف إدلب الشرقي إلى قصف مماثل.
وفي سياق هذا التصعيد، خرج مركزان للدفاع المدني السوري عن الخدمة، أمس الثلاثاء، نتيجة قصف مباشر من جانب قوات النظام السوري استهدف مدينة عندان، شمال محافظة حلب.
وقال الدفاع المدني إن مركزه في عندان تعرض لنحو 70 قذيفة مدفعية وهاون من قبل قوات النظام المتمركزة في كتيبة حندرات وجمعية الزهراء، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة بالآليات والمبنى، إضافة إلى احتراق عدد من براميل الوقود.
كما أدى القصف إلى خروج مركز قيادة القطاع الذي يحوي آليات ثقيلة خدمية عن الخدمة نتيجة استهدافه بشكل مباشر من قبل قوات النظام بقذائف مدفعية وهاون.
وأصدر فريق "منسقو الاستجابة" في إدلب بيانا أكد أن الطائرات الحربية الروسية والتابعة لقوات النظام عاودت استئناف أعمالها العدائية في المنطقة، من خلال شن العديد من الغارات الجوية على القرى والبلدات في الشمال.
واعتبر الفريق أن استمرار الطرفين في حملتهما العسكرية على إدلب، يظهر رغبتهما في إطالة معاناة السكان المدنيين في المنطقة، والضغط عليهم بغية إخراجهم منها وإعادتهم قسرًا إلى مناطق سيطرة النظام.
وكان النظام السوري وروسيا قد أعلنا عن "تهدئة" في أواخر أغسطس/ آب الماضي، تقضي بوقف كامل لإطلاق النار، لكنها هدنة لم يتم احترامها من جانبهما.
مزيد من التفاصيل