علق خبير تركي، على تقرير البنتاغون حول سوريا، مشددا على أن الولايات المتحدة تعمل على إعادة إحياء تنظيم الدولة شمال سوريا، لترسيخ تواجد قواتها هناك.
وقال الخبير الاستراتيجي نعيم بابور أوغلو، في حوار أجراه معه الكاتب التركي، تونجا بينغين، على صحيفة "ملييت" وترجمته "عربي21"، إن البنتاغون الذي قام بتغذية تنظيم الدولة، وتسبب ببلاء عالمي، يزعم، أن "داعش" ازدادت قوة بسبب قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وعملية "نبع السلام" التركية شرق الفرات.
لماذا تقرير البنتاغون؟
وأشار إلى أن البنتاغون في تقريره، أراد ضرب عصفورين بحجر، في تقريره، الذي يهدف إلى عدم الانسحاب من سوريا، وأن هناك حاجة ملحة للبقاء، إلى جانب تخصيص ميزانية لذلك.
وشدد الخبير الاستراتيجي، على أن الولايات المتحدة، تستخدم ورقة تنظيم الدولة في الزمان والمكان الذي تريده.
تحذير لأوروبا
ولفت إلى أن التقرير حذر من تنفيذ تنظيم الدولة هجمات في دول عدة في أوروبا، لإجبار الدول الغربية على دعم الوجود الأمريكي في سوريا، بحجة محاربة التنظيم الذي قد يهددها.
اقرأ أيضا: تقرير للبنتاغون يدين "نبع السلام" التركية من بوابة "تنظيم الدولة"
وأضاف أن الولايات المتحدة تحاول التلاعب بالعالم، بتصرفاتها الاستفزازية، وخلق تصور بأن تهديد تنظيم الدولة لم ينتهي ويتزايد، وبالتالي فإن واشنطن هي القادرة على مواجهتها.
لعبة في سوريا
ونوه إلى أن واشنطن استخدمت ذات السيناريو من قبل، وقد تفعلها الآن، في عفرين أو إدلب أو حتى تركيا أو الدول الغربية، لتوصل رسالة أنه "يجب إبقاء القوات في سوريا، ومنع سحبها".
وشدد على أن الولايات المتحدة ستواصل لعبتها في سوريا، بحجة محاربة تنظيم الدولة، لافتا إلى أن الدول الغربية تدرك جيدا أهدافها الخفية في سوريا، تحت حجة مواجهة "داعش"، لكنهم صامتين حيال ذلك، بسبب وجود منظمات أخرى تدعمها تلك الدول.
وأضاف، أن الولايات المتحدة هي التي تقف على رأس الناتو، ولا توجد دولة قادرة على أن تقول لها ماذا تفعل؟ وخاصة ألمانيا، وبلجيكا، وكذلك حليفتها الاستراتيجي بريطانيا.
من يقف خلف "داعش"؟
وأوضح، أن الجميع يعلم بأن الولايات المتحدة هي من أسست تنظيم الدولة، وهذا ما كشف عنه عسكريون متقاعدون أمريكيون، وكذلك ترامب شخصيا الذي اتهم الرئيس السابق أوباما بأنه هو من يقف خلف إنشائها.
اقرأ أيضا: تركيا: الوحدات الكردية أطلقت 800 من "داعش" بتل أبيض
وأكد على أن الولايات المتحدة وإسرائيل يدعمان المنظمة الدولية بالمال، ولا يخفون ذلك، مضيفا: "صحيح أن داعش تقوم بفرض الضرائب، وتعمل على الكسب الذاتي في المناطق التي تتحكم بها، ولكن هناك دعم خفي يمد بالنصيب الأكبر لهذه المنظمة من السلاح والذخائر"، متسائلا باستنكار: "من أين لهم الأسلحة الأمريكية؟".
وتابع بأن "الدعم الأمريكي والإسرائيلي لتنظيم الدولة مباشر، ومن الممكن القول أن الدول الخاضعة لها كدول الخليج، قد تقدم الدعم في حال طلبت الولايات المتحد ذلك".
وختم حديثه بالقول: "لن ينتهي داعش، وتنظيم القاعدة موجود منذ عام 1980، أي منذ 35 عام، وتنظيم الدولة قد يستمر لمدة 35 عام أخرى".
تسليح الوحدات الكردية المسلحة
بدوره علق الكاتب توجا بينغين، أن الولايات المتحدة قامت باسم محاربة تنظيم الدولة، بتدريب وتسليح الوحدات الكردية المسلحة، وشقت الطريق أمامها.
وأضاف: "نجحت أمريكا بداعش، لترسيخ وحدات حماية الشعب المرتبطة بها بشكل وثيق إلى جانب إسرائيل التي تعد حارسها في الشرق الاوسط".
وأشار إلى أن تركيا تمكنت من إفشال المخطط الأمريكي، مما أشعر الولايات المتحدة بالغضب، لذلك تسعى لإخفاء أهدافها الحقيقية (إنشاء دولة كردية) والتسويق على أهمية محاربة تنظيم الدولة".
مزيد من التفاصيل