كافكا ومأساة سكّان بابل - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات
    Almatareed Mobile Version
    (الكاتـب : Admin ) (آخر مشاركة : Thomashib)
    المعادلة الكندية للصيادلة
    (الكاتـب : Batman ) (آخر مشاركة : LucasCen)
    حل مشكلة في ادراج مقاطع الفيديو
    (الكاتـب : يسر ) (آخر مشاركة : JamesCem)
    العملة الرقمية Tether ورمزها USDT
    (الكاتـب : حشيش ) (آخر مشاركة : JamesCem)

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    كافكا ومأساة سكّان بابل


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 1st February 2020, 05:41 AM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new كافكا ومأساة سكّان بابل

    أنا : المستشار الصحفى




    شعار المدينة
    فرانز كافكا

    بدا كل شيء في عملية بناء برج بابل، في أول مرة، منظماً بشكل مقبول، أجل، لربما كان النظام كبيراً جداً، فقد فكّر المرء كثيراً بمرشدين ومترجمين فوريين وأماكن سكن العمّال وطرق الاتصال، كما لو أنه يملك قروناً من إمكانية العمل الحر أمامه. أما الرأي الذي كان سائداً آنذاك، فيقول بأنه ليس بمقدرة المرء البتّة أن يكون بطيئاً بهذا الشكل في البناء، ويتوجّب عليه ألّا يبالغ في ذلك بشكل كبير، لأن من شأن ذلك أن يجعله يشعر بالخوف من وضع الأساسات. كان المرء يستدل على ذلك بالقول: إن الجوهري في هذا المشروع كلّه هو فكرة بناء برج يبلغ السماء.

    وحين يتم الإمساك بالفكرة في عظمتها، حينها لن يكون بمقدرتها أن تختفي، فطالما هناك بشر، ستكون هناك الرغبة القوية ببناء البرج إلى نهايته. وبالنظر إلى ذلك، لا يتوجّب علينا أن نقلق بشأن المستقبل، بل العكس هو الذي يجب أن يكون، لأن معرفة الإنسان ستتصاعد. لقد عرف فن العمارة تقدماً، وسيحقق أشكالاً أخرى من التقدم، والعمل الذي نحتاج عاماً من الزمن لكي ننجزه، سنحتاج لربما بعد قرن من الزمن إلى نصف عام من أجل تحقيق ذلك، وسيكون، فوق ذلك، أكثر متانة.

    لماذا يتوجّب علينا اليوم أن نبذل قصارى جهدنا؟ لن يكون لذلك معنى، إلا إذا كان بمقدورنا أن نأمل ببناء برج خلال جيل واحد. لكنه أمر لم يكن بالإمكان البتة توقعه. فالجميع فكّر بأن الجيل المقبل، وبالنظر إلى معرفته الأكثر كمالاً، سيجد عمل الجيل السابق سيئاً، ويعمد إلى هدم البناء، ومعاودة بنائه من جديد. إن مثل هذه الأفكار كانت تشلّ القوى، وبدلاً من الاهتمام ببناء البرج، تم الاهتمام أكثر ببناء مدينة العمّال، وأراد كل شعب لنفسه أن يحصل على أجمل الأحياء في المدينة، فنجم عن ذلك نزاعات دموية، ولم تتوقف هذه النزاعات، لأنها بالنسبة للقادة ستمنحهم حجّة جديدة للاستمرار، وفي بطء، ببناء البرج، وذلك أيضاً بسبب التركيز الضروري الذي تحتاجه عملية البناء، ولربما من الأفضل الاستمرار فيها بعد تحقيق السلام الشامل.

    لكن الناس لم تقض كل وقتها في النزاعات فقط، ففي أوقات الراحة كانت تهتم بتجميل المدينة، لكن ذلك سيخلق أشكالاً جديدة من الحسد ومن الحروب، وستمضي حقبة الجيل الأول بهذه الطريقة، ولا جيل بعده سيختلف عنه. وحدها المهارات الفنية ستتطوّر بشكل مستمر ومعها إدمان الحروب.

    وعقب ذلك، ينتبه الجيل الثاني أو الثالث إلى عبثية بناء البرج، ولكن الناس كانت مرتبطة ببعضها إلى حد كبير، بشكل منعها من مغادرة المدينة. وكل ما نشأ في هذه المدينة من أساطير وأغان، مسكون بالحنين إلى يوم نبوئي، يقول بأنه سيتم تدميرها فيه بقبضة ضخمة، في خمس ضربات قصيرة ومتتالية. للسبب عينه، كانت قبضة ترتسم على شعار المدينة.


    ? ? ?


    قراءة
    إن الاعتقاد بضرورة التقدم وحتميته، تلك الرؤية الموروثة عن التنوير، ستجعل من التاريخ أداة التقدم المستمر. سنقف في هذه الرؤية أمام سيرورة غائية لإنجاز العقل، والتي ستبدو فيها المبادرة الإنسانية - كما يلاحظ ستيفان موزيس في كتاب "ملاك التاريخ" - ثانوية، حتى أن الاعتقاد بحتمية التقدم سيقود سكان بابل، كما كتب كافكا في قصته، إلى التأجيل المستمر لإنجاز البناء. فبسبب ثقته بالمستقبل أو تماهيه مع عقيدة التقدم، سيقرر الجيل الأول أن يعتمد على الجيل اللاحق لإنهاء عملية البناء. وكما الأمر في التاريخ الكوني لهيغل، فهناك غاية لهذا التاريخ، ومثال يتقدم إليه، وستلعب هذه القدرية الغائية دور مبدأ محايث، يقود التاريخ ويبرر أحداثه. إننا نقف هنا أمام عقل تاريخي، ينظم من الداخل سير المغامرة الإنسانية، عقل يرسم حركات وسكنات هذا التاريخ.

    وبالنظر لهذا التقدم الذي لا يقبل الرجعة فإن وظيفة المبادرة الإنسانية، تختزل، برأي موزيس، في أداة لخدمة غاية تتجاوز هذه المبادرة بشكل لانهائي. إن كل فعل إنساني هو من طبيعة عرضية وأهميته ترتبط بمدى توافقه من عدمه مع دينامية العقل المتحققة في التاريخ. لكن عمل العقل بطيء ولربما لانهائي، فمن أين لنا أن نعرف إذا كانت الأزمنة ناضجة من أجل تحقيق مشاريعنا؟ ويكتب كافكا "إن مثل هذه الأفكار تشل طاقاتنا"، فالاعتقاد بالضرورة الحتمية للتقدم تقود حتمياً إلى نوع من التأجيل المستمر للفعل. لم يعد التاريخ مكاناً لظهور الجديد، ويظهر أنه محكوم عليه بأن يؤدي ـ كما الحال في أسطورة سيزيف ـ الدور نفسه بشكل لانهائي.

    يتمحور نص كافكا حول "منذ اليوم". فما يُقصيه العقل التاريخي هو فكرة أن الغاية أو تحقيق كل شيء يمكنها أن تتحقق "منذ اليوم". إن أهم شيء هنا، كما كتب كافكا في قصته، هي فكرة بناء برج يمتد حتى السماء، كما أن أهم شيء بالنسبة لهيغل هو الغاية من التاريخ.

    إن سكان بابل مذنبون لأنهم استسلموا لدين التقدم اللانهائي المعاصر، بدلاً من أن يعمدوا منذ اليوم الأول إلى بناء البرج، إنهم، وحتى نتكلّم مع نيتشه، ضحوا باللحظة. إن التأجيل اللامحدود لكل هذه المثالات سيكون مصدراً للعنف، ويتحوّل التحسين المستمر لأدوات العمل إلى هدف في ذاته، ينسينا الهدف النهائي من كل ذلك ويتحوّل التقدم التقني إلى وسيلة للسيطرة ويشعل فتيل الصراع كما أوضح موزيس.

    يكتب كافكا: "وحدها المهارات ستتطوّر ومعها الرغبة في القتال"، فتتحوّل اليوتوبيا، التي تم فهمها باعتبارها هدفاً لا يمكن الوصول إليه، إلى نوع من التجريد المحض ولن تتسبّب سوى بفقدان الناس لأي رغبة في تحقيق ما يصبون إليه. فبعد الجيل الثاني أو الثالث، يكتب كافكا، "سيدرك الناس عبثية بناء برج يصل إلى السماء" وهكذا ترتد اليوتوبيا كمهمة لانهائية على نفسها. "ففكرة زمن يمتد بشكل لانهائي، زمن بلا نهاية، يقصي بشكل مسبق إمكانية أن يبلغ العالم اكتماله يوما ما"، يكتب ستيفان موزيس، متابعاً بأن "الحاضر ليس طريقاً تربط الحاضر بالمستقبل، بل هو يفجّر الانسجام التاريخي ويخرجه من مساره الغائي. إن ملاك التاريخ، كما تصوره فالتر بنيامين، هو رمز لهذا الحاضر المتمرد. ففكرة التقدم التاريخي، وفقا لبنيامين، ترتبط صميمياً بالفكرة التي تقول بأن هذا التقدم يتحقق في زمن منسجم وفارغ. لكن بالنسبة له، يبقى التاريخ موضوع بناء، لا يتحقق في زمن منسجم وفارغ، بل في زمن مليء بـ "زمن اليوم"، أو زمن الضحية.

    يكتب ستيفان موزيس: "إن حكم التاريخ ليس هو الحكم الأخير. فليس التاريخ من يحكم على الأفعال الإنسانية ولكن الأفعال الإنسانية من تحكم على التاريخ".







    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : كافكا ومأساة سكّان بابل     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    حرب القطيعة التاريخية والصراع المفتوح صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 12th May 2024 05:11 AM
    الهلال الأحمر الفلسطيني: استشهاد شاب متأثراً... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 12th May 2024 05:11 AM
    محمد رسولوف: التوتر يتصاعد بين إيران وفنانيها صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 12th May 2024 05:11 AM
    "دويتشه فيله": السردية الإسرائيلية بلسان... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 12th May 2024 05:11 AM
    "مشروع النوم" لشهاب عبد الله: وجها... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 12th May 2024 05:11 AM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)



    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]