العواصف تحاصر شمالي أوروبا: انقطاع في المواصلات والكهرباء

[المستشار الصحفى]

أدت العواصف العنيفة التي تضرب معظم دول الشمال الأوروبي، منذ أمس الأحد، إلى شلل في الحركة، وتسببت العواصف الهوجاء التي رافقتها أمطار على منطقة بحر الشمال في انقطاع التيار الكهربائي عن آلاف المنازل، وأثرت على حركة القطارات والمطارات، واضطرت السلطات إلى إغلاق الجسر الواصل بين الدنمارك والسويد.

في العاصمة الهولندية أمستردام وحدها، جرى إلغاء حوالي 240 رحلة جوية، يوم أمس الأحد، وشهدت المناطق المحيطة بمطار شيبول الهولندي والأكثر ازدحاما في أوروبا هبوب رياح عاصفة وصلت سرعتها إلى حوالي 120 كيلومترا في الساعة. في ألمانيا أيضا، اضطرت سلطات مطارات عدة إلى تأجيل وإلغاء رحلات جوية مع اقتراب العواصف الآتية من الشمال.

وانطبق الأمر عينه على حركة القطارات التي دفعت فيها العواصف سلطة السكك الحديدة الألمانية، دويتشه بان، إلى وقف رحلاتها، خوفا من قوة الرياح التي أطلقت عليها السلطات "عاصفة سابينا".
واعتبرت السكك الحديدية الألمانية أن العواصف مستمرة حتى إلى ما قبل ظهر اليوم الاثنين، وأنها ستعطي الضوء الأخضر لانطلاق الرحلات عند العاشرة صباحا، في حال سمحت الظروف الجوية بذلك. وأكدت السلطات أنه ربما تستمر تأثيرات المنخفض الجوي العاصف على حركة القطارات حتى الثلاثاء.
ومثلما هو الحال في هولندا، فقد تأثرت عدة مطارات في الجزيرة البريطانية، التي أطلقت اسم "كيارا" (وهو اسم إيرلندي) على العواصف، حيث تأثر مطار "غايتويك" خارج لندن، واضطرت الخطوط البريطانية إلى إلغاء وتأخير رحلات جوية، فيما ساعدت قوة الرياح في وصول طائرة قادمة من نيويورك إلى لندن للوصول في وقت قياسي سجله موقع فلايت راداد 24، المتخصص بمراقبة الحركة الجوية، بنحو 4 ساعات و56 دقيقة، وسجلت سرعتها بنحو 1300 كم في الساعة وبسرعة تفوق سرعتها الطبيعية 900 كم/س، فيما تأخرت الطائرات المتجهة عكسا فوق الأطلسي بأكثر من ساعتين.

عاصفة في أوروبا (فرانس برس)
وألغيت أو تأجلت مباريات كرة قدم، وتوقفت مشاركة 25 ألف عداء في مسابقة جري 10 كيلومترات في لندن، وأثرت العواصف على حركة القطارات في بريطانيا. وأعلنت السلطات البريطانية تأثر نحو 30 ألف منزل بإمدادات الطاقة الكهربائية. ونفس التأثير كان على مقاطعة ويلز التي وصلت فيها سرعة الرياح إلى 150 كيلومترا في الساعة.

وكانت بلدتا هبدن بريدج وميثولمرويد في منطقة ويست يوركشير الأكثر تضررا بالعاصفة، إذ غمرت المياه شوارعها وغطت السيارات.

وقال خبير الأرصاد الجوية في المكتب، أليكس باركيل، وفقا لوكالة "فرانس برس"، إن "ابتعاد العاصفة سيارا لا يعني أننا ندخل مرحلة أكثر هدوءا للطقس". وأضاف أن "الوضع سيبقى مضطربا جدا"، محذرا من أن "حدوث عواصف ثلجية أمر غير مستبعد".

وسجلت شواطئ الدنمارك ومدنها، خصوصا في يولاند، غرب، أعنف العواصف التي أدت إلى ارتفاع منسوب المياه وغمر شوارع عديدة ليلا، واقتلاع أشجار وإغلاق طرقات. واضطرت السلطات إلى عملية إنقاذ جوي، بعد أن سحبت الأمواج المرتفعة سيدة وابنها في شواطئ غربي البلد. وأوقفت الدنمارك حركة القطارات، وأغلقت الجسور أمام حركة السيارات داخلها ومع جارتها السويد، بسبب شدة الرياح المستمرة حتى صباح اليوم الإثنين.

وفي فرنسا، تم إعلان حالة الإنذار في شمال البلاد، حيث نصحت السلطات السكان بتجنب الساحل، بسبب احتمال اشتداد العاصفة. وتوقفت رحلات العبّارات بين دوفر ومرفأ كاليه الفرنسي حتى إشعار آخر. وفي إيرلندا، حذّرت السلطات من خطر فيضانات في المناطق الساحلية، وحرم عشرة آلاف منزل وشركة ومزرعة من التيار الكهربائي.


عاصفة في أوروبا (فرانس برس)












مزيد من التفاصيل