أُعلن في العراق، اليوم الثلاثاء، عن تشكيل تحالفٍ سياسي جديد حمل اسم "عراقيون"، والذي يعد الأول من نوعه منذ تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي.
وضم التحالف الجديد كلاً من تيار "الحكمة" برئاسة عمار الحكيم، وائتلاف "النصر" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، ونواب من قوى سياسية أخرى، وبحسب نواب ومراقبين، فإن التحالف الجديد الذي يضم أكثر من 50 برلمانياً سيكون داعماً لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وقال الحكيم إن التحالف الجديد ينطلق من الدولة ويتحرك في فضائها، مؤكداً، في بيان، إن التحالف يدعم "الدولة المقتدرة ذات السيادة الوطنية، والإرادة الجماهيرية، بعيداً عن المحاصصة، وخارج الصفقات المشبوهة، والتفاهمات المؤقتة غير المجدية".
ولفت إلى أن "عراقيون" يعمل على تمكين منهج الاعتدال من أجل دعم الاستقرار السياسي، وإبعاد العراق عن التخندقات الإقليمية والصراعات الدولية"، مؤكداً أن التحالف يعضد مسار الإصلاحات الجادة، وتلبية مطالب المتظاهرين الحقة ودعمها".
وأشار الحكيم إلى أن التحالف الجديد يؤكد مطلب إجراء الانتخابات المبكرة النزيهة والعادلة التي تضمن حقوق الجميع وتهيئة متطلباتها، موضحاً أنه يضم "عدد كبير من البرلمانيين، لكنه لا يتوقف عند لغة الأرقام، بل يعمل على تقديم نموذج جديد في الإدارة السياسية الواعية والمسؤولة".
وبين أن تحالف "عراقيون" يمد يده للتحالفات السياسية والاجتماعية والشعبية القائمة من أجل التعاون وتكامل الأدوار، وأن باب الانضمام له سيبقى مفتوحاً، مؤكداً أن التحالف يهدف إلى "تقوية مسار الدولة ومؤسساتها، وتطبيق القانون على الجميع، وإعادة الثقة بالنظام السياسي، ودعم القوات المسلحة، وتلبية مطالب المتظاهرين الحقة ودعمها".
وأوضح الحكيم أن من أهداف التحالف الجديد أيضاً "إبعاد العراق عن التخندقات الإقليمية والصراعات الدولية، والتأكيد على مطلب إجراء انتخابات مبكرة، ودعم عملية الإعمار وتوفير الخدمات في المحافظات الجنوبية، وإعادة النازحين وإعمار المناطق المحررة".
إلى ذلك، قال عضو البرلمان عن تيار "الحكمة"، علي البديري، إن التحالف الجديد تشكل من أجل تقديم الدعم للدولة العراقية، وتطبيق القانون، واستعادة هيبة الدولة، وتحقيق مطالب المتظاهرين، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن التحالف ضم كتل سياسية يضاف إليهم نواب مستقلون.
ولفت إلى أن عدد المنضوين ضمن "عراقيون" تجاوز الـ50 برلمانياً، مبيناً أن أبرز القوى المشاركة فيه هي "الحكمة والنصر والفضيلة وكتل أخرى صغيرة، وأن العدد قابل للزيادة".
وأوضح البديري أن التحالف الجديد سيقف مع الوزراء الذين سيفتحون ملفات الفساد السابقة، مضيفاً "إذا كان رئيس الوزراء جاداً في إجراءات ضبط الحدود ومحاسبة المقصرين وفتح ملفات الفساد، فإنه سيكون لنا موقف داعم له"، مشيراً إلى أن التحالف سيدعم رئيس الوزراء بقوة إذا مضى في إجراءاته الإصلاحية، وأن التحالف لن يسمح لأية كتلة سياسية بالنيل من رئيس الوزراء وإسقاطه في البرلمان، بحسب قوله.
وتابع أن "رئاسة تحالف "عراقيون" لم تُحدد إلى الآن"، مبيناً أن الهدف الأساسي للتحالف هو استعادة هيبة الدولة.
رئيس مركز التفكير السياسي، إحسان الشمري، قال لـ"العربي الجديد" إن تحالف "عراقيون" نشأ نتيجة لوجود ضرورة تتعلق بدعم الكاظمي، مبيناً أنه يمثل انعكاسا جديدا لتشكيل جبهة برلمانية داعمة لرئيس حكومة ليس لديه كتلة برلمانية.
وتابع "لذلك، فإن هذا التحالف، وفقا لمنهجه، يمثل محاولة لتعزيز الحركة التصحيحية للحكومة، وهذا بحد ذاته يُعد جزءا من فاعلية الحركة السياسية، وطبيعة التطورات التي تشهدها البلاد"، مؤكداً أن أهم أهدافه هو تشكيل كتلة جديدة بثقل برلماني تدعم رئيس الوزراء، وتوجيه رسالة إلى بقية الكتل التي احتكرت القرار البرلماني، وهمشت كثيرا من القوى السياسية الأخرى، كما أنه سيتصدى لأي محاولة للإطاحة أو سحب الثقة أو مساءلة رئيس الوزراء.
ولفت إلى أن تحالف "عراقيون" سيعمل من أجل تمرير بعض القوانين التي يمثل تمريرها مكسباً برلمانياً وسياسياً، مضيفاً أن "التحالف الجديد قد يكون بداية للاستعداد للمرحلة المقبلة التي تتضمن استعدادات للانتخابات البرلمانية".
وتابع أن "التحالف سيواجه كثيرا من الاختبارات، من بينها اختبار الوجود، واختبار مكوناته وثباتهم على مواقفهم"، مبيناً أنه قد يكون "تحالفاً تكتيكاً"، محذراً من احتمال قيام بعض القوى السياسية بالعمل على تفتيت التحالف الجديد، ومؤكداً أن المرحلة المقبلة ستثبت إن كان "عراقيون" يمثل كتلة صلبة، أم أنه لن يصمد أمام محاولات تفتيته.
مزيد من التفاصيل