فصل جماعي لمدرسين سوريين والسبب الخدمة الاحتياطية

[المستشار الصحفى]

الصحف المصرية والعربية

فصلت حكومة النظام السوري 21 مدرساً من مديريات تربية محافظات، حمص ودمشق ودرعا والحسكة والسويداء ودير الزور وحلب وطرطوس، تحت دعوى عدم التحاقهم بالخدمة العسكرية الاحتياطية في صفوف قوات النظام، وجاء ذلك في قرار موقع من رئيس مجلس وزراء النظام السوري حسين عرنوس، صدر في الثامن من أكتوبر/ تشرين الثاني.

وقال مازن (36 عاماً) مدرس اللغة العربية من محافظة السويداء، لـ"العربي الجديد" عن قرار الفصل، موضحاً أن الغاية الأولى منه الانتقام من المدرسين، فالخيار بين الفصل من التدريس والخدمة الاحتياطية في صفوف جيش النظام محسوم. أنا مدرس لدي أطفال وزوجة لن أتركهم بالطبع لقاء البقاء في وظيفتي شريطة الالتحاق بجيش النظام.

وأضاف "في هذه الأيام راتب المدرس بالكاد يكفي لشراء الخبز وبعض الحاجيات فقط، فهو لا يتخطى 20 دولارا.ً الفصل من التدريس لم يشكل بالنسبة لي فارقاً، سأعود للعمل في الزراعة، إلى جانب الدروس الخصوصية، وهذا أفضل بكثير من الخدمة الاحتياطية وابتزاز النظام لي".

واتبع النظام أسلوب فصل المدرسين والموظفين في الدوائر الحكومية منذ عام 2011، إذ فصل آلاف الموظفين والمدرسين، وبدأ بتطبيق سياسة الفصل في المناطق المحاصرة، التي أصبحت مناطق مصالحات، ومنها ريف حمص الشمالي والغوطة الشرقية والمناطق المحررة.

بدوره، أوضح المدرس محمد عبد السلام من الحسكة، لـ"العربي الجديد"، أن لديه زملاء فصلوا من التدريس في مدارس النظام، اتجهوا للعمل الخاص كونه أفضل من العمل الحكومي في الوقت الحالي، مبيناً أنه تجاوز سنّ الخدمة الاحتياطية في صفوف قوات النظام وهذا يحول دون فصله.

وتابع "اعتدنا هذه الممارسات من قبل النظام، فهو يعمل على تخريب عملية التدريس على الدوام، ولا يهتم بها أبداً، فمن قصف المدارس ودمرها لن يهتم لمدرس لديه عائلة وأطفال والتزامات".

ونقلت شبكة السويداء 24 عن أحد المدرسين في المحافظة أنه تلقى قراراً بفصله من وظيفته وقطع راتبه الشهري، بحجة عدم التحاقه بالخدمة الاحتياطية في جيش النظام السوري. وقال المدرس "بعد 12 سنة من عملي وخدمتي في مدارس المحافظة، قرروا فصلي وقطع مصدر رزقي دون الاكتراث بمصيري ومصير أولادي، رغم أنني أنهيت الخدمة الإلزامية قبل الحرب وأديت واجبي، لكن هذه السلطة تريد أن تحول الشعب كله إلى العسكرة، وتسعى للقضاء على أي بصيص أمل لنهضة البلد".



ولا يعتبر القرار الأول من نوعه، فقد تكررت قرارات فصل المدرسين خلال السنوات الماضية، ففي سبتمبر/ أيلول 2018، أقرت وزارة التربية في حكومة النظام السوري فصل 200 مدرس لعدم التحاقهم بالخدمة العسكرية الاحتياطية، 80 منهم من أبناء محافظة السويداء، وشهدت العديد من المحافظات السورية خلال السنوات الماضية عمليات فصل متوالية لمدرسين وموظفين مدنيين، حيث فصلت تربية النظام نحو 200 مدرسا من منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي، في مارس/ آذار 2015.




مزيد من التفاصيل