نحن.. ولعبة الأسعار

[محمد أبوزيد]

الصحف المصرية والعربية

نحن.. ولعبة الأسعار
هذا الزمان
فاروق جويدة


الأخبار تؤكد أن أسعار السلع العالمية قد انخفضت في الاسابيع الأخيرة من بيع هذه السلع الحديد.. والأسمنت.. والقمح.. والناس تنتظر الآن انخفاض أسعار هذه السلع في الأسواق المحلية.. أن ارتفاع أسعار الحديد والأسمنت أدي إلي ارتفاع رهيب في أسعار العقارات وتكاليف المباني.. ولهذا سمعنا أرقاما مخيفة للشقق والفيلات وصلت إلي المناطق الفقيرة - منذ سنوات قليلة كان سعر طن الحديد أقل من 1000 جنيه وفي الشهور الأخيرة وصلت إلي أكثر من 8000 جنيه وهذا يعني ارتفاع تكاليف البناء وإذا أضفنا لذلك الارتفاع الرهيب في أسعار الأراضي يتضح لنا حجم الأزمة الحقيقية في أسعار العقارات.. وإذا انتقلنا إلي ارتفاع سعر القمح تظهر أمامنا الأسباب الحقيقية لأزمة الخبز التي عاشها المواطن المصري في الشهور الأخيرة.. ونحن الآن أمام مؤشرات جديدة يجب أن ندرسها بحيث تنعكس علي حياة المواطنين إذا كانت أسعار الحديد قد انخفضت فإن ذلك ينبغي أن ينعكس علي أسعار العقارات كما أن انخفاض سعر القمح يجب أن ينعكس علي أزمة رغيف الخبز.. لقد شجعت الحكومة الفلاحين لزراعة القمح ورفعت أسعار توريده وقد أدي ذلك إلي زيادة المساحات وارتفاع الإنتاج ولاشك أن ذلك أدي إلي توفير عملات صعبة كان من المتوقع أن تستورد بها القمح ولا ينبغي أن تتراجع الحكومة عن سياستها في تشجيع الإنتاج المحلي من القمح وأن تستمر عمليات تشجيع الفلاحين لزراعة القمح.. إن انخفاض أسعار القمح عالميا يمكن أن يعيد لنا أزمة القمح حيث تلجأ الحكومة إلي زيادة الواردات مرة أخري وفي تقديري أننا في حاجة ماسة إلي دراسة الأسعار خاصة ما يتعلق بالسلع الرئيسية مثل القمح والحديد والأسمنت والسكر والزيوت، إن هذه السلع لها بورصات عالمية تدرس أسعارها وإنتاجها وتضع احتمالات أمام ذلك كله.. ولكن لا ينبغي أن نترك انفسنا للأسواق العالمية خاصة إذا كانت مشكلاتنا وازماتنا مع سلع لدينا منها إنتاج متميز.. مطلوب متابعة دقيقة لاسعار السلع في الأسواق العالمية واحتمالات المستقبل حتي لا نجد انفسنا عاجزين أمام أسعار وأسواق لا ترحم.