سلطت صحيفة"هآرتس" العبرية، الضوء على الواقع السياسي في سوريا، منوهة إلى أن أيتغيير سياسي في سوريا يمكن أن يضع "إسرائيل" أمام علامات استفهام صعبة.
وأوضحت الصحيفة فيمقال نشرته للكاتب تسفي برئيل بعنوان "بقاء الأسد في الحكم مريح لإسرائيلوروسيا"، أن "الصاروخ السوري الذي انفجر أول أمس على بعد 30 كم منديمونة، ولم يتم اعتراضه، يدعونا للتفكير فيما كان سيحدث لو ضرب المفاعل".
وقالت: "إسرائيلالتي تعمل بشكل حر في المجال الجوي لسوريا ولبنان، وتمس بقلب الإنتاج النوويلإيران، تقصف مواقع قرب دمشق وعلى الحدود بين سوريا والعراق وتحلق كسائحة فوقبيروت، ليست محصنة، حتى لو أمام صواريخ صدفية أو غير صدفية".
ونبهت الصحيفة إلى أن"العمود الفقري لاستراتيجية إسرائيل أمام هذه التهديدات تكتيكي، بلاغةتهديدية وإصابات محددة..، وكل هذه لم تنجح حتى الآن في إحداث تغيير جوهري فيالتهديد الاستراتيجي"، موضحة أن "سوريا؛ مثال جيد لدولة العدو التيلديها خط مواجهة ساخن أمام إسرائيل، لكنها بحد ذاتها لا تعتبر تهديدا استراتيجيا".
وذكرت أن "شبكةالعلاقات بين إسرائيل وسوريا تعززها سلسلة تفاهمات تطورت مع روسيا، ومؤخرا أيضادول الخليج، ولا سيما الإمارات والبحرين، أضيفت كدعامة لضمان الهدوء من سوريا بسببتأسيس علاقاتها مع النظام السوري".
وأضافت: "هل يمكنالتفكير بحل تخرج فيه روسيا وإيران وتركيا من سوريا، ويغادرها أيضا بشارالأسد؟"؛ هذا سؤال طرحه هذا الأسبوع النائب الديمقراطي تيد دويتش، رئيساللجنة الفرعية التابعة للجنة الشؤون الخارجية المعنية بالشرق الأوسط وشمالإفريقيا، أمام عدد من الخبراءالذين جمعهم لمناقشة الاستراتيجية الأمريكية المطلوبة الآن في سوريا.
وأشارت"هآرتس"، إلى أن بعض هؤلاء الخبراء أوضحوا أن "التوق لذلك غيرواقعي، وآخرون أوصوا بتعاون أمريكي - روسي يبقي في أيدي روسيا أصولها العسكريةبسوريا، مقابل أن تتنازل عن بشار الأسد، ولكن ساد اتفاق كاسح بين الحاضرين حول أن أي تدخل أمريكي جديد في سوريا، إزاء سياسة جو بايدن المعلنة والتي نصت على أنه"حان الوقت لإعادة الجنود"، أو فرض حل يتجاوز روسيا، يمكنهما في هذهالأثناء تغذية الأحلام فقط".
وأكدت أن"إسرائيل حاليا لا توجد في موقف يؤثر على تشكيل الاستراتيجية الأمريكية تجاهسوريا، كما لا توجد أي ضمانة بأن إسرائيل نفسها تعرف ما هي الاستراتيجية المرغوبفيها بالنسبة لها، وبحسب رجال استخبارات إسرائيليين؛ الوضع القائم ليس هو الوضعالمثالي، لكنه الوضع الأفضل الذي يمكن لإسرائيل أن تتطلع إليه".
ولفتت إلى أن"نظام الأسد لا يسعى إلى حرب مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل، وهو لا يردعلى مهاجمة أهداف إيرانية، والتنسيق العسكري والجوي مع روسيا يعمل كالعادة، وتمركزحزب الله في هضبة الجولان السورية تم كبحه، وإيران أعادت انتشار قواتها إلى المدىالذي كانت تطيح إليه تل أبيب".
الانتخابات السورية
وأكد خبير استشاري فيالاستخبارات الإسرائيلية في الشؤون السورية، أن "أي تغيير سياسي في سوريايمكن أن يضعنا أمام علامات استفهام صعبة"، مضيفا: "نحن لا نعرف من الذييمكن أن يستبدل الأسد، في حال نشأت ظروف لاستبداله، كما لا يمكن معرفة النظام الذيسيقوم في إطار الحل السياسي، وأي دول ستؤثر على النظام الجديد؟ وماذا ستكوناستراتيجية هذا النظام إزاء إسرائيل؟".
ونوه ذات الخبير، أن"النقاشات حول استبدال النظام في سوريا، ليست في هذه الأثناء على رأس سلمأولويات أجهزة الاستخبارات والحكومة الإسرائيلية".
وبينت الصحيفة، أن"إسرائيل اهتمت بالموضوع في بداية الحرب بسوريا، عندما كان مستقبل الأسدمتعلقا بالكبح، والتقى ممثلون إسرائيليون مع رجال معارضة لمناقشة المساعدة العسكريةمن إسرائيل، وفحص إمكانية المساعدة على إسقاط النظام، ولكن نجاح الأسد في السيطرةعلى معظم سوريا بمساعدة روسيا، وتفكك المعارضة، أدت بإسرائيل إلى الاستنتاج؛ أنهمن الأفضل لها إقامة علاقات محددة مع منظمات يمكنها خدمة مصالح آنية مثل التي تعملفي جنوب سوريا، لمنع تمركز تنظيمات مؤيدة لإيران، وعدم التفكير بخطط حول تغييرالنظام".
وألمحت إلى أن"روسيا شريكة في الموقف الإسرائيلي، وروسيا أيضا هي من الدول القليلة التيتؤيد إجراء الانتخابات العامة، التي أعلن عنها الرئيس الأسد، كما أوضحت روسيا، أنهيجب على جميع الأطراف احترام الدستور السوري الذي يحدد برنامج الانتخابات وفترةولاية الأسد، والذي يفوز يمكنه مواصلة ولايته لسبع سنوات أخرى، وبحسب الدستور، هذههي الولاية الأخيرة التي يمكن للأسد التنافس فيها، ولكن تغيير الدستور حسباحتياجات الرئيس ليس ظاهرة نادرة".
وأفادت أن"الاستهزاء والانتقاد الدولي الموجه لنية إجراء الانتخابات لا تؤثر على الأسدأو على روسيا، اللذين يريان فيها دليلا على شرعية النظام، والأهم؛ أن استمرار ولايةالأسد، هي الضمانة القانونية لسلسلة الاتفاقات الاقتصادية التي وقعت عليها روسيافي السنوات الأخيرة مع النظام، والتي تشمل امتيازات للتنقيب عن النفط والغاز بشروطممتازة".
وبينت أن "هذا الاتفاق،يكفي لهز لبنان وتركيا واليونان وقبرص، التي تحد المياه الاقتصادية السورية، حيثأن دخول روسيا لهذا الملعب، يمكن أن يضعضع ميزان تقسيم المياه الهش، وفي هذاالموضوع أيضا لم يسمع موقف واشنطن، وفي شهر تموز القادم ستتضح السياسة الأمريكيةبصورة أقل ضبابية، عندما ستوضع على طاولة مجلس الأمن مسألة فتح المعابر الحدوديةأمام قوافل المساعدة الإنسانية للسوريين في الشمال، والمصادقة على دخولها يوجد فيأيدي النظام السوري والقيادة الروسية".
ورأت أن "إغلاقمعظم المعابر التي حصلت على تعريف استراتيجية التجويع، التي بواسطتها يحاول النظاموروسيا إجبار التنظيمات في إدلب على إلقاء سلاحها والاستسلام، ستجبر بايدن على اتخاذقرار سياسي واضح تجاه هذه السياسة الوحشية"، متسائلة: "هل سيكتفيبالإدانة والرسائل الدبلوماسية؟ وهل سيقوم بفرض المزيد من العقوبات على سورياوروسيا، أم سيقرر إرسال قوات مهمتها الإشراف على المعابر؟".
وأشارت"هآرتس" إلى أن "أي قرار سيتخذه بايدن، لن يكون منفصلا عن شبكةالعلاقات المتعكرة بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أو عن المعركة الدبلوماسية الهجومية التي يديرها ضدروسيا، أو عن نتائج المفاوضات حول الاتفاق النووي أمام إيران".
مزيد من التفاصيل