على غير موعد، ومن دوندعوات للحشد، تظاهر آلاف المصريين من محافظة الإسكندرية (شمالا) بعد صلاة الجمعةالماضية، رفضا لقرار حكومي بتهجير سكان إحدى مناطق المدينة المطلة على البحر، فيما واجهت قوات الأمن المتظاهرين بإطلاق الغاز المسيل للدموع، وفرقت الأهاليالغاضبين، واعتقلت نحو 53 منهم.
اعتداءات على أهالي منطقة #نادى_الصيد
بمحرم بك الذين خرجوا اليوم الجمعة بمظاهرات
يعترضون على هدم منازلهم وتشريدهم.
لكن كالعادة في الدولة البوليسية
قامت قوات أمن #الاسكندرية بالاعتداء
عليهم وتفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع . pic.twitter.com/HIcaYZfygE
— أحمد عطوان AHMED ATWAN (@ahmedatwan66) June 4, 2021
ورغم توجه حكوميبتطوير المنطقة العشوائية، ورصد نحو 115 مليون جنيه للتطوير في آذار/ مارس ????؛قررت السلطات المصرية وقف العمل، وسحب المعدات، وتهجير نحو 6400 أسرة، ونقلهم لمناطقجديدة، وغلق نحو ألف محل تجاري وورشة صغيرة بمنطقة نادي الصيد بمحرم بك، القريبة منمطار النزهة الحيوي وسط الإسكندرية، التي يسكنها نحو 160 ألف نسمة.
بتقول له احنا كدة كدة ميتين بس ماشين ومش هنسيب بيوتنا#الإسكندرية #نادى_الصيد pic.twitter.com/vLt1HxFy5S
— ?Butterfly? (@jeje_ko2) June 4, 2021
وجابت المظاهراتالحاشدة منطقة نادي الصيد، حيث رفع الأهالي شعار "تطوير لا تهجير"،و"سلمية سلمية"، وهو ما قابلته قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز وتفريقالمحتجين.
الاحتلال السيساوي لمصر يطلق قنابل الدخان ويعتقل العشرات لرفضهم مغادرة منطقة بجوار نادي الصيد في حي محرم بك بقلب الاسكندرية لكي يبيعها السيسي لمستثمر اماراتي يرغب في شرائها السيسي يبيع اسكندرية ل بن زايد مثلما باع من قبل له منطقة مطار النزهة#نادى_الصيدpic.twitter.com/1CeGomzMV6
— خالد نيويورك (@KhaledEibid) June 5, 2021
وخرجت التظاهراتاعتراضا على تشتيت الأهالي ونقلهم لمناطق "مساكن المأوى"، و"بشايرالخير1 و5"، و"العامرية"، و"عبدالقادر"،و"البرج"، وإخلاء منطقتهم لأجلمستثمرين، مثلما حدث مع مناطق "أرض الداون تاون" و"الحديقةالدولية" وأكسيا"، في الإسكندرية، وذلك لأهمية المنطقة القريبة من مطارالنزهة، وفق بعض الأهالي.
https://www.facebook.com/10000230262...1885136564867/
وكانت آخر مظاهراتالمصريين ضد نظام السيسي قد شهدتها البلاد في أيلول/ سبتمبر 2020، إثر دعوة منالمقاول محمد علي.
"الحريري: هذه أبعاد القضية"
عضو مجلس النوابالسابق عن منطقة محرم بك بالإسكندرية ومنطقة نادي الصيد موطن أزمة المهندس هيثمالحريري، رصد في حديث خاص مع "عربي21" أبعاد الأزمة، موضحا أن"الأهالي متحفظون على نقلهم خارج منطقة يعيشون فيها من عشرات السنين".
ولفت إلى أن"التجارب السيئة السابقة في تطوير العشوائيات، والتي رآها أهالي منطقة ناديالصيد بأنفسهم، متمثلة في أزمة أهالي منطقة (غيط العنب)، ومعاناتهم إثر نقلهم في2020 إلى مناطق ومساكن جديدة".
وأكد الحريري أن"ما يثار عن التطوير ونقل السكان خارج المنطقة يثير لديهم حالة من الغضب، والمخاوف على أرزاقهم المرتبطة بالمناطق التي كانوا يعيشون فيها، ولا باب رزق لهمفي المساكن الجديدة".
ولفت الحريري إلى أنهفي آذار/ مارس ????، أعلن محافظ الإسكندرية البدء في تطوير منطقة نادي الصيد (محرمبك)، بتكلفة ??? مليون جنيه، وتم بالفعل تطوير البنية التحتية في الصرف الصحي ومياهالشرب، ثم فوجئ الأهالي بتوقف العمل.
وأوضح أنه في أيار/مايو ???? انتشرت أخبار عن لجان حصر للوحدات السكنية بالمنطقة، لتسليم الأهاليوحدات سكنية جديدة، وهو ما قابله الأهالي بتخوف ورفض لنقلهم خارج المنطقة، منتقدا"حالة عدم الشفافية مع المواطنين".
وأضاف أنه "تموعد الأهالي بنقلهم لشقق جديدة تكون ملكا لهم، فوجدوا أن أغلبها إيجار"، مبيناأن "هذه المنطقة عشوائية، ومعظم الوحدات السكنية بها وضع يد، وما حدث قبل ذلكبمنطقة (غيط العنب) أن من تم نقله من السكان من وحدته التي كانت وضع يد تم نقلهلوحدة بديلة، لكنها إيجار".
وأوضح أنه "منيحصل على وحدة تمليك من الأهالي الذين يتم نقلهم فقط من تكون وحدته السابقة تمليكا ومثبتة في الشهر العقاري، وهو موقف قليل جدا ونادر".
وشرح النائب السابق رؤية الأهالي قائلا: "الناس استوطنوا هذا المكان منذ عشرات السنوات، وأنجبوا، وبنوا مساكن وأدوارا مرتفعة، وأنشأوا ورشا للعمل ومحلات للتجارة، باعتبارهم أصحابالمكان".
وأشار إلى أن جانبا منالأزمة يتمثل في "مساواة صاحب أي عقار بناه بآلاف الجنيهات على مدار سنواتبأي شخص كان يؤجر شقة بمنطقة نادي الصيد، ما يعتبر ظلما فادحا وخسارة كبيرةللأهالي".
ولفت إلى جانب آخراعتبره خسارة كبيرة للأهالي، وهي "المحلات"، مبينا أنه " وفقاللتجارب السابقة في (غيط العنب) لم يحصل أصحاب المحلات على محلات بديلة لمحلاتهمالسابقة بالمنطقة الشعبية التي تمثل المحال والورش الصغيرة لقطاع كبير منهم مصدرمعيشتهم".
وتساءل النائب السابق:"من أين يحصل الأهالي على مصدر دخل بعد قطع مصدر دخلهم القديم؟ وحتى لوسكنوا في قصور، من أين يأكلون؟".
وانتقد الحريري محافظالإسكندرية، وقال إن "الكلام الذي قاله المحافظ بغض النظر عن صحته أو عدم صحته، لكنه لو تقدم للناس بشكل رسمي للحديث وكشف الحقائق، ما كانت حدثت تظاهرات"،مشددا على أن "الواقع يؤكد عكس ما قاله المحافظ".
وانتقد أيضا أداء حزب"مستقبل وطن" وكل نواب الإسكندرية في الأزمة، مؤكدا أنهم بعيدون عنالمشهد، وأنه منذ 5 أيام أصدر بيانا طالب فيه المحافظ للخروج والحديث للأهالي قبليوم الجمعة.
وحول التبعات الأمنيةعلى الأهالي إثر تلك التظاهرات، أكد أنه تم القبض على 53 شخصا يوم الجمعة، بينهم 13تم عرضهم على النيابة العامة، التي قررت حبسهم 15 يوما على ذمة التحقيقات، مبيناأنه يتابع ومجموعة من المحامين المتطوعين أزمة المعتقلين الجدد.
ويعتقد الحريري أن"ما حدث هي شرارة شعبية غير سياسية نتيجة موقف مرتبط بهذه الأزمة فقط، ولاينسحب عليه أي احتمالات مستقبلة بتظاهرات سياسية، ويجب ألا نحمله أكثر ممايحتمل".
"تراكم يدفع للانفجار"
من جانبه، يرى النائبالبرلماني السابق والمحامي ممدوح إسماعيل، أن "تظاهرة سكان منطقة نادى الصيدبالإسكندرية هي تعبير عن غضب شعبي مكتوم لشعب وجد نفسه في لحظة ملقى بالشارع هووأطفاله، فلم يبال بقانون طوارئ ولا قبض ولا اعتقال، رغم الواقع الأمني المخيف فيمصر".
وفي حديثهلـ"عربي21"، أكد أن "استبداد نظام السيسي أدى لعدم وضع اعتباراجتماعي أو إنساني في قرارتهم؛ وفقط الاعتبار المالي".
وألمح إسماعيل إلىأنه "سبق ذلك قرارات الإزالة للمنازل، وفرض رسوم تسجيل لكل عقار بالشهرالعقاري، وغيرها من القرارات العسكرية التي لا تضع في اعتبارها تفعيل حوار مجتمعي يضعقيمة الإنسان وحياته الاجتماعية والنفسية فوق كل اعتبار".
وتوقع أنه"بتراكم هذه الحالات قد تشهد مصر حالة انفجار شعبي لا ينفع معها أي قوات أمنولا تهدئة خاصة، مع ترقب المجاعة المائية التي ستسبب بوار كثير من الأراضي، وشللوفقر لقطاع كبير في مصر".
وعبرمواقع التواصل الاجتماعي، عبّر الأهالي عن عدم رفضهم للتطوير، مؤكدين أن المنطقةعبارة عن مستنقع، لا يجدون الحياة الآدمية، فلا شوارع مرصوفة، ولا شبكات صرف صحي،ولا خدمات بنية تحتية.
وأعربوا عن استغرابهممن وقف عمليات التطوير وسحب المعدات والمواسير، بعدما رصدت الدولة 115 مليون جنيه، وبدء العمل على الأرض.
وأكدوا رفضهم تركمنازلهم دون تعويض، ومنحهم مساكن بديلة تمليك وليست إيجارا، وتعويضهم عن محلاتهمبأخرى مماثلة، معلنين مخاوفهم من أن تضربهم البطالة والفقر من انتقالهم لمكان آخر.
وانتقد نشطاء اعتداءالأمن على المتظاهرين، داعين نظام السيسي لاستخدام تلك القوة مع إثيوبيا لحياةالمياه بدلا من استخدامها ضد المصريين فقط.
#السيسي قدام المصريين الغلابة العزل شرس وبيضرب من غير تفاهم أو تحذير
لكن قدام #سد_النهضة سياسي وصبور
وعلى رأي المثل #أسد على وقدام #أثيوبيا #نعامة#نادي_الصيد pic.twitter.com/Wu1Xhz8Rka
— باطل (@batelsegnmasr) June 5, 2021
مزيد من التفاصيل