تصاعد غضب أهالي مدينة تعز وسط اليمن من الفساد المستشري في كافة المؤسسات والهيئات الحكومية وتجاهل السلطات المحلية لما يحدث من عبث واختلالات متعددة الأوجه ما فاقم من معاناة السكان وأسهم في تدهور مختلف أوضاعهم.
وندد المواطنون بنهب الإيرادات والإختلالات الأمنية وغلاء المعيشة والمواد الغذائية وإيجارات السكن وعدم انتظام الرواتب والتلاعب بالمساعدات وتردي خدمات الصحة والتعليم والنظافة وغياب المياه والكهرباء الحكومية وعدم تأهيل منظومتها المتهالكة وإهمالها وتأجير بقاياها لأصحاب مشاريع التوليد التجارية وإتاحة المجال لهم ليقوموا بإستغلال المستهلك وفرض رسوم إشتراك شهرية عليه فضلاً عن بيع وحدة الكهرباء الواحدة ب400 ريال (نصف دولار تقريباً) ، الأمر الذي أثار إستياء وجدلاً واسعين في أوساط السكان وناشطي مواقع التواصل الإجتماعي.
واعتبر ناشطون شاركوا في الاحتجاجات، أن صمت السلطة المحلية وتجاهلها للعبث المالي والإداري، يعد فسادا واضحاً، كما وصفوها بمظلة الفاسدين واتهموها بتوفير غطاء لهم والتغاضي عن ممارساتهم وحمايتهم من المساءلة، الأمر الذي دفعهم لتنظيم وقفات إحتجاجية والخروج في تظاهرات حاشدة، طالبوا فيها قيادة السلطة المحلية بوضع حد لذلك ثم إنتقلوا لمرحلة أخرى من المطالبة برحيلهم مع كل المفسدين.
وتعيش مدينة تعز وسط اليمن منذ العام 2015 أوضاعاً إقتصادية وصحية وإنسانية وتعليمية وأمنية وخدمية كارثية، الأمر الذي يعتبره سياسيون ومهتمون نتاجاً طبيعياً للفساد المزمن وهشاشة منظومة الحكم في ثالث أكبر المدن اليمنية والتي تشهد حرباً وحصاراً خانقاً من قبل جماعة الحوثيين للعام السابع على التوالي.
ويرى مواطنون أن تجفيف منابع الفساد يتطلب إجراء إصلاحات تبدأ بأعلى هرم السلطة المحلية مرورواً بمؤسسات الدولة ومكاتبها التنفيذية وكذلك مؤسستي الجيش والأمن، فيما يرى أخرون أن الحل يكمن في رحيل جميع الفاسدين وإخلاء المدينة من المجاميع المسلحة وتصحيح أوضاع مختلف المكاتب والهيئات الحكومية .
ويشكو المواطنون من غياب الكهرباء العمومية والثمن الباهض الذي يدفعونه بما في ذلك تحمل قيمة الفواتير الباهضة التي يسددونها كل نصف شهر، إلى جانب هدر الإيرادات العامة وتواتر أزمات الغاز المنزلي.
يقول عضو تكتل حركة الجياع فيصل العسالي لـ"العربي الجديد " إن "الفساد منتشر في جميع المؤسسات وله أوجه متعددة ومعروفة للجميع ويتمثل في صمت السلطات المحلية وتجاهلها لصرخاتنا المتكررة في وجه منظومة الفساد ومطالباتنا بإيقافها ".
ويضيف "خرجنا في تظاهرات ومسيرات ونظمنا وقفات إحتجاجية وكتبنا في مواقع التواصل الإجتماعي والصحف والمواقع الإلكترونية عن فساد الكهرباء وشركة الغاز والتي تجمع الجبايات عبر الوكلاء لصالح أشخاص معينين".
وتقول المواطنة نجيبة سعيد، إننا "نطالب بتلبية إحتياجاتنا وتوفير لقمة العيش والمياه و الخدمات الأساسية بما فيها الكهرباء وغيرها من الإحتياجات المنعدمة وإذا لم يستطيعوا فعل ذلك فليرحلوا ".
ويرى المواطن فؤاد الشرعبي ، أن عجلة التغيير وشرارة الثورة قد بدأت في المدينة ضد الفساد المستشري في جميع المؤسسات الإيرادية وغير الإيرادية، لافتا إلى أن الفساد الحاصل يتم برعاية المحافظ ووكلاء المحافظة والذين يشكلوا سلطة ضعيفة وغير نافعة لإدارة المدينة، ما يجعلها مطالبة بالإعتدال أو الإعتزال.
بدوره، يقول محمد الفقيه، إننا "خرجنا ضد ارتفاع الأسعار والجماعات المسلحة التي تعبث بأمن وإستقرار المحافظة وتقوم بنهب الأراضي وغيرها من الممارسات ".
ويقول المواطن سعيد محمد إننا" نعيش منذ سبع سنوات دون ماء وكهرباء و صحة وطرق و غيرها من مقومات العيش".
مزيد من التفاصيل