قال كاتب إسرائيلي إن معظمسكان العالم ونصف الإسرائيليين يرون أن الاحتلال للضفة الغربية أمر غير مرغوب فيه،بل إنه كارثة، لكن قلة منهم يتوقعون أن ينتهي الأمر باتفاق مع الفلسطينيين، وفيغضون ذلك يميل الإسرائيليون لتجاهل هذه المشكلة قدر الإمكان، لكن لعل ما أيقظهمقرار شركة الآيس كريم Ben&Jerrys بعدم بيع منتجاتها في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضيالضفة.
وأضاف دان بيري فيمقاله على موقع زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21"، أن "القرار الأمريكييعني مقاطعة المستوطنات التي تنتهك القانون الدولي، وهو تأكيد على أن الضفةالغربية ليست جزءا من إسرائيل، ما شكل فشلا كبيرا للمهمة الإسرائيلية لإقناعالعالم بهذا الادعاء، بزعم أن لديها مصلحة كبيرة بالحفاظ على الأغلبية اليهودية،والمستوى الحالي الذي يقل عن 80? هو الحد الأدنى الضروري لاعتبارها دولةيهودية".
وأشار دان بيري، رئيسجمعية الصحفيين الأجانب في إسرائيل، إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي الدائم للضفةالغربية يتعارض مع هذه المصلحة، مثل احتلال غزة الذي انتهى عام 2005، والتخيلاتحول الرحيل الجماعي للفلسطينيين غير أخلاقية ومستحيلة، وأي محاولة لفرضها ستؤديإلى الدمار، صحيح أن الفلسطينيين يعتقدون أنها خطة إسرائيل السرية، لكن ليس هناكمن ينكر أن لها تأييدا في معسكر اليمين، كما أن خط الهدنة 1949، المعروف بحدود1967 أو الخط الأخضر، ليس مقدسًا".
وأكد أنه "يمكنالقول عن أي دولة محتلة بأنها غير أخلاقية، لأنها تسعى للسيطرة على السكانالأحرار، ممن يتكبدون خسائر صباح مساء بسبب ضغط إصبع طفيف للجيش الإسرائيلي علىالزناد، وصحيح أن مخاوف الإسرائيليين من تعرضهم للهجوم من الضفة الغربية عقبالانسحاب منها، كما حدث مع غزة، يجب أن تؤخذ على محمل الجد، لكن احتلالالفلسطينيين المضطهدين والمحرومين لن يجلب الأمن أيضًا".
وأشار إلى أنه"يجب على إسرائيل أن تجدد استعدادها لإجراء محادثات مع الفلسطينيين لإنجازتسوية دائمة، على غرار جهود رئيسي الوزراء إيهود باراك وإيهود أولمرت، ولن يكون منالحكمة الحفاظ على واقع الاحتلال من خلال اتخاذ مواقف متطرفة تعطل المفاوضات، أوباتخاذ إجراءات أحادية الجانب تهدف لتحييد التهديد الديموغرافي".
وأكد أن "هناكإمكانية لرسم خارطة طريق محتملة، بموجبها تعلن إسرائيل عن حدود مثالية تجلب أكبرعدد ممكن من المستوطنين لأراضيها، وحد أدنى من الضفة الغربية، ونقل ما لا يزيد على 15? منها لإسرائيل، وترك أقل من 100 ألف مستوطن عبر الحدود، وفي هذه الحالة سيضمنالفلسطينيون تعويضًا أكثر سخاء في اتفاقية سلام مستقبلية، كما سيحصلون على أرضصحراوية في النقب".
وكشف أن"المستوطنين الباقين عبر الحدود سيحصلون على تعويضات سخية، قرابة من نصفمليون دولار للبالغين، وربع مليون للأطفال، بمبلغ إجمالي يصل 40 مليار دولار، وهذاهو ثمن خطأ استراتيجي فادح، ما يتطلب من إسرائيل إبقاء جيشها في نقاط معينة داخلالأراضي الفلسطينية، مع تقليل الاحتكاك مع السكان، وفي نفس الوقت إنشاء آلية دوليةلفحص البدائل مثل قوة الناتو أو الجامعة العربية، بكلفة 60 مليار دولار".
وأكد: "هناكمسألتان تتطلبان اهتمامًا إسرائيليا خاصًا، أولاهما أن غزة في الوقت الحاضر لا تشكلتهديدا ديمغرافيا، على عكس الضفة الغربية، ولذلك يتعين التعامل معها بشكل منفصل،وثانيهما القدس، بحيث يمكن نظريًا ترك الوضع على ما هو عليه، لكنه سيبقى جرحا نازفامن شأنه دائمًا تعطيل العلاقات مع الفلسطينيين، رغم أن ما يمكن فعله في الواقع هوتقسيم القدس بين دولتين".
وأضاف أنه "لواتخذت إسرائيل هذه المبادرات علنًا، وبطريقة حازمة، لحظيت بدعم الولايات المتحدةوالاتحاد الأوروبي وجزء كبير من العالم العربي، وظهر الضغط على الفلسطينيين كبيرا،لأن العالم سئم من الصراع والمفاوضات الأبدية، والخلاصة أن خارطة الطريق هذه لن يحبهاالجميع، ولا أعتقد أنها سترضي جميع الفلسطينيين، ومع ذلك، ربما يكون هذا هو الخيارالأقل سوءاً الذي يواجه الدولة اليهودية".
مزيد من التفاصيل