فاجأت حركة "طالبان" الجميع بدخولها السريع العاصمة كابول في 15 أغسطس/آب، معلنةً انتزاع السيطرة على البلاد، ونهاية حرب استمرت 20 عاماً، وذلك بعد أسابيع من التقدّم المتسارع في باقي الولايات.
هذه السيطرة السريعة دفعت القوات الأجنبية، وفي مقدّمتها الأميركية، إلى مسابقة الزمن لاستكمال إجلاء قواتها ورعاياها، فيما احتشد أفغانيون في المطار هرباً من حكم "طالبان".
في ما يأتي استعراض لأبرز الأحداث التي عرفتها الأيام العشرة الأخيرة بعد سقوط أفغانستان في يد "طالبان".
22 أغسطس
عبّر الرئيس الأميركي جو بايدن، عن أمله في أن تنتهي عمليات الإجلاء من أفغانستان قبل 31 أغسطس/آب، مشيراً إلى أنّ قوات بلاده وسّعت حدود مطار كابول في إطار جهودها لتسريع إجلاء أميركيين وأفغان و"مواطني دول حليفة".
وأبلغ بايدن الصحافيين في البيت الأبيض أنّ حركة "طالبان" تتعاون في تلك الجهود، لكن "الموقف لا يزال خطيراً".
وأعلن أنه لا يزال يأمل أن تنتهي عمليّات الإجلاء في كابول قبل 31 أغسطس/آب، وهو التاريخ الذي حدّدته إدارته لانسحاب كامل القوّات الأميركيّة من أفغانستان.
أقالت "طالبان" حاكم إقليم كابول، القيادي البارز في الحركة، المولوي عبد الرحمن منصور، ومسؤول أمن العاصمة الملا غالب، دون معرفة الأسباب. في وقت أفرجت فيه الحركة عن 708 من عناصر الأمن الأفغاني كانوا في سجونها.
أعلنت "طالبان" توجه "مئات" المقاتلين إلى منطقة وادي بانشير شمال كابول الخارجة عن سيطرتها، حيث تسعى مقاومة مسلحة لتنظيم صفوفها والتصدي للحركة.
وكتبت الحركة، في تغريدة على حسابها على "تويتر" بالعربية: "مئات من مجاهدي الإمارة الإسلامية يتوجهون نحو ولاية بانشير للسيطرة عليها، بعد رفض مسؤولي الولاية المحليين تسليمها سلمياً".
ونشرت تسجيلاً مصوراً تظهر فيه آليات محمّلة بالعتاد والمقاتلين.
ومنذ استولت "طالبان على السلطة في أفغانستان إثر هجوم خاطف سيطرت خلاله على العاصمة كابول، توجّه آلاف الأشخاص إلى بانشير بهدف الانضمام إلى حركة المقاومة وإيجاد ملاذ آمن لمتابعة حياتهم.
21 أغسطس
أجرى أعضاء المكتب السياسي لحركة "طالبان" في الدوحة، مشاورات مع سياسيين أفغان في العاصمة الأفغانية كابول من أجل تشكيل الحكومة القادمة، فيما حظرت "طالبان" الموسيقى في إقليم غزنة جنوب شرقي البلاد.
وقال مكتب الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، في بيان، إنّ المشاركين من المكتب السياسي لـ"طالبان" في الدوحة هم: شهاب الدين دلاور، وعبد السلام حنفي، خير الله خيرخواه، وعبد الرحمن فدا. وأضاف البيان أنّ الاجتماع حضره رئيس المجلس الأعلى الوطني للمصالحة عبد الله عبد الله، ورئيس مجلس الشيوخ الأفغاني فضل الهادي مسلم يار.
وأجرى رئيس لجنة المصالحة في حركة "طالبان" المولوي خليل الرحمن حقاني، اجتماعاً بمستشار الرئيس الأفغاني وحاكم ولاية ننجرهار، ضياء الحق أمر خيل.
ووصل الرجل الثاني في حركة "طالبان" الملا عبد الغني برادر إلى كابول لإجراء محادثات مع قياديين في الحركة وسياسيين آخرين حول تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان.
بايع شقيق الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، ويدعى حشمت غني أحمد زاي، حركة "طالبان" في كابول.
ونشرت حركة "طالبان"، في تغريدة على "تويتر"، صورة تظهر حشمت غني أحمد زاي وهو يبايع القيادي في الحركة ورئيس لجنة المصالحة المولوي خليل الرحمن حقاني.
18 أغسطس
أطلّ الرئيس الأفغاني، أشرف غني، في كلمة مصورة من دولة الإمارات، متحدثاً عمّا جرى يوم سيطرة حركة "طالبان" على كابول، وخروجه من البلاد، قائلاً: "لا أخاف الموت، وكنت مجبَراً على الخروج من أفغانستان".
وفي أول ظهور له، منذ خروجه الأحد من أفغانستان، قال غني: "أنا في الإمارات حالياً، وسأقدم تفاصيل عما جرى يوم سقوط كابول".
وأكدت الخارجية الإماراتية أنّ الرئيس الأفغاني وعائلته في الإمارات، موضحة أنه استُقبِل لاعتبارات إنسانية.
19 أغسطس
قالت حركة "طالبان"، في بيان، بذكرى استقلال أفغانستان عن بريطانيا قبل 102 عام: "إنّ الشعب الأفغاني هزم ثلاث إمبراطوريات في ثلاث حروب متتالية"، في إشارة إلى الاحتلال البريطاني، والغزو السوفياتي، وأخيراً الاحتلال الأميركي.
وأضافت الحركة: "حصل شعب أفغانستان على استقلاله عن الاحتلال البريطاني، بعد مقاومة استمرت 80 عاماً"، مبينة أن "الإمبراطورية البريطانية آنذاك كانت تسيطر على مساحة كبيرة من العالم، بحيث لم تكن تغيب عن أراضيها الشمس".
17 أغسطس
أُعيد فتح مطار كابول في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، بعد أن أغلقته القوات الأميركية لساعات في أعقاب انهيار الأمن على المدرج، ما أدى إلى توقف عمليات الإجلاء.
أعلن المتحدث الرسمي باسم حركة "طالبان" ذبيح الله مجاهد، انتهاء الحرب في أفغانستان، مطمئناً العالم "وخاصة الولايات المتحدة، إلى أنّ الأراضي الأفغانية لن تستخدم ضد الآخرين". قائلاً: "وصلنا إلى هذه اللحظة بعد 20 عاماً من الجوع والعمل الجاد والجهاد".
وذكر مجاهد، في مؤتمر صحافي من كابول، أن الحركة أصدرت "عفواً عن كل من وقف ضدنا، ولا نريد استمرار الحرب"، مؤكداً أن الحركة "تسيطر على كل أنحاء العاصمة، ونحن مسؤولون عن أمن الدبلوماسيين وأمانهم".
نظم عدد قليل من النساء تظاهرة أمام القصر الرئاسي الأفغاني للمطالبة بحقوقهن، رغم وجود مسلحي "طالبان" المدججين بالأسلحة.
ورددت المشاركات هتافات تطالب بالحصول على حقوقهن، فيما رفعن لافتة كتب عليها: "إننا لا نريد الحياة فقط، بل أيضاً نريد العمل (..) أن نعمل في الحكومة ومجال الصحة والتعليم".
16 أغسطس
سبّبت سيطرة "طالبان" على كابول حالة من الذعر في مطار العاصمة، وتهافتت حشود إلى المطار، نقطة الخروج الوحيدة من البلاد، محاولين الفرار من النظام الجديد الذي تعهدت الحركة الإسلامية المتشددة بإقامته إثر عودتها إلى الحكم بعد حرب استمرت عشرين عاماً.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد فوضى عارمة في المطار، حيث احتشد الآلاف على المدرج نفسه، فيما تتمسك مجموعات من الشباب بسلالم الصعود إلى الطائرات، في محاولة للصعود إليها.
15 أغسطس
دخل مسحلو حركة "طالبان" إلى العاصمة الأفغانية كابول، بينما غادر الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد.
وخلال اليوم نفسه، سيطر عناصر "طالبان" على قاعدة باغرام في شمال كابول، وهي أكبر قاعدة كانت للقوات الدولية في أفغانستان.
وقبل وصولها إلى كابول سيطرت الحركة على مدينة جلال آباد شرقيّ أفغانستان، ومدن أخرى جديدة في وسط البلاد، لتُحكم بذلك قبضتها على ثلاث ولايات مهمة.
وفي وقت لاحق، قال الرئيس الأفغاني إنّ "طالبان" انتصرت بالسيف والبندقية، وإنه فضّل مغادرة البلد، لتفادي حدوث كارثة كبيرة في كابول التي يقطنها ستة ملايين أفغاني.
مزيد من التفاصيل