أشاد دبلوماسي من الاحتلال الإسرائيليبأداء زعيم النظام المصري عبد الفتاح السيسي تجاه "إسرائيل"، منوها أنوجوده في الحكم يمنح تل أبيب فرصة كبيرة لتوطيد علاقاتها بالقاهرة والتغلغل أكثرفي مختلف دوائر التأثير وصنع القرار في مصر.
وأوضح سفير الاحتلال السابق لدى مصر، إسحاقليفانون، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "لجنة الارتباطالعسكرية الإسرائيلية-المصرية، التي تشكلت مع اتفاق السلام، اجتمعت مؤخرا في إطاراللقاءات نصف السنوية، وهذه اللجنة تنعقد بالتناوب كل نصف سنة، مرة في إسرائيلوالثانية في مصر".
إقرأ أيضا: مستشرق يهودي: كيف أزال الاحتلال مصر من معادلة الشرق الأوسط؟
وأضاف: "يعد هذا محفلا تطرح فيه مواضيععسكرية وأمنية جارية، وفي الوليمة المسائية التقليدية، التي تتم في منزليالسفيرين، يتم تبادل الآراء في مواضيع سياسية أيضا"، زاعما أن "اللقاءاتجرت دوما في أجواء طيبة، في تعاون بارز ووفقا لقواعد السرية لـ"تشات هام هاوس"،وهذه المرة، بشرنا أن القيادة السياسية فيإسرائيل وافقت على الطلب المصري بزيادة القوة العسكرية المصرية في سيناء".
ولفت أنه "بعد سنوات من مكافحة"الإرهاب"، لا تزال مصر بعيدة عن حسم المعركة في أراضيها، وقبل أكثر منسنة، أعلن السيسي على الملأ أنه يوجد نحو 20 ألف جندي مصري في سيناء، والزيادةالتي تطلبها مصر الآن ستوسع على أي حال عددهم قرب الحدود، ويقفإدخال جنود مصريين إلى مقربة من الحدود – في حينه والآن - في تناقض مع الملحقالعسكري لاتفاق السلام، والذي يقيد عدد الجنود وأنواع السلاح بين قناة السويس والحدود،ولكن هذه التسوية جاءت لاستباق المفاجآت في المستقبل".
ونبه السفير، أن زيادة عدد الجنودحاليا وسابقا، "تم بناء على طلب مصري، وبعد الموافقة التامة من إسرائيل، وقدأتاحت العلاقات المتحسنة بين الطرفين ذلك، ثمة لدينا من يخشون من ذلك، وهذا طبيعي تماما – إذ أنه قبل بضع سنوات صعدإلى الحكم في مصر رئيس من جماعة الإخوان المسلمين، فكر بجدية في إلغاء اتفاقالسلام، ولو نجح في ذلك، لبقينا مع الجنود المصريين على الحدود، ولفرحتنا، هذا لميحصل".
وقال: "آخرون عندنا يعتقدونالعكس، فالعلاقات الأمنية والعسكرية التي لم نشهد مثيلا لها من قبل، نشأت بسببتماثل المصالح بين الطرفين، وتغييرات تاريخية تقع في الشرق الأوسط، وفوق كل هذا،يوجد استعداد مصري لعدم إخفاء العلاقات مع إسرائيل مثلما كان في الماضي".
ورأى أن "هذا تغيير ينبغي الترحيببه، بل واستغلاله لأجل توجيه العلاقات نحو الأطر السليمة، فعلى مدى سنوات طويلة،كانت فجوة بين العلاقات الأمنية الجيدة مع مصر وبين العلاقات السياسية في المجالالثنائي، التجارة، السياحة، الثقافة، الأعمال التجارية وغيرها، كادت لا تكونموجودة".
ونبه ليفانون، أن "هناك العديد منالعوائق أمام السيسي وهي بحاجة للوقت كي يتغير هذا،فهناك الاتحادات المهنية، العداء لدى الجمهور، الإعلان غير العاطف، وكل هذا يمنعتطوير العلاقات الثنائية مع إسرائيل بشكل علني".
وقدر أنه "من المناسب استغلال هذاالتوقيت، وبالتالي ينبغي البحث عن مجال تكون فيه يد السيسي حرة أكثر، وحتى الآن لمتسمح مصر ما بعد السادات للمندوبين الدبلوماسيين الإسرائيليين أنيطوروا علاقة مباشرة مع القمة المصرية، وبخلاف ذلك، فإن الأبواب في إسرائيل مفتوحةعلى مصراعيها أمام الدبلوماسيين المصريين، ولكن القاهرة تفضل أن توجه علاقةالدبلوماسيين الإسرائيليين نحو عنوان واحد، لأنه بذلك يكون لديها حكم أكبر".
وتابع: "حين تكون لحظة خير نادرةفي العلاقات بين الطرفين، وما أن وافقت إسرائيل للمرة الثانية على زيادة القوةالعسكرية المصرية في سيناء بناء على طلب السيسي، وأخذت على عاتقها المخاطرة، وإنكانت محسوبة، يتعين على تل أبيب أن تشعر بالراحة للطلب من السيسي نزع القيود عنعلاقات سفيرتنا في القاهرة".
وشدد على أهمية أن "تطلب تل أبيبمن مصر، بأن يسمح لها ولفريقها الدبلوماسي أن يقيموا اتصالا مباشرا مع محافل مصريةرفيعة المستوى تضم؛ وزراء، رؤساء أحزاب، رؤساء جامعات وغيرهم، ومثل هذه التعليماتهي من صلاحية السيسي".
وفي هذه المرحلة، يمكن بحسب السفير أنيتم "توجيه الوزراء المصريين، أنه لا قيد على اللقاء مع سفيرة إسرائيل، أميرةأورون، لأغراض العمل، ومثلما غرس السيسي رواية الاجتياز نحو المستقبل على وزناجتياز القناة في "يوم الغفران"، نخلق نحن روايتنا، رواية الاجتياز نحو علاقاتطبيعية أكثر، وعلينا أن نطرق الحديد وهو ساخن".
مزيد من التفاصيل