واصلت جرافات وآليات
الحكومة الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء، تحت حراسة مدججة عمليات تجريف الأراضي في قرية سعوة في
النقب، بحجة إعدادها لتجريفها، بزعم أن هذه الأراضي هي أراضي دولة، وليست أراضي ملكية خاصة للفلسطينيين في النقب، في منطقة نقع بئر السبع التي تضم ست قرى عربية بدوية ولا تعترف الحكومة الإسرائيلية بها.
وجاء وصول آليات الحفر والتجريف اليوم، لليوم الثالث على التوالي، وسط مواجهات مستمرة مع الأهالي في النقب، والتي وصلت إلى ذروتها أمس في عمليات مداهمة واعتقالات طاولت أكثر من 18 معتقلاً، بعضهم من القاصرين، بعد محاولات تظاهر في مناطق متفرقة من النقب.
وأعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية صباح اليوم أن أحد القطارات الإسرائيلية توقف أمس بعدما رصد سائقه وجود حجارة على السكة الحديدية، وقيام شبان من النقب برشق سيارات إسرائيلية بالحجارة.
وادعى وزير الإسكان في حكومة الاحتلال، زئيف إلكين صباح اليوم في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، أن عمليات التجريف والتحريج ستستمر اليوم وأن الحديث هو عن أراضي دولة، وليست أراضي خاصة، فيما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي أمس، إلى وقف عمليات التحريج مؤقتا للتوصل إلى تسوية، على غرار ما فعلته حكومة بنيامين نتنياهو عام 2020 عندما أوقفت عمليات التجريف والتحريج في النقب، معربا في الوقت نفسه عن دعمه لنشاط الشرطة وقوات الأمن.
في موازاة ذلك، واصل زعيم المعارضة ورئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو التحريض على أهالي النقب والادعاء أنه لا يمكن لأحد أن يوقف زراعة الأشجار في النقب.
بدورها، دعت لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب بعد اجتماع طارئ بها إلى التواجد صباح الأربعاء في أراضي نقع بئر السبع للتصدي لجرافات وآليات الصندوق القومي اليهودي "كيرن ايمت"، الذي يشن بالوكالة عن الحكومة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة حملات لتجريف أراضٍ زراعية في القرى العربية غير المعترف بها في النقب، وتثبيت حقوق على أراضي السكان العرب الفلسطينيين بزعم أن هذه أراضي دولة.
كما دعت اللجنة إلى مظاهرة بعد ظهر غد الخميس عند مفرق سعوة، فيما أُعلن اليوم إضراب عام في القرى العربية مسلوبة الاعتراف في النقب احتجاجا على عمليات التجريف.
وتحاول الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وسط تهويل وتأجيج التحريض ضد العرب في النقب بعدم الاعتراف بسيادة الدولة على أراضي النقب، وأن أهالي النقب "يغزون" أراضي تابعة للدولة، بهدف إرغام سكان وأهالي القرى العربية مسلوبة الاعتراف على القبول بمخططات ترحيل وتجميعهم في عدد محدود من القرى والبلدات على مساحات ضيقة من الأراضي.
وقبل شهر، أعلنت وزيرة الداخلية الإسرائيلية، أيليت شاكيد في تطرقها لموضوع النقب، خلال مؤتمر لصحيفة غلوبوس، أن "مشروع بن غوريون في تهويد النقب لم ينته بعد وأنه يجب إكمال هذه العملية".
في غضون ذلك، من المقرر أن يشمل الإضراب اليوم المدارس في قرى نقع بئر السبع وهي: خربة الوطن، والرويس، وبير الحمام، وبير المشاش، والزرنوق. وتصل مساحة أراضي هذه القرى إلى 45 ألف دونم، ويعيش فيها أكثر من 30 ألف مواطن عربي فلسطيني من بدو النقب.
عملية إجرامية
من جهته، أعلن مركز عمل لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب، جمعة الزبارقة في بيان عممه على وسائل الإعلام صباح اليوم، أن ما تشهده أراضي الأطرش خصوصا ومنطقة النقب "عملية إجرامية من قبل الحكومة الإسرائيلية التي تستهدف الأرض والإنسان".
وأكد زبارقة أن الأوضاع في منطقة نقع بئر السبع، "سيئة للغاية، والاعتقالات طاولت قاصرين ونساء وأطفالاً بعدما هدمت جرافات السلطات خيمة الاعتصام المقامة على أراضي الأطرش".
وأشار الزبارقة إلى أن الشرطة تتعامل مع المحتجين "بعدائية وهمجية وتستفز الشبان وتعتدي عليهم وتستخدم كل الوسائل لقمع المتظاهرين السلميين، وتستعين بالخيول والكلاب في عمليات الاعتقال، وكذلك سيارات رش المياه العادمة وقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين".
وناشد مركز لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب، كافة أبناء النقب خصوصا، والمجتمع العربي بقياداته وناشطيه السياسيين، بالتوجه إلى قرية الأطرش والوقوف إلى جانب الأهالي ونضالهم المشروع.
وأهاب الزبارقة بالجماهير العربية للمشاركة في المظاهرة الاحتجاجية، وذلك يوم غد الخميس الساعة 15:00 على مفرق سعوة – الأطرش.
مزيد من التفاصيل