لفتدبلوماسي إسرائيلي سابق، إلى التحديات التي تمثلها المخاطر والفرص التي تقف أمام العلاقةالمركبة لتل أبيب مع الصين.
وأوضحالسفير الإسرائيلي الأسبق في عمّان، عوديد عيران، أنه في "هذا اليوم، تمر 30 سنةعلى إقامة العلاقات الرسمية بين إسرائيل والصين الشعبية، سبقتها محاولات فاشلة من جانبإسرائيل في السنوات الأولى بعد قيامها، بعقد اتصال مع نظام ماو تسي تونغ، الذي استولىعلى الحكم عام 1949، وفقط في 1992، بعد تفكك الإمبراطورية السوفياتية وبعد أن وافقتإسرائيل على المشاركة في مؤتمر مدريد، وافقت الصين على الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقاترسمية معها".
العلاقاتبردت
ونوهفي مقاله بصحيفة "معاريف" إلى أنه "ميز السنوات الأولى تلك العلاقات؛فضول ورغبة متبادلة في معرفة الطرف الآخر واستخلاص المنفعة"، لافتا إلى أن"الصين سعت لأن تستغل المعرفة والتجربة الإسرائيليتين في مجالات الأمن والزراعة،والتعاون في هذه المجالات دفع نحو إقامة السفارتين".
ورأىعيران أن "فرصة اقتحام سوق عظمى من مليار إنسان فتنت إسرائيل، وكنت في الفريقالذي أدار المفاوضات على الاتفاق التجاري الأول بين الجانبين، الذي تم الانتهاء منهفي ثلاثة أيام، والمفاوضات على اتفاق التجارة الحرة بين الدولتين تواصلت لسنين، وقدتنتهي هذه السنة".
ولفتإلى أن "العلاقات مع الصين بردت بعد قضية "فالكون"؛ وهي طائرة استكشافاشترتها الصين من إسرائيل، ولكن تحت ضغط وتهديدات الولايات المتحدة اضطرت إسرائيل إلىإلغاء الصفقة ودفع تعويضات للصين، وهكذا أغلقت السوق الصينية في وجه الصناعة الأمنيةالإسرائيلية، وفضلا عن ذلك، فإن بكين، التي قد تكون رأت في إسرائيل جسرا لمراكز النفوذالسياسية في واشنطن، اكتشفت قيود النفوذ اليهودي – الإسرائيلي".
وبينالسفير أن "اقتحام الصين مقدمة الاقتصاد العالمي وتطلعها للوصول إلى تعادل اقتصادي،تكنولوجي وعسكري مع الولايات المتحدة، الخصم الاستراتيجي، حتى منتصف القرن 21، رفعقيمة إسرائيل في نظر الصين بسبب قوة الحداثة فيها، ومن جهة أخرى، إسرائيل، بحثت عنمصادر تمويل خارجية، والصين، مع أرصدة العملة الأكبر في العالم والعدد المبهر من أصحابالمالتي المليارديرات، أصبحت هدفا مطلوبا".
واعتبرأن "درة التاج في العلاقات بين إسرائيل والصين، كان المؤتمر الذي انعقد قبل نشوبكورونا في القدس، برئاسة نائب رئيس الصين ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
إدارةالمخاطر
وأضاف:"الصينيون الذين يحرصون على تعريف علاقاتهم مع دول العالم، رفعوا مستوى علاقاتهممع تل أبيب إلى "شراكة حداثة شاملة"، وبالتوازي، اكتشفت شركات البنى التحتيةالصينية الكبرى بأن إسرائيل توجد في عملية سريعة لتجديد وتوسيع البنى التحتية، وبدأتتفوز بالعطاءات في مجال الموانئ، الطرق والقطارات، وأدى اتساع العلاقات الاقتصاديةلزيادة كبيرة في عدد الرحلات الجوية بين الطرفين".
ونبهإلى أن "توسيع العلاقات بين تل أبيب والصين تباطأ في السنوات الأخيرة بسبب احتدامالصراع بين الصين والولايات المتحدة، وفي السنوات الأخيرة بدأت الإدارة الأمريكية ممارسةالعقوبات على الصين، مع ممارسة الضغوط على شركائها للترشيح المتشدد للارتباطات الاقتصاديةمع الصين".
وأكدأن "المنافسة الصينية الأمريكية لن تخبو في السنوات القادمة، وستضطر تل أبيبلأن تحسب خطواتها بحذر في إدارة العلاقات المركبة مع الصين، وفي المجال السياسي أيضاقد تنشأ مصاعب"، منوها إلى أن "الصين لم تتخذ خطوات عملية في منظومة العلاقاتالثنائية كي تعبر عن نقد تل أبيب، وتل أبيب من جهتها تمتنع في التصويت في المحافل الدوليةعلى قرارات أعرب فيها عن نقد الصين".
وأشارعيران إلى أن "التقارب بين الصين وإيران، والجهد الصيني لتعزيز العلاقات مع دولالخليج ودول عربية أخرى، والضغط الأمريكي لاتخاذ مواقف نقدية تجاه الصين، حيال قوةالصين الاقتصادية، كل ذلك يستدعي إدارة عاقلة للمخاطر والفرص في الجيل الثاني ما بعد إقامة العلاقات".
مزيد من التفاصيل