تسببتقرير منظمة العفو الدولية "أمنستي" الذي يتحدث عن انتهاكات الاحتلال الإسرائيليالمتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني غضب قادة الاحتلال، فيما رحب الجانب الفلسطينيبهذا التقرير "المهني".
وأكدالتقرير الدولي أن الاحتلال مستمر في انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني من خلال إقامةنظام "فصل عنصري"، وتبين أن التقرير سيركز على سياسات وممارسات الحكومة الإسرائيليةتجاه الفلسطينيين في جميع المناطق الواقعة تحت سيطرتها ويحدد التزامات إسرائيل بموجبالقانون الدولي.
ويحملالتقرير عنوان "الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين: نظام هيمنة وحشي وجريمةضد الإنسانية".
ملاحقةالاحتلال
وعنرؤيته لهذا التقرير، قال رئيس الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني "حشد"الناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي: "ننظر بإيجابية لهذا التقرير، باعتباره يعبرعن حقيقة ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، من انتهاكات إسرائيلية جسيمة ترقى إلى مستوىجريمة التمييز العنصري وجريمة ضد الإنسانية".
وأكدفي تصريح لـ"عربي21" أن "هذه الممارسات مستمرة منذ أن بدأ الاحتلالالإسرائيلي ولا زالت تترسخ فصولها عبر إجراءات وقوانين وقرارات وخطوات تنفيذية تعززمن نظام الفصل العنصري في فلسطين".
وعنالمطلوب للمضي قدما في محاكمة الاحتلال على هذه الجرائم، شدد عبد العاطي على أهمية"استثمار مثل هذه التقارير الدولية في ضمان ملاحقة الاحتلال ومحاسبته على ما ارتكبهمن جرائم؛ سواء بإحالة هذه التقارير إلى محكمة الجنايات الدولية أو في المتابعة معالمنظمات الدولية لضمان فرض مقاطعة وعقوبات على هذا النظام، من أجل وقف ممارسات التمييزالعنصري وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين الفلسطينيين".
وعنقراءته لمطالبة الاحتلال "أمنستي" بعدم نشر التقرير، ذكر الحقوقي الفلسطينيأن "الاحتلال يحاول دائما وقف نشر الحقيقة وفضح جرائمه من خلال اتهام المنظماتالدولية بالعمل بمنطق التمييز أو اتهامها بمعاداة السامية من أجل التأثير على مكانةوصدقية هذه التقارير، لكن هذا لن يفت في عضد المنظمات الحقوقية المختلفة، وهي مستمرةفي رسالتها وفي نشر الحقيقة، سواء منظمة "هيومن رايتس ووتش" أو "أمنستي"أو باقي تقارير الأمم المتحدة التي يحاول الاحتلال التأثير عليها وشيطنتها".
ونبهعبد العاطي إلى أن "الأصل، أن يوقف الاحتلال جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وأن ينهيالاحتلال للأراضي الفلسطينية وأن يحاسب على ما ارتكبه من جرائم".
غضبإسرائيلي
وفيمؤشر على الغضب الإسرائيلي، زعم وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد في أول تعليق رسميإسرائيلي على تقرير "أمنستي"، أن "تقرير منظمة العفو الدولية؛ مغرضويتسم بالكذب وبمعاداة السامية".
وأضاففي تصريح له نشر على صفحة "إسرائيل بالعربية" على "فيسبوك" التيتديرها الخارجية الإسرائيلية: "لم تقم "أمنستي"، بتسمية سوريا دولةأبرتهايد، بعد أن قتل نظامها نصف مليون مواطن، ولا تستخدم "أمنستي" هذا اللقبتجاه إيران وباقي الأنظمة القمعية والفتاكة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية"، بحسبتعبيره.
واعتبرأن "منظمة العفو ليست منظمة لحقوق الإنسان، بل هي واحدة من المنظمات الراديكاليةالتي تقوم بترديد الدعاية بدون بحثها بجدية، بدلا من البحث تقوم المنظمة بترديد الأكاذيبالتي تروجها المنظمات الإرهابية"، مضيفا: "إسرائيل ليست كاملة الأوصاف".
بدورها،ثمنت حركة "حماس" تقرير المنظمة الدولية، وأكدت أنه "يعبر عن بشاعةالممارسات الاحتلالية، ويضع الحقائق في نصابها ويصف الواقع المأساوي لشعبنا الفلسطيني".
وأضافتفي بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه: "ننظر بكثير من التقدير والاحتراملجهود منظمة العفو الدولية في إصدار تقريرها المهني الذي يضع الحقائق في نصابها، ويصفالواقع المأساوي لشعبنا الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال على حقيقته، من خلال اعتباركيان الاحتلال بأنه نظام فصل عنصري، ويطبق سياسة الأبرتهايد في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة كافة".
وأوضحتالحركة على لسان رئيس دائرتها الإعلامية في الخارج، هشام قاسم، أن "تقرير"أمنستي" التزم مبادئ المهنية الموضوعية، وعرض الحقائق الميدانية كما هي،ويعبر عن بشاعة الممارسات الاحتلالية ضد الشعب الفلسطيني على الأصعدة كافة، سواء فيالضفة الغربية حيث يشتد غول الاستيطان بشاعة، وتحوز قطعان المستوطنين على حماية كاملةمن جيش الاحتلال، وهم ينفذون اعتداءاتهم الوحشية على أبناء شعبنا الفلسطيني، بجانبالحصار الظالم الذي يواصل الاحتلال فرضه على قطاع غزة".
وأكدأن "حصار غزة يمثل جريمة حرب ضد الإنسانية، فضلا عما تشهده القدس المحتلة من سياسةتهويد قائمة على قدم وساق، في انتهاك سافر للحقوق الدينية للمسلمين والمسيحيين، منخلال تدنيس مقدساتهم، وسط استمرار سياسات الأسرلة والتمييز ضد أبناء شعبنا الفلسطينيفي الأراضي المحتلة عام 1948، وهم يواجهون الأمرين من السياسات الحكومية الإسرائيليةالرسمية العنصرية ضدهم".
واعتبرأن "التقرير الحالي، جزء أساسي ومفصلي في الجهود الدولية والقانونية الساعية إلىإنصاف شعبنا الفلسطيني الذي يواجه آخر احتلال عنصري بشع على وجه الأرض، في مسعى قانونيلرفع الظلم الإسرائيلي عنه"، مؤكدا أن "الحملة الإسرائيلية ضد المنظمة وتقريرها، تضاف إلى عنصرية الاحتلال اللاإنسانية، من خلال سعيه لشطب الحقيقة، ومحو الحقائق، وتغييبهاعن الرأي العام العالمي".
وطالبالقيادي الفلسطيني "المنظمة وسواها من المنظمات الحقوقية الدولية، بالاستمرارفي كشف ما يتعرض له شعبنا من ظلم وحيف وإجحاف يرتكبه الاحتلال على مرأى ومسمع من العالمأجمع".
ورأىأن "تقرير "أمنستي" مساهمة جديدة في تعرية الاحتلال ورفع الغطاء الذيحظي به سنوات وعقودا طويلة، سواء من خلال ما توفره الدول الاستعمارية الكبرى أو غضالطرف عما يرتكبه من انتهاكات وممارسات بشعة".
ونبهقاسم إلى أن التقرير "يشكل لبنةً جديدةً في بناء صرح الحقيقة التي لا بد للعالمأن يسمع بها، ويراها عن قرب، لا من خلال ألسنة أصحابها الفلسطينيين فحسب، بل من خلالتقارير قانونية حقوقية مشفوعة بشهادات ميدانية من داخل الأراضي المحتلة، بعيدا عن الانحيازلأحد سوى الحقيقة، والحقيقة فقط".
مزيد من التفاصيل