جــــوقة حسـن ألـبنـــــا وتلمـود سيد قطـب -1- بقلم: د. محمد فؤاد المغازي - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > تاريخ مصر والعالم > تاريخ مصر > تاريخ مصر الحديث > شهود على العصر

    شهود على العصر

    جــــوقة حسـن ألـبنـــــا وتلمـود سيد قطـب -1- بقلم: د. محمد فؤاد المغازي


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 5th May 2013, 06:50 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي جــــوقة حسـن ألـبنـــــا وتلمـود سيد قطـب -1- بقلم: د. محمد فؤاد المغازي

    أنا : د. يحي الشاعر




    جــــوقة حسـن ألـبنـــــا


    وتلمـود سيد قطـــب

    المقــال الأولــــــــ

    بقلــــم: د. محمد فؤاد المغازي





    لم يكن القصد من وراء ما ورد في عنوان المقال ( جوقة حسن ألبنا، وتلمود سيد قطب) هو السخرية بقدر ما رأيت أن هناك مساحة واسعة من التشابه من حيث البناء التنظيمي لجماعة المرشد، وجوقة المنشد. فالشكل التنظيمي لجماعة المرشد هو تقريبا نفس الشكل التنظيمي لجوقة المنشد، حيث يتبوأ كلا من المرشد والمنشد رأس الهرم التنظيمي، وأسفل المرشد تأتي بطانة الإرشاد، وخلف المنشد تقف بطانة الإنشاد، المرشد يتغنى بالموروث، والمنشد يتغني هو الآخر بموشحات الموروث، أما قاعدة الهرم التنظيمي تشكلها كتلة المستمعين، وقد يكون الخلاف هنا حول تباين الأعداد. وما أن ينتشي المستمعين لما يردده المرشد ويشدو به المنشد نراهم يعبرون عن سعادتهم ونشوتهم بنفس التعبيرات والمفردات الدينية (الله، يا نور النبي..الخ).


    أما ما جاء تحت عنوان تلمود سيد قطب سنتولى تفسيره استنادا إلى التشابه في الدوافع الملحة للبحث عن مخرج يساعد اليهود للخروج من أزمتهم، فظهر التلمود الذي صاغه كهنة اليهودية كحلا لأزمتهم. نفس الشيء كانت جماعة حسن ألبنا تبحث عن مخرج لأزمتهم فجاء تلمود سيد قطب كحل يساعدهم في الخروج من أزمتهم التي أوقعوا أنفسهم فيها.


    هناك حكمة شائعة استخلصت من حوار جري بين سؤال وجواب: هل تعرف فلان. الجواب: نعم. السؤال الثاني هل عاشرته؟ يأتي الجواب: لا. إذن أنت لا تعرفه.


    لو سمح لي القارئ أن أدير صياغة هذه الحكمة بشكل آخر. هل تعرف حسن ألبنا وجوقته. الجواب. نعم. هل قرأت تاريخها. الجواب لا. إذن أنك لا تعرفهم.


    وكم أتمني على من أراد أن يتعرف على جماعة حسن ألبنا عليه أن يبدأ بدراسة تاريخ هذه الجماعة منذ أسسها أحمد السكري ثم سطو حسن ألبنا عليها. عليه أن يدقق في مراحل تطورها ونموها جيدا. فقد بدأت بجماعة لوعظ الناس كما أعلنت، سندهم الدين، وبعيدا عن أي مطامع..ولم يخطر ببال الأفراد القلائل الذي تولوا عملية التأسيس الوصول لمنصب، أو بناء جاه اجتماعي، أو مكاسب مادية..دعوة حصرت نشاطها في الدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة.


    بدأت الدعوة في ظل مناخ سياسي عام في مصر لا يدعوا للتفاؤل بأي قدر وعلى أي نحو فالكوارث التي تسبب فيها نظام السلطة والتسلط الذي ساد مصر تمثله ثلاث قوي سياسية ملك فاسد وجاهل، وأحزاب من وجهاء القوم المستغلين مشتركين في مباريات سياسية، واحتلال يقوم بدور الحَـكَـمْ يوجه الجميع ويسعى إليه الجميع.


    كل هذا يجرى والكتلة الاجتماعية العظمي من شعب مصر منهوكة القوي بفعل الاستغلال الذي يمارسه الجميع عليها، كبار الملاك الأراضي الزراعيين يطحنون عظام الفلاح مما أسقط الفوارق بين استغلال المستعمر الأجنبي واستغلال المستعمر المصري، وجرائد منقسمة بانقسامات الأحزاب وملكيتها محصورة في طبقة الأثرياء، نسبة الأمية بين الرجال تقارب 90%، وبين النساء تقارب 98%، وإذا كان العقل محاط بأوبئة الجهل، فإن الجسد كان محاطا بأوبئة المرض..الخ.


    في ظل هذا المناخ العام الاجتماعي والسياسي الذي ألهي وتلهي به الجميع، لم يتنبه أحد للخطوات الأولي لتأسيس جوقة حسن ألبنا مما سهل عليها أن تبدأ خطواتها الأولي دون أن يشعر بها أحد، ووجدت من يستمع إليها ويرحب بها من عُـمَـدْ القرى ومشايخها يساهمون في تجميع الفلاحين ليستمعوا سواء للمرشد أو لأتباعه، رغم أن الفلاح المصري مؤمن ومتدين بالفطرة، وهو ليس في حاجة لتذكرة تؤهله لدخول الجنة، وإنما هو في أشد الحاجة لتذكرة تؤهله لدخول الحياة.


    وظهر واضحا أن الجماعة ليس لها تحالفات أو امتدادات حزبية معروفة، وأن حديث ألبنا أو غيره لا يخرج عن نطاق الدعوة الدينية، ولو أن حسن ألبنا وجماعته قد استخدموا غير الخطاب الديني لنكشف أمرهم..ولو كانت وجهة حسن ألبنا قد أخذت المسار نحو المدن في البدء لنكشف أمره أيضا. ذهب ألبنا إلي الريف الغارق في الجهل والفقر والمرض، ولفلاح ظل يمثل حالة اجتماعية فريدة حولته إلي جهاز استقبال اجتماعي يتلقي الخطب والوعود، ويستمع لكل ما يقال له سواء من حسن ألبنا الذي يعرض عليه بضاعة دينية، أو من ممثلي الأحزاب يعرضون عليه بضاعتهم السياسية، والفلاح لا تتوفر لديه إمكانية الاختيار بين الصحيح فيما هو معروض عليه من بضائع، فتساوي أمامه المتاجر بالدين والمتاجر بالسياسة..السياسيون يعدونه بتغيير واقعه الاجتماعي لكن للأسف أنهم عاجزون عن تحقيق أحلامه بسبب وجود المستعمر البريطاني، ثم جاء حسن ألبنا يعدهم بالدخول إلي الجنة من غير ربط بين بقاء الاحتلال أو ذهابه، ولكن بشرط أن يسيروا وراء المرشد وجوقته معصبين الأعين..لأنها الشيء الباقي عند الفلاح ليري بها الأشياء التي لا يفهما ولا يقدر على فهمها بلغة الخطاب السياسي أو الخطاب الديني.


    سار الفلاح كما تعود تابعا لمتبوع..باستثناء فترة تاريخية قصيرة مثلت شذوذا وخروجا على ثبوت القاعدة وهي مرحلة ثورة يوليو 1952 انحاز فيها قائد الثورة جمال عبد الناصر للفلاحين والعمال والحرفيين، وصغار الموظفين، فكان أول نقيبا للفقراء في تاريخ مصر كله.


    كان ظهور الدعوة وتوجهها إلي ريف مصر مرتبطا ظاهريا بالخطاب الديني، حتى وإن تغلفت مفردات الخطاب الديني بالإشارات السياسية ولكنها بكل تأكيد كانت تستجلب أمثلتها ونماذجها من مراحل تاريخية سابقة، في الوقت نفسه لم يظهر بعد أن حسن ألبنا وجوقته تريد الانخراط في العمل السياسي بشكل صريح وواضح، أو ذكر أن مؤسسها قد اتصل برموز العمل السياسي في العاصمة أو في الإقليم، وبهذا فهي بعيدة عن العمل السياسي لا تسعي له، ولا هو يريد التعرف عليها.


    كان المطلوب في البدء أن يجري البناء في هدوء، وفي ظل غموض خاصة في المرحلة الأولي، واعتمد حسن ألبنا سياسة التدرج والمراحل لأنه ببساطة لا يملك غيرها..وبهذا يكون حسن ألبنا قد سبق هنري كيسنجر الذي التصق أسمه بتعبير سياسة الخطوة خطوة.


    كانت الخطوة الأولي إذن التي بدأها حسن ألبنا هي بناء قاعدة له في الريف، وأن بناء مثل هذه القاعدة لم يكن مكلفا، فتحقيق الانتشار في المحيط الريفي يسهل عليه تجميع أتباع بغرض التوظيف السياسي في المراحل والخطوات اللاحقة.


    لم يتفرد حسن ألبنا عن الجميع بتوجهه نحو الريف، فالكل وخاصة حزب الوفد كان له نفس الهدف والحركة والتواجد في الريف عن طريق العمد والمشايخ، وأيضا وهذا مهم، أن أغلب قياداته من كبار الإقطاعيين نموذج فؤاد سراج الدين، وبالتالي اشترك الجميع في توظيف الكتلة الاجتماعية الكبرى للفلاحين في خدمة أهدافهم السياسية، والجميع يدرك ويعرف جيدا أن الفلاح المصري لم يكن في مقدوره ولا في استطاعته أن يتخطي دوره المحصور في دور المتلقي المستمع لجوقة حسن ألبنا أو جوقة الوفد أو غيرهم.


    فالقهر جعل من الفلاح كائنا على استعداد طبيعي أن يتقبل ما يتلقاه من وعود فقد تخفف عن جسده وروحه حتى ولو بالتمني وبالحلم أملا في الخلاص وأن يسعده الحظ في أن يعامل كبشر يوما ما. أستمع الفلاح المصري لكل التجار، لكن ليس كل ما كان يسمعه يصدقه، تعود ألا يناقش ولا يدقق في الشكل أو في الموضوع أو في هوية المصدر إن كان مرشدا، أو منشدا، أو شاعر ربابة، أو سياسيا، المهم أن تكون الحدوتة في النهاية على الأقل مسلية.


    لكن علينا أن ندقق في اختيارات حسن ألبنا ولماذا توجه إلي الريف؟ كذلك اختياراته في اعتماد الخطاب الديني كأداة اتصال مع الفلاحين، والناس عموما.


    أولا: الاختيار فرضته معرفته بالخطاب الديني الذي تخصص في دراسته، مقارنة بمصادر المعرفة الأخرى.


    ثانيا: كانت اختياراته تخضع للانتقاء ولم تكن اختيارات عشوائية، اختيارات مدركة بما يتناسب مع ما كل مرحلة، راعت الربط بين نقطة البدء وبين تحقيق الهدف، وكان الهدف هو الوصول إلي السلطة.


    ثالثا: أن الفلاح المصري بحكم تخلفه يمثل عجينة اجتماعية لينة يسهل على أي تاجر تشكيلها، خصوصا وأنه يتحدث نيابة عن السماء الذي تعده بالجنة، فاختيار الشريحة الاجتماعية، وتوظيف الخطاب الديني سهل على ألبنا ضم أتباع له في وقت قصير. فالفلاح المصري هو الكائن البشري الذي عرف الله وآمن به بالفطرة، كائن بفعل واقعه الاجتماعي لا يملك أي فرصة للانحراف تجعله يخالف الخالق، أو المخلوق، مورست ضده كل صنوف القهر التي يئن وما زال يئن من وطئتها، وعندما تستفحل لديه حالات اليأس نراه يرفع رأسه ويديه إلي السماء ليخاطب خالقه يستجير به.


    هذا الفلاح لا يعرف ماذا قال أبن حنتسه، وماذا قاله أبن خنفسه، أو ماذا قال إبن بطوطة، أو ماذا قال إبن فطومة. كائن لا يعرف ولا يريد أن يعرف الفارق بين التراث والبرا.... لا يهتم لمعرفة الفوارق بين الموروث والمدسوس والملحوس..لكنه يعرف شيئا عن حواديت وملاحم أبو زيد الهلالي ودياب، وقد يكون عنترة ابن شداد مثله الأعلى لأنه عاش مرحلة العبودية والرق.


    بعد ما يزيد عن 70 سنة تقريبا تفصل بين بداية الدعوة ومشاهدتي لبرنامج تلفزيوني يديره ويشرف عليه د. عمار علي حسن وهو شاب أحترم كفاءته وأقدر استعداده على دفع تكاليف موقفه. كان من بين ضيوفه جمال ألبنا يقول أنه نصح أتباع حسن ألبنا بالذهاب والتوجه إلي العمل السياسي في الريف كانت هذه الحلقة قبل سقوط نظام الثورة المضادة التي قادها السادات وتولي مبارك قيادتها من بعده. هذه النصيحة التي صدرت عن جمال ألبنا أعادتني وبالذاكرة إلي البداية التي أختارها حسن ألبنا وحددت له الخطوة الأولى نحو الصعود السياسي. ملاحظة: جمال ألبنا يكن تقديرا عظيما لأنور السادات أحد أركان كامب ديفيد الثلاثة.


    النتيجة التي يجب أن نتوصل إليها هي أن البداية التي اعتمدها حسن ألبنا بالذهاب ونشر الدعوة بين أبناء الريف المصري، كان اختيارا يقدم الدليل على أن حسن ألبنا بدأ دعوته بعقلية تنظيمية..فاختار عينات اجتماعية تمثل الكتلة الاجتماعية العظمي في مصر وهم من الفلاحين وهم الطرف الذي ظل طوال تاريخ مصر مقهورا. ذهب حسن ألبنا إلي القرى حيث وجد من هم على استعداد للاستماع إليه ويسهل التأثير عليهم ولا يكلفه هذا جهدا كبيرا في تشكيل وعيهم، ذهب إلي واقع اجتماعي تكفل التاريخ السياسي والاجتماعي لمصر في إبقائه وراء حصار وأسوار من التخلف. فلاح يعيش حالة من التردي الاجتماعي لا تفصله عن حالة الرق غير خط وهمي مرتبط بالهوية.


    ولكي نحدد نجاح حسن ألبنا فيما وصل إليه فقد جري لقاء بينه وبين الأستاذ هيكل بغرض إصدار جريدة له، فظهر من خلال الحديث حول مصادر التمويل المالي للجريدة ذكر أن عدد القرى المكونة للريف المصري يبلغ 4000 قرية آنذاك، في كل قرية يوجد مكتب إرشاد، وكل مكتب إرشاد مكون من 12 شخص. وهذا يعني أن هناك 48 ألف قارئ سيشترون الجريدة بمجرد نزولها إلي السوق. هذا الحديث يتضمن دلالات من بينها:


    أولا: أن العدد الذي ذكره ألبنا يعكس نجاحاته فيما وصل إليه من تجنيد وتنظيم لأتباعه.


    ثانيا: أن الحديث عن توزيع الجريدة يفضح إلي أي حد وصل بحسن ألبنا أن يتحدث عن أتباعه بهذا الاستخفاف، وأنهم أتباع يعملون بالتوجيه الصادر عن مرشدهم، مما يصنف الجريدة ومن قبل أن تصدر أنها نشرة حزبية بكل المقاييس وليس لها علاقة بالقواعد والتصنيفات الصحفية، حتى بعد أن أسقط ألبنا عن جريدته سمة التلوين السياسي أو الديني، ولم يذكر الأسباب.


    ثالثا: كان مطلب تأسيس جريدة يعكس الكثير من الدلالات، بمعني أنه يشير إلي الانتقال إلي مرحلة ما بعد التجنيد، والتنظيم وكسب الأتباع. مرحلة لا تتطلب الحرص والتخفي الذي اعتمده في مرحلة البناء التنظيمي الأولي. والآن فإن ما تحقق في المرحلة الأولي يؤمن ويوفر للبنا وأتباعه الانتقال إلي العمل المعلن وفي العاصمة وتحت الأضواء السياسية. رابعا: أن ظهور الجريدة لم يكن محصورا في أنها تمثل الوجه الدعائي لحسن ألبنا وأتباعه، أو أنها تمثل نشرة حزبية للجماعة، أو أنها سوف تكون منبرا يخاطب ألبنا من خلاله أقرانه في العمل السياسي، دون حاجته إلي خاطبة تمهد لعقد زواج سياسي بينه وبين آخرين، لكن الدور الأساسي والمركزي الذي أعد لتتولي الجريدة تحقيقه هو شق قناة اتصال بين ألملك فاروق وحسن ألبنا هذا هو الهدف الأكثر أهمية بالنسبة له. لماذا؟ لأن الهدف العام لكل حزب أو أي جماعة هو الوصول إلي السلطة، بغض النظر عن الشعارات وألوان تلك الأعلام سياسية كانت أو دينية..الكل يريد السلطة كوسيلة تحقق ما جاء في برامجهم..رغم أن برامجهم كانت في جوهرها هي تأمين مصالح النخب السياسية صاحبة الامتيازات والثروة.


    فمحاولاته الاتصال بالملك عبر وسطاء لم تحقق نتائج من شأنها أن تمنحه فرصة اللقاء مع الملك فاروق..لأن اللقاء مع الملك فاروق يمنحه حق الاشتراك في الزار السياسي المنصوب وبالتالي يصبح طرفا سياسيا معترفا فيه، ودور الجريدة هي أن تنجح فيما فشل فيه الوسطاء. هي محاولة في هذا الاتجاه خصوصا إذا ما تولت الدفاع عن الملك الذي ساءت سمعته، وحسن ألبنا كان أكثر الشخصيات استعدادا لأن ينافق الملك وأن يضفي عليه صفات إيجابية لا يعرفها الملك عن نفسه.


    إضافة إلي كل هذا أن ظهور جريدة لحسن ألبنا سيوفر له مساحة دعائية يستعرض فيها قدرته أمام الرأي العام المصري، وأمام أقرانه من السياسيين وتفرض عليهم قراءتها حتى من باب الفضول، أو من باب الحرص على متابعة ما وصلت إليه هذه الدعوة وما يمكن أن يترتب على تأثيرها وانتشارها على مصالحهم.


    رابعا: كانت قناعة حسن ألبنا قد أكدتها وأظهرتها حرصه الدءوب في مسعاه للاتصال بالملك فاروق، وهو مسعى فرضه اختيارات واقعية ومنطقية خضعت لحسابات سياسية للقوي الفاعلة في زمانه..فالوصول إلي السلطة تحدد بطريقين لا ثالث لهم:


    أ. انتخابات صحيحة سوف تصل إلي نتيجة واحدة هو وصول حزب الوفد إلي السلطة.


    ب. انتخابات مزورة وهي انتخابات تتولي أحزاب الأقليات الإشراف عليها وتزويرها وتأتي بمن يختاره الملك.


    في حالة الاختيار (أ) فإن دخول حسن ألبنا وجماعته الانتخابات الحرة أمام حزب الوفد لن يغير نتائج الانتخابات ولسوف يأتي حزب الوفد إلي السلطة بالأغلبية الساحقة، وربما حصل ألبنا في أحسن ألأحوال على عدد من المقاعد لا يتجاوز أصابع اليد الواحد في أفضل الحالات. إذن لم يتبقي أما حسن ألبنا أي فرصه تصل به إلي السلطة غير الطريق إلي الملك فاروق الذي أباح له دستور 1923 إقالة الحكومة وإجراء انتخاب جديدة، فاستخدم هذا الحق استخدما سيئا وسفيها ليحول دون وصول الوفد إلي الحكم.


    خامسا: كانت الخريطة السياسية والتلاعب السياسي واضحا لفجاجته ولا يحتاج لخبراء لتفسيره..بمعني أن اختيارات حسن ألبنا ليكون بديلا عن أحزاب الأقلية التي تعفنت سمعتها لدورها المشين في تاريخ مصر، احتمال يمكن أن يجد فرصته من النجاح.





    ...
    .......
    ...


    - يتبع -

    في المقال التالي سنتعرض إلي نشاط حسن ألبنا تحت الأضواء وفي العاصمة




    د. محمد فؤاد المغازي

     

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    بالأرقام.. هذا ما خلفته ستة أشهر من الحرب على غزة غزة العزة د. يحي الشاعر 0 368 6th April 2024 09:41 AM
    فيديو عن ناتنياهو يستحق ألتمعن غزة العزة د. يحي الشاعر 1 1772 9th March 2024 11:11 AM
    حرب الاستنزاف .. ارقام وحقائق حرب الإستنزاف 1956-1970 د. يحي الشاعر 1 854 25th February 2024 01:03 PM
    ستبقي غــزة حـــرة إن شــاء ألله غزة العزة د. يحي الشاعر 1 392 7th February 2024 06:27 AM
    من هم المسؤولون عن "ملفات حرب غزة" في إدارة... غزة العزة د. يحي الشاعر 0 318 29th January 2024 01:31 PM

    قديم 6th May 2013, 06:46 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي حسـن ألـبنـــــا ... ومطلــب السلطــــــة بقلــــم: د. محمد فؤاد المغازي

    أنا : د. يحي الشاعر





    حسـن ألـبنـــــا ... ومطلــب السلطــــــة

    ( المقــال الثانــــي )


    بقلــــم: د. محمد فؤاد المغازي






    في المقال السابق بينا أن حسن ألبنا أراد أن يدخل السياسة عبر بوابة الدين..وأشرنا إلي أن حسن ألبنا انتقل بالعمل من دائرة العمل السري إلي دائرة العمل المكشوف وفي العاصمة وتحت الأضواء. ثم ركزنا على دور الفلاح في المعادلة السياسية، واستخدامه كورقة ضغط تستخدمها جميع الأطراف من غير تفويض من الفلاح...الكل يتاجر بورقته الانتخابية فقط وبغير مقابل لهذا التوظيف أللأخلاقي في صراع النخب والأحزاب على السلطة.

    ارتبط الهدف المرحلي لحسن ألبنا بالوصول إلي الملك فاروق فوظف كل جهوده من أجل إقامة علاقة مع القصر يعرض عليه نفسه وأتباعه ليكونوا أداته في مواجهة أحزاب الصالونات وفي مواجهة حزب الوفد بالذات..وكنا قد ذكرنا في المقال السابق أن قناعته للوصول إلي السلطة، أو المشاركة فيها على غرار أحزاب الأقلية لا تتحقق بغير مساندة من الملك فاروق فبيده وحده أن يضم ألبنا وأتباعه للنادي السياسي في العاصمة.

    أظهر المسعى الدءوب لحسن ألبنا لخلق علاقة مع الملك فاروق كخطوة أولية لا بد منها تمهيدا للوصول إلي السلطة والمشاركة فيها، أنه كان على استعداد لدفع كل التكاليف ..وبغض النظر عن النتائج التي ستنعكس سلبا عليه وعلى دعوته. أعمته رغبته في الوصول إلى السلطة أن لا يطيل النظر ولا يدقق في اختيار وسائله هل تنسجم مع طرحه الديني، وهل تستند إلي مبادئ إنسانية، وشرعية أخلاقية، بل أكثر من هذا فقد قاده اختياره الخاطئ وحرصه الشديد للوصول إلي السلطة أن يكون رقما يضاف إلي بقية الأرقام، وأن يكون دوره على المسرح السياسي شأن أدوار الكثيرين دمية تحركها أصابع القصر، أو دور المفتي الذي يُـفَـصلْ ويبتكر فتاوى تكون في خدمة صاحب النعمة مليكه المعظم، مما يستتبع إدانة أخلاقية لا يسقطها الادعاء بأنه كان لا يدرى، أو أنه كان مضطرا أن يقدم تنازلات ليحمى دعوته ويزيد من أتباعه، بمعني أنه أخضع هدفه المرحلي وبغير قيود أو شروط وصولا إلي هدفه الاستراتيجي وهو السلطة التي قد تمكنه في المستقبل بأن يصبح بلا قيود.

    الخلاصة أن اختيارات حسن ألبنا أوقعته في تناقضات بين دعوته المستندة إلي خطابه الديني، وتأييده لسلطان أقل ما يقال فيه أنه كان فاسد، في سلوكه السياسي، وسلوكه الاجتماعي والأخلاقي، ملك لا يتردد في أخذ رشوة ليجري تغيير وزاري، ملك لا يتحرج في المجالسة ولعب القمار سواء داخل مصر وخارجها، إلي جانب فضائحه النسائية المعروفة للجميع ومن بينهم حسن ألبنا. لكن حسن ألبنا قد نحي المبادئ الدينية وأخلاقياتها جانبا، وانتسب تلميذا مجتهدا في مدرسة أستاذه مكيافيللي، وهنا يتجلى الفارق بينه وبين ما قاله ثائر كجمال عبد الناصر فيما بعد:

    ( أن الأهداف العظيمة يجب أن تتناسب وسائلها شرفا مع غاياتها )

    وبدلا من أن يتقدم حسن ألبنا ببرنامج تفصيلي يحدد فيه ما هي أهداف تنظيمه وجماعته، يوضح فيه تحليلا وتشريحا لبنية المجتمع المصري، وما يواجهه من مشكلات، ثم يطرح حلولا لها، استبدل هذا كله وتقدم بتعريف لجماعته، وعلى غرار المثل الشائع ( سمك / لبن / تمر هندي ) فوصف جماعته (نقلا عن الأستاذ هيكل) بأنها:

    " دعوة سلفية / وطريقة سنية / وحقيقة صوفية / وهيئة سياسية / وجماعة رياضية / رابطة علمية ثقافية / شركة اقتصادية / وفكرة اجتماعية ". والكاتب يرجو من كل من يعرف فك رموز هذا التعريف، أو هذه التعويذة أن يشرح هذا للناس!!!

    بدأت التراكمات الكمية للتناقضات بين وسائل حسن ألبنا وأهدافه ونشاط أتباعه تجري بمعدلات سريعة لتصل إلي تغييرات نوعية في زمن قصير..كشفت حسن ألبنا أمام الرأي العام، وحصرت مواقفه واختياراته على النحو التالي:

    1_أنه مستعد أن تكون علاقته مع القصر ومع المحتل البريطاني ذات طابع سياسي، أما في مواجهة الأحزاب السياسية المصرية فهو داعية وصاحب دعوة.

    2_ ظل التهرب من طرح برنامج عام تفصيلي يحدد فيه حسن ألبنا ومن ثم أتباعه رؤيتهم ماذا يريدون. وبغض النظر إذا كان هذا البرنامج بمتن سياسي، أو بطرح الديني، أو حتى بنص تلفيقي، المهم أن تستبدل الشعارات ببرامج واضحة، وأن يستبدل الطرح الضبابي برؤية كاشفة، وأن يكون للتخفي نهاية. لم يتغير شيء ظل الغموض منذ تأسيس حسن ألبنا لدعوته وحتى الآن، وظلت مسيرة ألبنا ومن بعده أتباعه يتخبطون في النفق المظلم، لكن الهدف والسير نحو السلطة...السلطة أولا، والسلطة ثانيا، والسلطة ثالثا، ظل من أهم الثوابت التي اعتمدها أتباعه من بعده.

    3_ كان الظهور الضبابي للدعوة ومرشدها على الناس دافعه هو أن لا يكتشفوا زيف المرشد ودعوته، وأن ما بأيديهم من مقولات عفي عليها الزمن ومستمدة من تراث شابه الكثير من الدس والتلفيق في رواياته. جماعة لا تدرك التقسيم التاريخي للزمن ( ماضي / حاضر / مستقبل ) فألغوا الحاضر والمستقبل كي يعيش الناس في ماضي ممتد ومستمر لا يعرف التقسيمات الزمنية ولا يريدها، فالماضي يعيش في الحاضر ويستبدله، والمستقبل ينتظر الماضي كي يلغيه.

    4_ جماعة لا تملك غير الإفلاس الاجتماعي والسياسي والثقافي، وتتهرب ولا ترغب أن يعيش حتى أتباعهم وخصومهم عصرهم وزمانهم، ويتعاملون مع كل عصر بأدواته. وإنما جماعة راحت تجتر من الموروث ما يمكنها ويساعدها على تضليل الناس. يتخوفون من بناء دولة عصرية قائمة على العلم، والتطور هو قاعدة التجديد ومبرر البقاء، إلي بناء هياكل وأطلال لا ترفع غير شعارات عفي عليها الزمان، ولا تمت للإسلام بصلة..فالإسلام قد أكد على أن العلم هو السبيل الذي أمر به الخالق عباده كي يتعرفوا به عليه وعلى أنفسهم، ويكفي أن نتوقف أمام أول مفردات القرآن الكريم (أقرأ) تكررت ثلاث مرات وما تعنيه من دلالات لا يتوقف تفسيرها، وزخم مدلولها حتى قيام الساعة.

    الإسلام الذي فتح كل الأبواب للاجتهاد وإعمال العقل بغير قيود، وبغير تكفير. فماذا فعل المرشد وجماعته..استبدلوا العلم بالشعوذة، وعلينا أن لا نشارك في صنع كل ما هو متعلق بحياتنا وبحياة أبنائنا ونترك القرار فيها لعظمة السلطان المرشد، علينا أن نسترشد بمرشد لا يرشد، أن يفرض علينا دوما أن نجتر ونجتر وأن نكرر ونكرر ما قاله ( إبن حنتثــة) القديم، وما يقوله (إبن حنتثة) الجديد.

    5_ سقط مجتمع الفقراء من جدول أعمال المرشد وجوقته، وأنتقل الفلاح المصري، والعمال، وأصحاب الحرف، والمهنيين، وصغار الموظفين، من كشف المواطنة إلي قوائم الفقراء ليس لهم حقوق تتساوي مع قيمة التذكرة الانتخابية، رغم أن الفلاحين والعمال والحرفيين وصغار الموظفين يمثلون أطول القوائم الاجتماعية, أصبح التعامل مع تلك الكتل الاجتماعية بالإحسان وليس بالحقوق. نسي حسن ألبنا منشئه وبيئته الفقيرة، فتنكر لأصوله الاجتماعية.

    سقطت حقوق مجتمع الفقراء المدنية رغم حيازتهم على هوية انتخابية تستبدل بالزيت، والسكر، وتراجع المبدأ الذي أرثاه جمال عبد الناصر في أن لهم 50% من المقاعد التشريعية، والسياسية على الأقل. أما المرأة وما ينتظرها في مستقبل الأيام من قيود ستفرض عليها..علينا أن نراجع كل ما تفوه به المعتوهين تجاه قضاياها. وبما أن المرأة عورة، فإنها تحتاج لمن يتولي شؤونها، هم جاهزون لهذا سيتحدثون عنها بالإنابة، كما يتحدثون عن السماء بالوكالة.

    رحم الله القائد الخالد جمال عبد الناصر الذي ربط بين توفير رغيف الخبز والديمقراطية، وربط بين استصلاح الأراضي الزراعية وتوزيعها على المعدمين وبين تحقيق الديمقراطية..وفي عصره ولأول مرة في التاريخ القديم والوسيط والحديث لمصر تتولى سيدة مصرية أول مقعد وزاري.

    6_ تبدلت أساليب الدعوة..فمن الدعوة إلي الله بالحكمة وبالموعظة الحسنة أصبحت الدعوة إلي الله بالقتل وبتكديس الأسلحة وتفجير القنابل، وقتل الأبرياء بأبرياء أجريت لهم عمليات غسيل للوعي وقتل الضمير فيهم كي يتحولوا في أيدي المكتب الخاص لجماعة ألبنا المنوط به إرهاب خصوم الدعوة وأعدائها، والمفارقة أن تأسيس المكتب الخاص بجماعة حسن ألبنا قد سبق تأسيس جهازCIA الذي ذاع صيته بتوليه القيام بجرائم القتل والأعمال القذرة، ولكن بفارق أن جهاز CIA يتولي تنفيذ القتل والأعمال القذرة مع غير الأمريكيين، وأن يتم هذا خارج الأراضي الأمريكية، بينما كانت أعمال الجهاز الخاص والتابع لحسن ألبنا مباشرة يتولي القتل والأعمال القذرة ضد المصريين..وداخل مصر.

    7_ بوصول نشاط حسن ألبنا إلي القاهرة تنبهت الأحزاب لدوره ودور إتباعه. ويوم استبدل المرشد وأتباعه القتل بديلا عن الحوار والمشاركة، وسياسة البلطجة والتهديد والابتزاز بديلا عن ادعوا إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة تعري ألبنا سياسيا وأخلاقيا، فسقطت كل الأقنعة وطردت الأضواء كل ظل يمكن أن يحجب أي ملمح يتوارى خلفه المرشد وأتباعه أمام الرأي العام المصري..حتى قناع الإدعاء بالشجاعة سقط بعد مسلسل القتل والاغتيالات التي مارسها أتباع ألبنا فتحول من مرشد إلي رئيس تنظيم إرهابي.

    وعندما أحس ألبنا أن الثأر قد اقترب من نحره أصابه الذعر والخوف وراح يطلب من وزارة الداخلية القبض عليه وإيداعه السجن طلبا في الحماية..فبعد مقتل رئيس الوزراء النقراشي باشا لم يعد في مصر من هو قادر أن يوفر له الأمن حتى أتباعه. سقط قناع الشجاعة عن المقنع بالخطاب الديني، ولم يمنحه المصحف والسيف الذي اختاره شعارا لجماعته أن يمنحه قدرا من الشجاعة يواجه بها قدره ومصيره.

    نصل إلي أن حسن ألبنا في فتره ظهوره على المسرح السياسي لم يكن طرفا في حوار وطني، ولا كان يوما طرفا في عمل وطني مشترك..وأستمر أتباعه على نفس النهج، لم يفتحوا ملفاتهم ضمن مراجعة سياسية ليستبينوا من خلالها أخطائهم، وهي مراجعة تجدد الفكر والمنهج، ودراسة للمتغيرات التي طرأت على مصر، وعلى الإقليم، والساحة الدولية، من هنا نستطيع أن نقول أن هذه جماعه بفعل تحجرها لا يمكن التعامل معها بالحوار، فالنخبة القائدة منهم لم تترك للآخرين من سبل للتعامل معهم غير التعامل بالكسر.

    لقد كـَّرس نظام الطاعة المطلقة لفرد واحد هو المرشد، تحت مسمي البيعة، أننا أمام جماعة لا تختلف عن تنظيم المافيا إلا بخط وهمي، فالمافيا هدفها واضح السلطة والمال، وطريقها الابتزاز والقتل واستخدام كل ألأساليب التي تجرمها القوانين والأخلاق، أما جوقة حسن ألبنا فإن هدفهم هو السلطة والمال أيضا، أما الخط الوهمي الفاصل بين جوقة ألبنا والمافيا أن المافيا ليس لديها سلعة للاتجار، أما ألبنا وجماعته كان الدين هو السلعة التي تفننوا بيعها في الأسواق. وعندما يفتح وينشر الملف المالي لجوقة حسن ألبنا ويكتشف الناس مصادره، سيتأكدون أولا: حجم الأموال التي ضخت في جيوبهم، وثانيا: أن من مول هذه الجماعة لم يكن يريد الخير لمصر وإنما الإضرار بها، وضرب استقرارها التاريخي، وتدمير رؤيتها الإنسانية للأديان منذ ظهور إخناتون حتى اغتياله على أيدي الكهنة، ونبذها للعنف أداة للتعامل، اعتمدت مناهج وطرق السلم الاجتماعي في بنائها وبما يتناسب مع مكانتها الحضارية.

    والآن يظهر علينا جماعة رمزها لا يخجل أن يكذب ويضلل..فماذا ننتظر من أتباعه؟ أناس لا يملكون في مواجهة الرمز غير الطاعة المطلقة؟ طاعة تفرض عليهم أن يستمعوا بغير حوار، جماعة تنفذ ولا تناقش، تقتل ولا تتبصر في أفعالها، تكذب على الناس ولا ياهتز لها طرف، سلوك لأناس سلبت إرادتهم بفعل الشحن الديني، وبفعل قانون الطاعة.

    نحن أمام جماعة من أهم سماتها الغموض.

    نحن أمام جماعة من أهم سماتها الانغلاق الفكري والثقافي.

    نحن أمام جماعة من أهم سماتها الكذب.

    نحن أمام جماعة من أهم سماتها أنها تعمل بغير برامج واضحة.

    نحن أمام جماعة من أهم سماتها أن وسائلها لا تتناسب شرفا مع غايتاها.

    نحن أمام جماعة من أهم سماتها بأنها انقلابية في مواقفها وفي تحالفاتها.

    نحن أمام جماعة من أهم سماتها التستر وراء الدين المتبرئ منها ومن أفعالها.


    انتهت حياة حسن ألبنا بمأساة عندما استبدل الدين بالدجل، والحوار بتفجير القنابل، والكذب بديلا عن الصدق.

    انتهت حياة حسن ألبنا بمأساة فمن أمر بقتله كان الملك فاروق، الرجل الذي زحف حسن ألبنا على بطنه كي يستقبله ولو للحظات، وكان مستعدا أن ينفذ كل ما يطلب منه، سعى إليه بكل الوسائل كي يكون رجله وأداته في مواجهة خصومه، فكانت نهايته على يديه!!!!

    انتهت حياة حسن ألبنا بمأساة فبعد مقتله قررت الحكومة أن تكون مراسيم دفنه مقصورة على أسرته فقط، ولم يمشي وراء نعشه من الرموز السياسية غير رمز سياسي واحد هو مكـــرم عبيــد باشا القبطـــــــــي..يا سبحان الله.

    انتهيت من كتابة المقال يوم 24 ديسمبر وهو يوافق يوم عيد الميلاد لأخوتنا في الله المسيحيين فكل عام وهم بألف خير...وربنا يبعد عنهم المتاجرين بالدين المسيحي..كما يبعد عنا المتاجرين بالدين الإسلامي...آمين.



    وإلي أن نلتقي في المقال الثالث



    د. يحي الشاعر




     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 6th May 2013, 07:00 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 3
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي جمـاعــة حســن ألـبــنــأ الإرهــابيـــة والصـدام مع ثـورة يـولـيـو د. محمد فؤاد المغ

    أنا : د. يحي الشاعر










    جمـــاعــة حســـن ألـبـــنــــأ الإرهــابيـــــــة

    والصـدام مــع ثـورة يـولـيــو

    ( المقال الثالث )


    <B>
    د. محمد فؤاد المغازي
    </B>












    انتهت المرحلة الأولي من تاريخ تلك الجماعة بمقتل مرشدها حسن ألبنا، وتجريد الجماعة من ممتلكاتها وأموالها، وملاحقة أنشطتها، وكان هذا نتيجة وردا طبيعيا على سلوكها تجاه كل من خالفها في الرأي أو وقف عائقا في طريقها. فهي الجماعة الوحيدة التي تفردت في تاريخ مصر السياسي وتعاملت بمنطق الإرهاب.

    شهدت المرحلة التي تلت اغتيال حسن ألبنا صراعا بين أعضاء مكتب الإرشاد حول منصب المرشد الشاغر لم تقدر النخبة التي كان يعتليها ألبنا من حل هذا المشكل، وذلك بسبب الصراع ألشبقي على السلطة في داخل الجماعة نفسها.

    والعجيب والغريب هو التكرار الممل والإصرار الكاذب من كهنة الجماعة من أنهم أبعد ما يكون عن الساعين إلي السلطة والمطامع الدنيوية، وهم أكثر الناس حرصا وسعيا للوصول إليها.

    انتهى الأمر إلي قبول استدعاء شخص من خارج مكتب الإرشاد كحل للخروج من المأزق..فأتوا بالقاضي حسن الهضيبي ولكن بصلاحيات محدودة وشكلية.

    وهكذا ظل العناد سمة من سمات الدعوة وأتباعها يرفضون الاعتراف بطبيعة الأشياء. فالصراع في العمل السياسي هو ركن أساسي من طبيعة العمل السياسي ذاته..ولكن صراع في إطار تنافس بين كفاءات / وبرامج/ ووسائل..حيث يتنافس الكل من أجل رفعة شأن وطن واحد.

    ما بين اغتيال حسن ألبنا في 12 فبراير 1949 إلي قيام ثورة يوليو في 23 يوليو 1952 وهي فترة 3 سنوات 5 شهور 11 يوم..وهي فترة تفصل بين الاغتيال وقيام ثورة 23 يوليو 1952 ظهر جليا التباين في العلاقة بين مجلس قيادة الثورة، وبين الأحزاب والجماعات والقوي السياسية من جهة..وبين العلاقة مع أتباع حسن ألبنا من جهة أخرى. حيث كانت علاقة مجلس قيادة الثورة مع قيادات الجماعة..مطمئنة بل ومتميزة عن باقي العلاقات مع بقية الأحزاب والقوي السياسية في مصر.

    وبات هذا ظاهرا من خلال الطريقة التي تعامل بها مجلس قيادة الثورة وعلى وجه الخصوص جمال عبد الناصر معهم. فبعد قيام ثورة يوليو 1952 اتخذت إجراءات من شأنها رد اعتبار لحسن ألبنا في ملابسات اغتياله ففتحت الملفات، وجرت محاكمة إبراهيم عبد الهادي باشا رئيس الوزراء السابق. وعندما أصدر مجلس قيادة الثورة حل الأحزاب السياسية وطبق الحل على الأحزاب السياسية وشمل أيضا جماعة حسن ألبنا رفض عبد الناصر حلها وبرر رفضه بأنها جماعة دينية وليست حزبا سياسيا وبالتالي لا ينطبق عليها قرار الحل.

    وعندما تولى مجلس قيادة الثورة القيام بمهام الحكم في مصر طُـلِـبَ من قيادة الإخوان في هذا الوقت الاشتراك في حكومة الثورة بوزيرين من اختيارهم. وبدلا من أن يتقبلوا هذا بامتنان من مجلس قيادة الثورة..راح المرشد الجديد يطالب بما ليس له فيه حق، وبتعالي وصل إلي حد الغرور والصفاقة، فستبدل المرشد ومساعديه العرض المطروح عليهم بالمشاركة، إلي فرض الوصاية الكاملة على مجلس قيادة الثورة وقراراته.

    وعلى ما يبدو ونتيجة للمعاملة المتميزة والممتازة من قبل مجلس قيادة الثورة للمرشد وأتباعه قد ملئهم بالغرور فقرؤوا دلالات طلب المشاركة بصورة خاطئة. فاعتقدوا أن مجلس قيادة الثورة في الوضع الأضعف، وأنه في حاجة إليهم بأكثر من حاجتهم إليه..ولم يكن هذا التقييم في جملته صحيح. فالثورة التي تمكنت من طرد الملك، وفي تجريد كبار الملاك الأراضي الزراعيين، والرأسماليين المصرين من سلطانهم، ودخلت في مفاوضات جادة مع المحتل البريطاني، لا يمكن أن تكون عاجزة في أن تتعامل مع تلك الجماعة الضالة.

    لم يكن هذا التصرف بالغرور والتعالي الأحمق هو الأول من نوعه فقد سبق لواقعة أدت مجريات تطورها وحوادثها..إلي نفس الموقف, ولكن هذه المرة كانت مع مرشد الجماعة حسن ألبنا نفسه.

    يذكر د. محمد حسن هيكل باشا أن السلطات البريطانية أبلغت رئيس الوزراء حسين سري باشا أن حسن ألبنا يعمل في أوساط جماعته لحساب إيطاليا وطلبت العمل على الحد من نشاطه. ورأي سري باشا أن نقل الرجل من القاهرة إلى الصعيد يتكفل بحل المشكلة وتم نقله إلي قنا. فالنشاط السياسي في ذلك الوقت كان محرم بقوة القانون على رجال التعليم، كما أنه محرم على غيرهم من الموظفين، وكان الهدف من وراء تحريم العمل السياسي على المدرسين والموظفين هو لضمان حيادهم. لأن المدرسين ببساطة يتعاملون مع نشأ من الأطفال والشباب في مراحل التعليم المختلقة وعدم الحياد هنا يعرض العملية التربوية والتعليمة للتوجيه السياسي وفقا لميول المدرسين السياسية، أو أن يتعامل الموظفين بالتحيز وفقا لأهوائهم السياسية.

    توسطت شخصيات من الدستورين الأحرار لإعادة حسن ألبنا من الصعيد. كانت عودة حسن ألبنا وتراجع سري باشا عن إبعاده قد اشعر حسن ألبنا بالغرور وبأن له من القوة ما يسمح له بمضاعفة نشاطه من غير أن يخشي مغبة هذا النشاط.

    تكررت أخطائهم وجرائمهم فسقطوا في نفس الجب الذي سبق ووقعت فيه الحركات الفاشية والنازية، وهو ارتكاب الخطأ المزدوج عندما قيموا قدرتهم وقوتهم وتأثيرهم ودورهم بأكثر من حقيقته، ثم قيموا قدرة ودور وقوة خصومهم بتقديرات بأقل مما هي عليه. ومن يراقب أتباع ألبنا سوف يتأكد أن السلوك المتعالي لهذه الجماعة تحول إلي موروث بفعل التعظيم للذات، وهو سمة وموروث ارتبط بالجماعات والأحزاب الفاشية، مما أوصل الجميع إلي نفس النتائج والمصير وهو زوال الأحزاب والمنظمات الفاشية فكرا وتنظيما.

    وجب علينا هنا أن نطرح سؤال: على أي أساس بني المرشد وأتباعه طرح مطلب الوصاية الكاملة على ثورة يوليو؟ وبأي حق برروا لأنفسهم هذا المطلب؟

    وهل كان من بين تقديرات كهنة الجماعة أن مجلس قيادة الثورة وجمال عبد الناصر سيرضخون لمطالبهم؟

    الجواب على هذه الأسئلة وكما سبق وبينا يكمن وينحصر في عودتهم في ارتكاب خطئهم التقليدي والتاريخي وهو التقييم بالخطأ المزدوج للقضايا وللخصوم، فعظموا من قدرتهم بأكثر مما ينبغي وبأكثر مما هو حقيقي، في المقابل كانت تقديراتهم لقدرات وقوة ودور خصومهم أبعد ما يكون عن الحقيقة، كان سقوطهم في خطأ التقديرات يقدم ويقيم الدليل مرة أخري على الإفلاس الفكري لتلك الجماعة، فلو أخرجنا الله سبحانه وتعالي، والرسول الكريم من تجارتهم لما كان لهم أصلا وجود. فهم لم يتعودوا على مراجعة تاريخهم، ولم يخضعوا أخطائهم للنقد. وكيف لهم هذا وهم من ترسخ لديهم الاعتقاد بأنهم مبعوثين العناية الإلهية وهذا يمنحهم كل الحق وبغير مراجعة سواء من قبل أتباعهم، أو من قبل خصومهم المخالفين لهم في الرأي.

    السؤال الآخر: ما هي القضايا أو نقاط الصدام والخلاف بين مرشد الجماعة وجوقته، وبين مجلس قيادة الثورة؟

    نبدأ بالإشارة إلي أن الخلاف والصدام بين المرشد ومعه مكتب الإرشاد وبين الضباط الأحرار لم يكن حول قضايا رئيسية ومحددة، فهم وطوال تاريخهم لم يكن لهم أصلا برنامج نستطيع من خلاله الاهتداء إلي تحديد مقاصدهم وأطروحاتهم المتعلقة بقضايا المجتمع المصري ومن ثم تحديد قضايا الخلاف..بمعنى لم يكن لديهم أي برنامج يعرضونه على الضباط الأحرار في مواجهة برنامج المبادئ الستة للضباط الأحرار..وهي مبادئ كلية استخلصت من كونها مبادئ نحتها النضال الشعبي المصري كما ورد في خطب وتصريحات جمال عبد الناصر، ثم فيما بعد في الميثاق الوطني.

    لم تطرح للحوار قضايا كالعدالة الاجتماعية / أو الاستقلال الوطني / أو شكل النظام السياسي بعد زوال النظام الملكي الوراثي لأسرة محمد علي، والتخلص من المستعمر البريطاني، وإنما ما كان معروضا من قبلهم هو كل ما يتعلق فقط بـِالْـسُـلْـطَــة.. فـَالْـسُـلْـطَــة مطلبهم وعلى مجلس قيادة الثورة أن يقوم بتسليمها لكهنة من المعتوهين فاقدي الأهلية.

    في الوقت الذي دخل مجلس قيادة الثورة في حوارات مع رموز الأحزاب السياسية وخاصة حزب الوفد، وفي مناقشات واسعة مع الشخصيات العامة التي تتمتع بكفاءة متميزة في مجال تخصصها، بمعني أن مجلس قيادة الثورة كان يتحاور مع الجميع وبأجندة مفتوحة..فعلي سبيل المثال جرت حوارات ومشادة بين كبار ملاك الأراضي الزراعيين ممثلين في أحزابهم، وبين مجلس قيادة الثورة حول تطبيق مشروع الإصلاح الزراعي مثلا. أو الحوارات التي تناولت البحث عن شكل وأسس النظام السياسي المقبل لمصر بعد الثورة.

    كان الحوار لا يهدأ، واللقاءات مع الأطياف السياسية مستمرة لا تنقطع، وكل هذا يجري في العلن. إلا مع هذه الجماعة الشاذة كانت تمثل الطرف الوحيد الذي تعالى على الحوار من أجل مستقبل مصر..وقد يفسر هذا التعالي أو عدم الاكتراث بمصالح مصر ومشاكلها ما قاله فيما بعد مرشد سابق (سفيه) لم يحسن والديه تربيته عندما قال طظ في مصر وكررها ثلاث مرات فلخص الموقف العام لتلك الجماعة تجاه بمصر!!!

    ومع ما قدمه مجلس قيادة الثورة للمرشد وأتباعه من امتيازات تشجعهم على التعاون والمشاركة، خصوصا وهم خارجين من ملاحقات بسبب جرائمهم، لكن النتيجة على عكس ما كان متوقع، أظهرت ردودهم المتعالية الممتلئة بالغرور، وَصَّـوَرَ لهم إفلاسهم الفكري أنهم في وضع يمكنهم من إملاء الشروط، دون مراجعة لمتغيرات الواقع الذي نشأ بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952. أعماهم مطلب السلطة باعتباره هدفهم المحوري الذي يحقق لهم السيطرة الكاملة على مقدرات الشعب المصري بأكمله، وبالسلطة وحدها يمكن لتلك الجماعة أن تحول النظام العام في مصر لنظام الجماعة، وأن يصبح القرار حق قاصرا على المرشد.

    أنظروا كيف تعاملون بانتهازية مع الكتلة الاجتماعية التي أعطت لهم قيمة..فعلينا أن نراجع موقفهم من كتلة الفقراء من الفلاحين والعمال والحرفيين وصغار الموظفين..وكان من المفترض أن تكون اهتماماتهم موجهة لهذه الكتلة الاجتماعية، وساحة العمل الاجتماعي لهم، وأن يبادروا ويتولوا الدفاع عنها..وأن يتوحدوا مع التوجه الثوري الذي تحدد مساره في اتجاه تحقيق العدالة الاجتماعية للغالبية من شعب مصر وهم من الفقراء، وأن تكون الجماعة عونا لمجلس قيادة الثورة، لا عبئا عليهم.
    ...
    ......
    ....


    - يتبع -







    د. يحي الشاعر




     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 6th May 2013, 07:04 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 4
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر





    ....
    ......
    ...


    ظل الفكر المستبد لهذه الجماعة رافضا ومستبعدا لكل قضية يمكن أن تكون موضوعا للحوار، أو نقطة لقاء وتعاون، فقد ظل دائما الاستحواذ على كامل الْـسُـلْـطَــة مطلبهم وهدفهم.

    هنا وجب علينا أن نذكر القارئ بالمقارنة كيف بدأ حسن ألبنا متوجها نحو الريف لا لكي يستلهم من بؤس الفلاح حلولا تخفف عبئ أثقال العبودية التي كان يتعايش معها يوميا، لكنه ذهب ليؤسس خلايا تجمع له أتباع يساوم بهم على موائد السياسة في العاصمة. في الوقت الذي جاب فيه الضباط الأحرار كل قري ونجوع مصر، وبيدهم دليل التغيير الثوري المتمثل في المبادئ الستة. ولم تمضي 50 يوما وإذ بقانون الإصلاح الزراعي الأول يحدد الملكية الزراعية ب 200 فدان، ثم تبعه فيما بعد استكمالات تشريعية أوصلت الحد الأقصى للملكية ب 50 فدان.

    أما العمال فقد كان أجر العامل قبل قيام الثورة بين 6 إلي 10 قروش في اليوم الواحد، محروم من أي رعاية اجتماعية كتعليم أبنائه، أو أن يكون له دور في شئون بلده، أو رعاية صحية، أو حق في معاش، أو حماية ضد الفصل التعسفي ، إنسان بلا حقوق، شأنه شأن الفلاح المصري، الاثنان توأمان في نظام السخرة يديره المستعمرون الأجانب والمستعمرون المصريون. ومع الأيام الأولي جري تحديد حد أدني من الأجور للعمال، والغي الفصل التعسفي، وامتدت مظلة اجتماعية على مدار عمر الثورة منذ البدء حتى رحيل القائد الخالد جمال عبد الناصر.

    لقد قرأ العمال رسالة الثورة صحيحة وفهموا ما قصده عبد الناصر عندما قال: " لا حرية بلا خبز/ لا حرية بلا عدل / ولا حرية بلا مساواة...ما هي الحرية بالنسبة للعامل وهو ترس في الآلة يعمل ويكدح ويعرق ولا يأخذ شيئا..إذا طالب بحقه فصل، وإذا قال رأيه شرد..الحرية بالنسبة له أن يطمئن على رزقه وعلى قوته..وعلى مستقبله. هذه هي الحرية الحقيقية..الحرية الاجتماعية..هذه هي العدالة. هذه هي الاشتراكية التي سنقيمها على أرض مصر...أنا لا يمكن أن أكون إلا في جانب الشعب الكادح العرقان المكافح. "

    كانت الحوارات التي أجراها مجلس قيادة الثورة مع ممثلين العمل السياسي بمثابة مرحلة فرز تاريخي واجتماعي لجميع القوي السياسية والأفراد، وفي رأي الكاتب أن نتائج تلك الحوارات أوصلت مجلس قيادة الثورة وجمال عبد الناصر إلا أن مطلب التغيير وتحقيق ما ورد في المبادئ الستة هو أن يبدؤوا أولا بإزاحة هذا الواقع الموروث والمتكلس بأحزابه وبرموزه كخطوة أولي نحو البدء في تحقيق التحول السياسي والاجتماعي لمصر.

    اتسعت الهوة وتصاعد الخلاف بين مجلس قيادة الثورة وبين المرشد وجماعته. وواكب هذا حدوث انشقاقات في جوقة المرشد وخرج منها عدد من أعضائه انضم منهم إلي الثورة الشيخ أحمد حسن الباقوري.

    ارتكب مكتب الإرشاد رأس التنظيم الإرهابي لجماعة حسن ألبنا جريمته الكبرى عندما خططوا لاغتيال جمال عبد الناصر في الإسكندرية عام 1954. بهذا السلوك الإرهابي والجبان أنهت جوقة الإرشاد كل علاقة بينهم وبين ثورة 23 يوليو 1952. وعلى الرغم من محاولة اغتيال عبد الناصر لم تلجأ الثورة إلي استخدام أسلوب الإرهاب والتعامل مع تلك الجماعة بالثأر وكانت قادرة عليه، وإنما واجهت الإرهاب والإرهابيين بالسلوك المدني بالقانون فجرت محاكمتهم في العلن وأمام المجتمع بأكمله.

    ظلت جماعة حسن ألبنا الإرهابية في رفضها لمواجهة الحقائق حتى يومنا ولسوف يستمر هذا إلي حيث تكون نهايتهم الحتمية وخروجهم من حياتنا ومن التاريخ..فأهون عليهم أن يظهروا أمام الرأي العام المصري في صورة الغامضين والمتشددين ولن يعدموا في إصدار فتاوى دينية تبرر هذا الغموض والعبوس والتشدد..فهذا أخف وطأة من أن تتكشف للناس جرائمهم وما مارسوه من وسائل الابتزاز والتهديد وتستروا عليها طوال تاريخيهم.


    الخلاصة:

    كان الصدام بين أتباع حسن ألبنا وثورة يوليو وقائدها جمال عبد الناصر أمرا محتوما ويرجع هذا إلي طبيعة وأهداف ووسائل الطرفين. فهناك ثورة قامت وهدفها تغيير المجتمع بوسائل العلم والمعرفة، وبين جماعة لا يهمهما غير الوصول إلي مفاتيح السلطة..والتعامل مع قضايا المجتمع بالدجل.

    كان الصدام بين أتباع حسن ألبنا وثورة يوليو وقائدها جمال عبد الناصر أمرا محتوما فالثورة تملك بيانا ودليلا للتغيير الثوري للمجتمع المصري، وبين جماعة الاتجار بالدين سندهم ودليلهم وبيانهم موروث فاسد ومشوه لم يجري مراجعته منذ 1400 سنة، وبالتالي التعامل مع مشكلات المجتمع بالشعوذة..وبالمسكنات الدينية التي لا تمت لجوهر الأديان بصلة.

    كان الصدام بين أتباع حسن ألبنا وثورة يوليو وقائدها جمال عبد الناصر أمرا محتوما فالثورة تريد التعامل مع العصر الذي ظهرت فيه لتكون طرفا مشاركا فيه، بينما جماعات الاتجار بالأديان تتوقف عند مرحلة تاريخية تجمدت بفعل خروجها من التاريخ، وبفعل عزلتها الدائمة عما يجري خارج إطار جغرافية الحياة وعقائدها. فمكونات حالة الجمود هي أفضل البيئات الاجتماعية التي يمكن لجماعات التخلف أن تري فيها مجالا لانتشارها وضمانات أمنها..ووسيلتها للاستيلاء على السلطة والاحتفاظ بها.

    كان الصدام بين أتباع حسن ألبنا وثورة يوليو وقائدها جمال عبد الناصر أمرا محتوما لأن الثورة لا تكون ثورة إلا إذا ظلت في حالة تجدد فكري يقظ يعينها وينشط هممها كي تعيش عصرها. فالثورة ترصد المتغيرات التي تواكب كل عصر لتوظف كل ما توصل إليه من تقدم في مجال العلوم لتجعله أداة للنهوض الإنساني لمجتمعها، وفي إطار قيمها بغير تزمت أو مبالغة كاذبة. أما جماعات الاتجار بالأديان فوجودهم مرتبط بالإبقاء على حالة التخلف، التي يتولي الكهنة دور البقاء عليها، فهم أمهر الصناع في صناعة التحنيط للتاريخ والعلوم والفنون..وهي حالة مريحة وتسهل على الكهنة السيطرة على القطاعات الاجتماعية التي لم تحظي بأي قدر من التعليم..فيظلوا أدوات بشرية تجيد فرض رؤيتها بالفتوى الكاذبة وبالجريمة. فيتوقف دور العقل في رؤية الأشياء ولا يري غير ما يراه كهنة ألأديان...وجماعة حسن ألبنا هي عضو مؤسس للتجمع الكهنوتي، رغم أن الدين الإسلامي محرض قوي لإعمال العقل للتعرف على الله سبحانه وتعالي فمن أخطأ في الفهم والتأويل للنص المقدس وهو القرآن فله أجر، ومن أصاب فله ضعف من أخطأ ثوابا، فضلا على أن الناس أدري بدنياهم. لا إرهاب في الدين، لا إكراه في الدين، لا اتجار بالدين.

    كان الصدام بين أتباع حسن ألبنا وثورة يوليو وقائدها جمال عبد الناصر أمرا محتوما بسبب رؤيتهم الاجتماعية المتصادمة حول قضية الفوارق الاجتماعية بسبب تكدسها عند فئة قليلة وحرمان الغالبية العظمي منها، وهو ما عرف بمجتمع النصف في % يستحوذ على نصف ثروات المجتمع المصري، والنصف الآخر منقسم إلي شريحة بسيطة موقعها بين القمة والقاع حيث تسكن الكتلة الاجتماعية العظمي من المصريين لا تملك غير نظام للعبودية تؤدي دورها فيه بـِالْـقـَصْــرْ. والكهنة من أتباع حسن ألبنا يؤولون أن التفاوت في الثراء أمر تحدده السماء وهو مشروع ومشرع، ومن يتدخل بهدف تحقيق توازن يفسح للعدالة الاجتماعية متنفسا للفقراء فهو كافر. بهذه الحجة وبهذا التفسير كفرت جماعة الإخوان الإرهابية القائد الخالد جمال عبد الناصر. ولم يكن هذا هو التكفير الأول لقائد ثورة يوليو.




    وإلي اللقاء مع المقال الرابع...الذي يناقش تلمود سيد قطب




















    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 7th May 2013, 04:15 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 5
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي تلـمـود سيـد قطــب النـَّاسِــخَ ...والْـمَـنْـسُـــوخْ بقلــــم: د. محمد فؤاد المغاز

    أنا : د. يحي الشاعر




    !For Medical Professionals Only

    تلـمــــــــود سيــد قطـــــــــــــب
    النـَّاسِــخَ ... والْـمَـنْـسُـــــوخْ




    ( المقــال الرابع )



    بقلــــم
    د. محمد فؤاد المغازي




    في البداية استأذن القارئ أن يمنحني قليلا من صبره فتفسير عنوان المقال سوف يتكشف ويتضح من خلال الاستعراض العام الذي يتضمنه المقال. نبدأ بالإشارة إلي أن التلمود اليهودي كما هو معروف للكثيرين كتاب صاغه مجموعة من كهنة اليهود، وبالتالي فهو ليس سندا قدسيا مصدره السماء وإنما منتوج وصناعة بشرية تحول بجهد ورغبة الكهنة إلي مصدر ديني وتشريعي وثقافي في صياغة التوجيه العام لكل ما يتعلق بحياة اليهود. فهو وثيقة تنظم العلاقة فيما بين اليهود وأنفسهم، وبينهم وبين الجماعات البشرية المنتمين لديانات أخرى، ودورهم ونمط حياتهم في الأوطان المتواجدين فيها. كل هذا كان بهدف أن توفر التعاليم الواردة في التلمود أمن ومصالح الجماعة اليهودية.


    والسؤال:
    1. هل أخذ سيد قطب من التلمود اليهودي ما يناسب ظروف جماعته بما يحقق ضمانات لمصالحها وأمنها؟
    2. وهل هناك أوجه للتشابه بين مكونات وإجراءات الأمن المنصوص عليها في التلمود اليهودي وتلمود سيد قطب؟
    3. أم أن ما جري من تشابه أو تطابق في القضايا الأساسية بين التلمود اليهودي، وتلمود سيد قطب جري بمحض الصدفة؟
    وكأننا نشاهد فيلما يبدأ بمقدمة تحذر من أن التشابه في الأسماء الواردة في النص السينمائي وردت بمحض صدفة.


    غير أن الكاتب يعتقد أن ما جري من تشابه وتتطابق بين العناصر الأساسية والمكونة للتلمود اليهودي وتلمود سيد قطب، لم تكن محض صدفه.

    من الأشياء المعروفة أن تلمود سيد قطب قد صدر بعد صدور التلمود اليهودي..ب معني أنه إذا جرت عملية نقل أو نسخ أو استشهاد سيكون مصدرها التلمود اليهودي وليس العكس.

    فالفاصل الزمني بين تاريخ صدور تلمود اليهود وتلمود سيد قطب تقاس بمئات السنيين..وعليه فسيد قطب هو الناسخ أما المنسوخ عنه فهو التلمود اليهودي.




    ونبدأ بطرح السؤال:
    • ما هي الأسباب التي دفعت بكهنة اليهود في كتابة التلمود اليهودي؟
    • وهل توازي نفس الأسباب المتعلقة بتلمود سيد قطب؟
    حول الأسباب نذكر منها التالي:


    أولا: التلمود اليهودي جاءت صياغته من أجل أمن ومصالح جماعة دينية محدودة هي الجماعة اليهودية. وهو نفس الشيء فتلمود سيد قطب جاءت صياغته على هذا النحو من أجل جماعة دينية محدودة هي جماعة حسن ألبنا. وهي جماعة قائمة بذاتها وخارج إطار المسلمين أجمعين.

    وهنا يظهر التطابق بين الجماعتين من حيث ( الانغلاق الذاتي ) الذي جرى تبريره على أرضية دينية.

    ثانيا: التلمود اليهودي يتضمن تعاليم روعي فيها أن تمكن الجماعة اليهودية من أن تكون قادرة أن ( تَـصْـنـَـعً ) بذاتها ( شـرنـقـة ) متكاملة من حولها بعناصرها الدينية والسياسية والاقتصادية والمالية والثقافية، لتفصلها عن باقي الجماعات الدينية التي تشاركها الواقع والمعايشة الاجتماعية. لأنهم رؤوا وتبينوا في أن ( الانغلاق الذاتي ) يوفر ضمانات استقرار وتوحيد لأبناء الجماعة اليهودية في مواجهة حالة العداء من قبل جماعات بشرية تنتمي بالعقيدة إلي ديانات وعقائد أيديولوجية مختلفة.

    بالمثل جاء تلمود سيد قطب بتعاليمه يمثل حالة ( شـرنـقـة ) تفصل وتعزل جماعته عن باقي الجماعات الدينية بما فيهم المسلمين والمسيحيين وغيرهم ممن ينتمون لأيديولوجيات سياسية وفكرية.

    كان من الطبيعي أن يترتب على حالة العزلة ( والانغلاق الذاتي ) ودوافعه أن تنشأ حالة من الرفض لتلك الجماعات الدينية المتعصبة والمتطرفة والتي لا تريد أن تمارس الحياة المشتركة مع باقي مكونات المجتمع إلا بشروطها.

    وامتد التأثير السلبي والخاطئ لحالة ( الانغلاق الذاتي ) سواء ما يتعلق بالجماعة اليهودية الإرهابية أو جماعة الإخوان الإرهابية أن قادت إلي حالة بدأت بالشك، ثم أوصلت ممارسات العنف والإرهاب إلي خلق حالة من العداء في إطار مجتمع مدني يحتوي الكل لتصل حالة ( الانغلاق الذاتي ) وما ترتب عليه من نتائج إلي تقسيم وتفسخ المجتمع الواحد.

    النتيجة أن جماعات الاتجار بالدين المنغلقة على ذاتها أصبحت مكروهه من باقي جماعات المجتمع. وفي منطقتنا العربية ظهر نموذجان الأول يجري تطبيقه على أرض فلسطين العربية من قبل الجماعة اليهودية الإرهابية، والنموذج الثاني للعنف جري ويجري تطبيقه على أرض مصر العربية من قبل جماعة الإخوان الإرهابية.

    الطامة الكبرى أن وسائل الدعاية وخاصة الغربية والنفطية تري في وجود جماعات الإرهاب كموجه سياسي للسلطة في المنطقة العربية ما يناسب مصالحها. فخلعت عليها صفات وسمات سلمية وإنسانية وبالغوا في التوصيف بأن جماعة الإرهاب اليهودية في فلسطين هي أفضل النماذج السياسية في المنطقة العربية، وذلك استنادا لممارستها الديمقراطية كأداة حكم.

    والآن يجري وضع المساحيق بكثافة ودون مراعاة لتناسق الألوان على وجه جماعة الإخوان الإرهابية ليقللوا من قبح وبشاعة وجوههم أولا، والتشويش على أعمال القتل والسحل التي تنفذها جماعة الإخوان، فيبشرون الشعب المصري أن جماعة الإخوان الإرهابية قد قبلت أخيرا بالاختيار الديمقراطي وسيلة للتعامل السياسي. كيف يمكن تصديق هذه الأكاذيب المفضوحة بحقائق موجودة على الأرض.

    فالجماعة اليهودية الإرهابية في فلسطين تملك اقوي جيش في المنطقة، وجماعة الإخوان الإرهابية تملك أكبر مليشيات مسلحة تقترب في تكويناتها من تكوين الجيوش، فهل يعقل في ظل هذا المناخ أن يجري حوارا بين من يملك فرض رؤيته وشروطه على الآخرين بالقوة وبالعنف، وبين من لا يملك أبسط الوسائل للدفاع عن نفسه، ويتمترس خلف شعارات ومقولات كالديمقراطية، والحوار السياسي، وتبادل السلطة...الخ!!!!

    ثالثا: إن جماعات الإرهاب الديني توصلت إلي قناعة توازي قناعة الإيمان بالعقيدة وهي أن الوصول إلي أهدافهم وتنفيذ مشروعاتهم المتعلقة ببناء نماذجهم المجتمعية لن يتم بغير وسائل العنف والإرهاب.

    ولهذا السبب تحديدا يرفع المصريون الآن شعار عودة الجيش المصري الوطني ليتولي مسئولية الحكم لفترة انتقالية، والمصريون يدركون _كما سبق وأشرت في أحد المقالات_ أن الجيش المصري الوطني هو الطرف الوحيد القادر على حماية الشعب المصري الأعزل من بطش ميليشيات جماعة الإخوان الإرهابية.

    رابعا: ظل التلون السياسي لجماعات الاتجار بالدين واحدا من أهم الوسائل في إطار تعاملاتهم السياسية بصورة عامة.

    غير أن تطبيقات التلون والتمويه لجماعات الإرهاب الديني اليهودي والمسيحي تتقيد إلي حد ما بدرجة من التعقل والتدرج في التطبيق. لكن مع جماعة الإخوان الإرهابية يختلف الأمر، فالانتقال من النقيض إلي النقيض لا يتم بالتدرج وإنما يجري الطفرة وبغير تمهيد.

    وسنشير هنا إلي نماذج بالعناوين دون التوسع في الشرح: نموذج الصراع العربي / الإسرائيلي، نموذج تعاملهم مع نظام مبارك أثناء سيطرته / وبعد خروجه من دائرة السلطة، نموذج تعاملهم مع حلفاء الأمس من السلفيين قبل وصولهم إلي السلطة/ وبعد وصولهم للسلطة، نموذج العلاقة الظاهرة مع الولايات المتحدة الأمريكية قبل الثورة يناير / وبعد الاستيلاء عليها من قبلهم. هذه التحالفات وغيرها جري التعامل معها بأساليب التضليل وبالطفرة.

    خامسا: استخدمت نخب التعصب الديني جميعها وسيلة التحريض القائمة على شحن أتباعهم بالمكون الديني وفق تفسيراتهم.

    لكن جماعة الإخوان الإرهابية وهي تمارس الشحن الديني لأتباعها كانت أساليبها أكثر صرامة وقسوة في التنشئة والتربية العقائدية لأعضائها فنزعت عنهم عنصر الإرادة، وأزاحت أي خصوصية فكرية قد تفسد امتثالهم للطاعة، أو تفسيرات فردية تعارض التفسيرات الصادرة عن المرشد وبطانته. فحولتهم إلي أجهزة استقبال لا تناقش ما يسند إليها من مهام وإنما يتحدد دورها في تنفيذ ما صدر إليها من أوامر وبغير نقاش.


    سادسا: ومما يجب الإشارة إليه أن كهنة الأديان رأت أن أساليب الشحن الديني تحقق أمرين:
    • الأول: أن الشحن الديني يزرع في نفوس أتباعهم الإحساس بالتميز والارتقاء على باقي الديانات السماوية الأخرى. فاليهود رؤوا ذاتهم يحتلون المرتبة العليا في سلم الرسالات السماوية باعتبارهم شعب الله المختار.
    • ورأت جماعات التعصب الديني المسيحي بأنهم أفضل من اليهود بحكم ما قيل عنهم أنهم ملح الأرض ونور الدنيا، ثم جاءت جماعات التعصب الإسلامي ليشيدوا تميزهم بأنهم خير أمة أخرجت للناس.
    • وجميع عناصر التمييز التي روجت لها الكهنة لا تستند لنصوص مقدسة، وإنما جاءت من خلال تفسيرات بشرية تولي كهنة الأديان صياغاتها بالمغالطة والتشويش والدس على النصوص المقدسة.
    وهكذا ظلت سمة التعالي والتميز والتعظيم المعتمدة على البعد الديني، سمة عامة ومشتركة بين جماعات الاتجار بالدين، رغم أن مصدر جميع الرسالات السماوية واحد وهو الله سبحانه وتعالي.


    نعود فنقول: أن ما فعله سيد قطب عندما استعار حالة الاستعلاء والتميز والتعصب من تعاليم التلمود وضمنها تلموده.

    كانت وسيلته في ذلك أكثر قبحا وتعصبا بالمقارنة مع حالة الاستعلاء والتميز والتي شملت الجماعة اليهودية والمسيحية، بمعني أن حالة التميز والاستعلاء بالنسبة للجماعة اليهودية والمسيحية كانت شاملة لأتباع الديانتين، دون تفريق قائم على مذاهب أو على طوائف.

    أما سيد قطب فقد حصر حالة التميز / والاستعلاء / والتفضيل في نطاق جماعة الإخوان الإرهابية _فقط_ ولم يعممها على باقي جماعات المسلمين، بل ذهب إلي أبعد من ذلك فنزع عنهم صفة المسلم.

    • الثاني: هو أن وسيلة الشحن الديني من شأنها أن تبقي على علاقة التبعية بين أتباع كل ديانة، وبين مولدات الشحن الديني المتمثلة في كهنة الأديان، حالة من التبعية لا تسقط بفعل التقادم، ولا تنتهي بفعل المتغيرات التي قد تشهدها المراحل التاريخية في العالم وما يتبعها من تغيير في نمط الوعي والحياة.
    • وهنا علينا الاعتراف بأن تأثيرات الموروث الديني وخاصة في المجتمعات المتخلفة ما زال تأثيرها أقوي من باقي الأيديولوجيات الفكرية والسياسية.
    سابعا:لعب امتلاك العنصر المالي واحدا من أهم العوامل التي ميزت الجماعة اليهودية عن باقي الجماعات الدينية. فبمقدار امتلاكهم للمال بوفرة، بمقدار ما وفر لهم من ضمانات الأمن, فمكنهم من فتح قنوات اتصال مع النخب العليا الحاكمة للمجتمعات والتي تشكل الجماعة اليهودية الأقلية فيها، إضافة إلي أن المال قد مكنهم من السيطرة على الكثير من وسائل الضغط، كنموذج سيطرتهم على وسائل الدعاية في أغلب دول العالم. يضاف إلي هذا عاملا لا يجب أن نغفل عنه وهو النمط المعيشي لأتباع الديانة اليهودية وهو نمط خاص بهم، يحول بينهم وبين الانصهار مع النمط المعيشي السائد للآخرين.


    نفس الشيء بالنسبة لأتباع جماعة حسن ألبنا فتعددت مصادر تمويلهم من اشتراكات أفراد الجماعة، إلي إمداد الإنجليز لهم بالمال في فترة احتلال مصر، وتبرعات جاءتهم من الملك فاروق الفاسد. كان هذا التمويل كافيا لدعمهم في البداية، ومع ظهور النفط توفر لهم مصدرا سخيا في التمويل وأصبح قاصرا عليهم وحدهم الآن، شرط أن يتولوا نفس الدور الذي تولاه نظام السادات ومن بعده مبارك، وهو أن تعزل مصر عن محيطها العربي وأن يتجمد دورها في الإقليم، وأن لا تعود مصر لدورها كما كانت عليه في ظل المد الناصري الذي كان يهدد وجودهم وعروشهم.
    ....
    ......
    ...


    - يتبع -












    د.يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 7th May 2013, 04:16 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 6
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    ....
    .......
    ...



    ثامنا: وحدت تعاليم التلمود للجماعة اليهودية في إدارة عملية التعامل مع الجماعات البشرية التي لا تدين بالديانة اليهودية، بصيغة موحدة لا تتغير بتغير تبعثرهم في باقي المجتمعات البشرية. فهم يتعاملون ككتلة واحدة مع المنتمين للديانات الأخرى ولكن بوجهين وجه معلن يتعامل بكفاءة من حيث الموضوع والشكل، فلا يري الآخرين منهم غير ما هو ظاهر وبحيث لا يفضح الشكل المضمون، أما الوجه الحقيقي فهو مدفون في مخططاتهم وإستراتيجيتهم.

    بالمقارنة مع المنهج الذي تتعامل به جماعة الاتجار بالدين من الإخوان مع الجماعات البشرية التي لا تدين بالديانة الإخوانية، ارتبط أدائهم السياسي وفقا لموقعهم من السلطة، فأدائهم في خارج السلطة يختلف عن أدائهم الآن وهم السلطة، فتلونت مواقفهم وأدوارهم بين تأييد المنافق وهم خارج السلطة، وبين تهديد الجبان بعد وصولهم للسلطة، فلم يعودوا الآن يأبهون بأحد، وأصبح المطلوب من الجميع سواء كانوا قوي مدنية أو دينية هو التسليم لهم وبكامل شروطهم.

    تاسعا: لم تكن الكراهية والخوف من جماعات الاتجار بالدين لكونهم جماعات تستخدم الدين وسيلة دنيئة لتصل إلي أهدافها. ولكن الخطر هي تلك النتائج المترتبة على النهج المتعصب والمتسلط والمتعالي، فقد أوصل إلي خلق حالة دائمة من عدم الاستقرار في المجتمعات، مما انعكس سلبا على إدارة شئون الدولة، وأصبح يمثل مناخا صالحا للنعرات الطائفية والمذهبية وما يتبع ذلك من وجود صراع يؤدي إلي حروب طائفية يمكن تفعيلها عند الطلب، وبالتالي أصبحت حركتهم السياسية ودورهم يمثل دعوة ومبرر للتدخل الأجنبي الاستعماري في أي بلد يشاء، ووقت ما يشاء.

    عاشرا: هذا لا يجعلنا نسقط أن من بين هذه الجماعة الدينية اليهودية نخبة متميزة بإسهامها الثقافي والعلمي، ومن الأشياء المعروفة عن الجماعة اليهودية أنهم يمتلكون كفاءة متميزة في عالم الدعاية، والسينما، والثقافة، والعلوم. وهو ما يميز تلك النخب تحديدا عن جماعة الإخوان الإرهابية التي تآكل وعيها فلم تعد تنظر أبعد من الاعتناء بتربية الذقون واختيار الملابس، وعنادهم في معاداة المرأة والنظرة إليها بأنها مخلوق وجد لكي يكون في خدمة رجل أبله، وبالتالي إرغامها على سلوك يحدده هؤلاء المعتوهين.

    أيضا هناك جماعات وشخصيات عالمية من اليهود تعادي ما ورد في التلمود، وتعتبر أن التمسك بتعاليمه لا تضمن الأمن والحماية لليهود بل على العكس، ومن بين هؤلاء شخصية عالمية معروفة كألبرت أينشتاين الذي طالب الرئيس الأمريكي بعدم استقبال مناحيم بيجين، وخرج في مظاهرة ضده عندما وصل إلي أمريكا. وهو من رفض أن يكون أول رئيس جمهورية لإسرائيل. وهو من وجه النقد لفكرة الوطنية اليهودية الضيقة وأعتبرها أنها سوف تصل بتراكمات العداء للصراع العربي / الإسرائيلي إلي حالة يستحيل بعدها أن تشهد المنطقة العربية إي شكل من أشكال الاستقرار، وبالتالي استحالة قيام مصالحة تاريخية بين أطراف الصراع.

    لكن انظروا إلي الانقلاب الشامل في موقف جماعة الإخوان الإرهابية من قضية الصراع العربي / الإسرائيلي، فمن القول بأن اليهود أحفاد القردة والخنازير إلي القول: صديقي العزيز شيمون بيريز...أتمنى الْـرَغَـدْ لدولة إسرائيل التوقيع ( محمد مرسي ).

    بعد هذه المقولة التي لا يقولها غير إنسان فقد ذاكرته، وبالتالي لا يستحق أن يشغل منصب رئيس الدولة، وإنما يستحق غرفة في مستشفي الأمراض العقلية. بعد ما صدر عن مصدري وتقلباته، أصبحت في حيرة من أمري فلانقلابات على الذات، وعلى الثوابت الوطنية والقومية والدينية تجرى في نطاق هذه الجماعة كما أشرت بالطفرة وبغير تدرج، وأصبحت اسأل نفسي من هم في الأصل من سلالة القردة والخنازير شيمون بيريز وجماعته؟ أم محمد مرسي وجماعته؟

    على كل الأحوال...

    أن جماعات الاتجار بالدين لا يؤمنون بأهداف المجتمعات التي يعيشون في كنفها، ولا هم بقادرين على خلق نظام خاص بهم خارج النظام السائد في تلك المجتمعات، لهذا لم يعد أمامهم غير فرض عقائدهم المكذوبة بوسيلة القوة والعنف. وجاء التلمود اليهودي ليقدم الحل العبقري والعنصري لجماعات الاتجار بالدين والمتمثل في عامل واحد هو (التكـفيــــر) الذي حل إشكالية التناقض والتداخل فيما بينهم وبين المجتمعات التي يعيشون فيها.




    وهذا ما سوف نتعرض له بقدر من التفصيل في المقال القادم






    د. محمد فؤاد المغازي












    د.يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 7th May 2013, 04:32 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 7
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي تـّلْـمُـودْ سيـد قـطــب..الْـمُـكِّـفَّـر ...الْـكَـافِـرْ بقلم د. محمد فؤاد المغازي

    أنا : د. يحي الشاعر




    تـّلْـمُـودْ سيـد قـطــب
    الْـمُـكِّــفَّــر ... الْـكَـافِـرْ
    (المقال الخامس)


    بقلــــم
    د. محمد فؤاد المغازي
















    لم تكن بداية تكفير المسلمين وغيرهم قد بدأت مع سيد قطب، وإنما بدأت كإرهاصات روج لها حسن ألبنا وقبل أن يكون سيد قطب عضو في جماعة الإخوان الإرهابية. وهذه الإرهاصات لم تكن ظاهرة للرأي العام في مصر على نحو مكشوف يحرض على التصدي لها.

    فقضية تكفير المسلمين لا يمكن أن تمر هكذا بسهولة في وجود الأزهر وعلمائه من أمثال الشيخ مصطفي المراغي / د. مصطفي عبد الرازق/ ، وفي وجود علماء في علوم الأديان من خارج الأزهر من أمثال العقاد / د. طه حسين / د. محمد حسين هيكل / د. علي عبد الرازق وغيرهم.
    لهذا نحن نميل إلي أن أطروحات ألبنا التكفيرية كان يروج لها في إطار جماعته ليبث في جماعته روح التعظيم والعلو على باقي المسلمين وغيرهم، ولكن ليس بالفجاجة والعنصرية التي اعتمدها سيد قطب في مبررات تكفيره.

    سيد قطب فرد واحد خلع على ذاته وكيلا عن الأنبياء ورسولا من السماء بغير رسالة أو تفويض وإنما بتلمود أخذه عن كهنة الجماعة اليهودية. فاشتركت جماعته مع جماعتهم في العنصرية / التميز / التعالي / ولوي عنق الدين ليكون خادما للسياسة.

    سيد قطب فرد واحد استخدم سلاح التكفير في مواجهة من اعترض طريقه، وطريق الجماعة للوصول إلي السلطة. فرد واحد معتوه نصب نفسه المفسر الوحيد لصحيح الدين، وبالتالي حق له أن يكفر من يشاء، أو يؤسلم من أختار!!!

    وبما أن القرآن الكريم الكتاب القدسي لم يأتي بنص صريح يبيح لإنسان أن يكفر إنسانا آخر، إذن فكل من قال أو فسر بعكس ما ورد في القرآن الكريم باطل ومدسوس ومنبوذ مثل صاحبه. صحيح أن حالة الكفر موجودة ولكن الفصل في تحديد من هو الكافر ومن هو غير كافر عائدا لله سبحانه وتعالي وحده، وهذه رحمة من الله بالبشر جميعا.

    حتى الأنبياء لم يتميزوا عن سائر البشر فلم يكن لهم أي أحقية أن يكفروا الناس. يقول سبحانه وتعالي:"إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين". وقوله سبحانه وتعالي:وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.ويقول سبحانه وتعالي:" إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ".

    والرسول العربي الذي لم يعرف عنه قبل إسلامه وبعد الرسالة أنه كان إنسانا ونبيا ورسولا لغير الرحمة، وكان وسيظل حتى قيام الساعة نموذجا لمكارم الأخلاق، ومكملا لها. قال صلي الله عليه وسلم: ( أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لِأَخِيهِ : يَا كَافِرُ ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا). وهنا نفي الرسول التحديد من هو الكافر ومن هو غير الكافر، فهي شأن من شئون الله تعالي وحده.

    إذن فكل ما قاله سيد قطب حول التكفير بغير قيمة، ولا يستحق الالتفات إليه، لولا أن تنظيم جماعة الإخوان مكنه من أن يصبح الموجه الأيديولوجي لشباب الجماعة مستخدما الدين لتشكيل وعيهم بغير اعتراض. فقد تكفل نظام الطاعة الصارم أن يمكن هذا المعتوه من أن يحرث في عقول الشباب بغير ضوابط، وأن يزرع بذور التفسيرات المغلوطة عن الدين بنفس المنهاج الذي زرع به كهنة اليهود تفسيراتهم في عقول المتعصبين من أتباعهم.

    أما ما يتعلق بالبناء التنظيمي والعسكري للجماعة فجاء استنساخا للنظام النازي تحديدا. وبالتالي أصبح دور تلك الجماعة يمثل خطرا حقيقيا على الشعوب التي يتواجدون فيها، وأصبحت قراءة ما صدر عن هذا المعتوه (سيد قطب) أمرا واجبا يساعد في مقاومة هذه العصابة الضالة.

    لقد تصدي لسيد قطب الكثيرين من أساتذة علوم الدين والفقه، وسفهوا كتاباته المتعلقة بقضية التكفير .. حتى يوسف القرضاوي وهو واحد من أغني أغنياء المتاجرين بالدين في زمن النفط فيكتب ويقول صراحة بأن سيد قطب:

    " قد كفر مسلمين اليوم وبنصوص صريحة...ولكن ما حيلتي والشواهد تدمغني، والنصوص الواضحة المتكررة لا تدع لي مجالا. وليست الأمور بالتمني".

    وقدم القرضاوي من الأسانيد والأدلة ما يؤيد موقفه في أن سيد قطب كفر المسلمين. لكن يوسف القرضاوي قد تغاضي وتجاهل أن يذكر ما هو موقف الدين الإسلامي سواء ما ورد في القرآن الكريم، وفي الصحيح من السنة النبوية الشريفة كعقاب لمن كفر المسلمين والبشر؟ بل تجاهل ذكر العقوبة، وراح يخفف بقدر ما استطاع، ويتجاهل بقدر ما اتيح له ما ورد في النص القرآني، أو ما ورد في صحيح الحديث.

    كان يوسف القرضاوي يدرك أن المواجهة المباشرة والصريحة لأسانيد سيد قطب فيما يتعلق بقضية التكفير سوف تنعكس نتائجها سلبا على جماعة الإخوان الإرهابية، فظل رأيه حبيسا في عقله وصدره طوال 30 سنة، فأختار وفضل أن يكون شيطانا أخرس، على أن يوجه نقدا لسيد قطب. ترجحت كفة سيد قطب على كفة الإسلام عند القرضاوي.

    فيعترف القرضاوي: " لقد كنت مترددا بين الإبقاء على سمعة الشهيد من ناحية، وبيان الحقيقة الشرعية من ناحية أخرى، فترجحت الثانية على الأولى؛ لأن البيان فريضة، ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، وخطأ سيد لا ينقص من منزلته ولا من مثوبته عند الله، فإنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى."

    معتوه يكفر المسلمين، ويقسمهم، ورغم هذا فالقرضاوي كان حريصا على سمعة سيد قطب على حساب الإسلام!!! دققوا كيف الْتَفَّ يوسف القرضاوي الشيطان الأخرس على اعترافه، لم يدين قطب، وإنما حول قضية تكفير كافة المسلمين وكل البشر إلي مسألة فكرية يصيب المرء فيها أو يخطئ!! ونسي القرضاوي ما ترتب من جرائم وقتل وإرهاب بسبب تهمة التكفير، وكم من علاقات اجتماعية وإنسانية تمزقت بتهمة وبسبب التكفير. ومازال حتي اليوم مترسخا عند المتعصبين أن الكافر وجب قتله. ويقول هذا علانية أمام عدسات التاريخ التي تسجل أقوالهم.

    حتى سيد قطب نفسه لم ينجو من لعنة عمله. فقد أطاح بعقله الترحيب الذي لقيه من قبل المرشد والنخبة العليا في جماعة الإخوان، وظهر هذا واضحا عندما اسند إليه مهمة التثقيف والتنشئة والتربية الدينية لشباب الجماعة. هذه المكانة والتقدير جعلته يعتقد أنه قادر على ما لم يقدر عليه حسن ألبنا وهو الوصول بجماعة الإخوان إلي السلطة. وتفتق ذهنه الشيطاني أن يستعير قضية التكفير عن كهنة اليهود. فالتكفير يحقق أمرين:



    • الأول: تكفير السلطة بمجملها، وتكفير من ارتضوا بنظامها. بمعني تكفير كامل المجتمع ليس المصري فحسب وإنما كل المجتمعات الإسلامية المنتشرة على الأرض.
    • الثاني: ان تكفير السلطة سيكون مبرر مقنع لشباب الجماعة أنهم وحدهم الموكول إليهم الدفاع عن الإسلام، وتتأكد القناعة بقانون السمع والطاعة الذي تربي عليه شباب الجماعة. فرمي الآخرين بالكفر، يتحول إلي فريضة دينية واجبة التطبيق.
    وبهذا تحول سيد قطب من معتوه ديني إلي زعيم تنظيم يسعي للاستيلاء على السلطة بوسائل العنف والقتل وكانت أداته التنفيذية للقتل والتدمير هم شباب هذه الجماعة. فوضع خطط الاستيلاء على الحكم والتي عرفت بتنظيم 1965.





    التكفيـــر وتداعياتــه

    أصبح التكفير هو السند والأساس الذي بني عليه سيد قطب مشروعه بالكامل.

    انطلقت جماعة الإخوان نحو تحقيق هدفها وهو الوصول إلي السلطة، معتمدة على ميليشيات من شباب الجماعة، ومسلحين عقائديا بمقولات سيد قطب التكفيرية. كانت خطة سيد قطب هي تدمير الجسور المقامة على النيل بغرض إغراق الدلتا فتتلهي الحكومة بمواجهة الكارثة التي ستخلق حالة من الفوضى تتمكن من خلالها عصابة الإخوان من الاستيلاء على السلطة.

    لم يفكر سيد قطب في الخراب الاقتصادي الذي سيلحق بمصر، والدمار الاجتماعي المترتب على الكارثة. فتكفيره لنظام الحكم والشعب الغي الفواصل حتى الإنسانية، فلم يتنبه ضميره الميت كم من أطفال، وعجائز، ورجال ونساء يطلبون النجدة فلا مجيب لهم غير الموت، وحتى من سينجو من الكارثة كيف سيواجهون نتائج الكارثة، اقتصاديا ووبائيا كل هذا لم يدخل في حساب خططه الإجرامية.

    أذكر القارئ أن سيد قطب رفيق الشيطان، استعار خطته الإجرامية من المستعمر الإنجليزي.

    فالإنجليز هم أول من فكر في تدمير الجسور المقامة على النيل لإغراق الدلتا في حالة إذا بدأ الزحف الألماني على القاهرة أثناء الحرب العالمية الثانية. وهذا التهديد بإغراق مصر ما زال قائما وورقة تستخدمها العصابة الصهيونية لابتزاز مصر وإغراقها بتدمير السد العالي.

    توحد أعداء مصر .. المستعمر الإنجليزي / والمستعمر الصهيوني / والمستعمر الإخواني توحدوا جميعا حول هدف واحد هو الإساءة وإلحاق الكوارث بمصر وشعبها. توحدوا ضد ثورة 23 يوليو وقائدها جمال عبد الناصر. ولم يكن التوحد حول الوسائل منحصرا في إغراق دلتا مصر، وإنما توحدت وسائل المستعمر الغربي مع جماعة الإخوان الإرهابية الذراع الإرهابي لأسرة آل سعود في مصر حول قضية اغتيال جمال عبد الناصر، فاغتياله كان مطلبا للمستعمر البريطاني، والفرنسي، والصهيوني، وآل سعود والمستعمر الجديد الأمريكي، جميعهم وضعوا الخطط لاغتيال جمال عبد الناصر ونفذوها بالفعل، وكما توحدوا على القتل، توحدوا حول فشل مؤامراتهم.

    نأتي إلي كشف العامل المشترك لوسائلهم وهذا هو الأخطر. بما أن المطلوب من معسكر أعداء مصر ( المعسكر الغربي/ آل سعود/ جماعة الإخوان/ العدو الصهيوني ) هو الوصول إلي السلطة بغرض إدارة مصر بما يحقق مصالحهم، وهذا لا يتحقق إلا إذا ساد وانتشر الجهل في المجتمع المصري. ويكفي أن نذكر أن المشروع التعليمي والثقافي قبل ثورة يوليو 1952 وبعدها يقدم الدليل على أن تجهيل الشعب المصري كان مطلبا في حد ذاته اجتمع من حوله أعداء مصر. فإدارة مجتمع جاهل أسهل بكثير عن مجتمع ينتشر فيه التعليم ووسائل المعرفة.

    الخلاصة أن العامل الذي تجمعت من حوله مشاريع السيطرة كان ينتهي إلى أن تظل مصر في حالة تخلف، لا تمكنها من أن تنال حريتها الوطنية، ولا يجب أن تمنح مصر فرصة النهوض فتلحق بعصرها فتخطوا بشعبها نحو التقدم.

    ...
    .......
    ...

    - يتبع -




    د.يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 7th May 2013, 04:34 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 8
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    ....
    .......
    ...



    وأني لأرجوا القارئ أن يدقق فيما جري لمصر في الماضي، وفي الحاضر، وما ينتظرها في مستقبل الأيام، سوف يكتشف أن هناك علاقة مصلحة تجمع بين مستعمر خارجي ومستعمر في الداخل ( أيا كانت مسمياته حزبية، أو دينية، وأيا كانت هويته سياسية أو دينية )، هو أن تظل مصر بلدا مكبلا، لا تقدر على أن يكون لها مشروعها الوطني، أو القومي، أو أن يكون له دورا مشاركا ومؤثرا في إقليمها، أو في عالمها وعصرها.

    فشلت مؤامرة جماعة الإخوان الإرهابية بقيادة سيد قطب، ولكنها لم تنتهي كمنظمة إرهابية، ظل هدفها الدائم وغايتها الوصول إلي السلطة ... والوسيلة هي التكفيـــر ... التكفير سلاح جماعة الإخوان والذي تحول إلي موروث تلتزم به أعضاء الجماعة.

    [ راجع مقالات الأستاذ سامي شرف وزير رئاسة شئون الجمهورية في فترة حكم القائد الخالد جمال عبد الناصر حول التنظيم الإرهابي لجماعة الإخوان، ودورها في الماضي والحاضر والمستقبل ].

    لقد حاولت أن اقدم نموذج من سلوكيات وتاريخ جماعة الإخوان الإرهابية قبل وصولهم إلي السلطة. وفي المقال القادم نستعرض معا ثقافة التكفير الذي بدأها حسن البنا، وتوسعت من خلال كتابات سيد قطب. وكيف تتعامل أجيال لم تعيش في ظل وجود حسن ألبنا، أو سيد قطب وهم الآن في السلطة، وفي وضع يمكنهم من تفعيل وتوسيع ثقافة التكفير. والمستقبل المظلم والخطر الذي ينتظر مصر إذا ما استمرت هذه الجماعة الإرهابية في حكم مصر.





    وما سوف نتعرض له بقدر من التفصيل في المقال القادم




    د. محمد فؤاد المغازي





    ...
    .......
    ...

    - يتبع -




    د.يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    د. محمد فؤاد المغازي, جــــوقة حسـن ألـبنـــــا, وتلمـود سيد قطـب

    جــــوقة حسـن ألـبنـــــا وتلمـود سيد قطـب -1- بقلم: د. محمد فؤاد المغازي

    « الموضوع السابق | الموضوع التالي »

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]