الإعلام يقرر نيابة عن الشعب ويختار السيسي رئيسا

[المستشار الصحفى]

الصحف المصرية والعربية

يلعب الإعلام الدور الأبرز في توجيه الرأي العام، وتعزيز المفاهيم والقيم في حال كان القائمين عليه من أصحاب العقول الواعية بالدور الهام للإعلام، أبرز الأدوار الإيجابية للإعلام هو الكشف عن الحقيقة بعد البحث عنها وعرضها للقارئ، والتوعية ونشر المعرفة، وتصويب بعض المفاهيم والمعتقدات الخاطئة في مجتمعاتنا العربية، والارتقاء بالذوق العام، ونشر القيم والمثل العليا، وتقريب المسافات بين الشعوب، وتَذوِيب الفوارق. فالإعلام في الأصل يعمل على خدمة قضايا الأمّة المختلفة، والابتعاد عن زرع الفتن والأحقاد، والدعوة إلى الوحدة ونبذ الفرقة، والاهتمام بقضايا الأمة المصيرية وقد يستخدم الإعلام بصورة سلبية من خلال استخدام الإعلام كوسيلة لتحقيق أغراض سياسية، وتحديدًا عندما يكون ذلك على حساب المصداقية. فمنذ الأيام الأولي للانقلاب العسكري في يوليو برغم كل ممارساته المتتاليه إلا أن الإعلام المصري بمواقعه الالكترونيه وصحفه الورقية وقنواته التلفزيونية كان قد أخذ قرارا مسبقا بترشيح قائد الانقلاب الفريق السيسي لرئاسة مصر وبأنه رجل المرحلة وبأن مصر لم تلد من هو أجدر منه لادارتها في هذه الفترة . تستمر الحملة كل يوم بأشكالها المختلفة ولكن منذ نهاية الاستفتاء علي الدستور الغير شرعي فإن الإعلام قد حسم الأمر بترشح الفريق السيسي حتي قبل الاجتماع المنتظر للقوات المسلحة والذي من المقرر أن يكون علي رأسه ترشح الفريق السيسي هذا برغم أن أصوات قليلة رجحت عدم ترشحه خاصة بعد المادة التي تم وضعها بالدستور وتعطي لوزير الدفاع حصانة ليست لأي شخص أوجهة آخري بالدولة . نريد الفريق السيسي رئيسا كان هذا العنوان أحد ما ذكرته إحدى الصحف المصرية بأن مؤتمرا سينطلق اليوم يتم خلاله الإعلان عن قرار للشعب المصري بترشيح الفريق السيسي لرئاسة الجمهورية. وعلي ما يبدو فالحملة قررت نيابة عن الشعب المصري والفريق السيسي، وحسمت أمر اختياره وترشحه، تزامنا مع ادعاء المتحدث باسم الحملة بأنها جمعت ?? مليون استمارة تأييد. وقالت بأنه تم تشكيل وفد من الحركات الداعمة للسيسي والأحزاب، لتقديم قرار الشعب له! مصر في حاجة لزعيم كالسيسي فقد تابعت إحدي الصحف بأن منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمي، قال: إن الفريق السيسي يحظى بشعبية لا يتمتع بها أحد غيره، وهو وحده القادر على تنفيذ خارطة الطريق، وأن القول بأن حمدين صباحي زعيم التيار الشعبي، هو مرشح الثورة، غير دقيق بالمرة، لأن هناك أشخاصًا على نفس الدرجة من الثورية. ننظر للسيسي على أنه رجل قوي كلمة قالها السفير الفرنسي لدى المملكة العربية السعودية برتران بزانسنو بإن بلاده تنظر إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسي على أنه رجل قوى، إلا أنهم لا يعرفون إن كان سيترشح للرئاسة أم لا، معتبرا أن السيسي هو من يقرر والشعب هو من يختار. ونسيت الصحيفة - التي نشرت التصريح - أنها قررت بمسلسل الأخبار الداعمة للسيسي، وتصويره بأنه منفرد لا مثيل له في قيادة مصر حاليا، وأنه من سينتزع مصر من كوكب الأزمات التي حطت عليه منذ زمن، وأنه بقيادته لها ستنتهي جميع تلك الأزمات والمشاكل التي عجزت جميع الحكومات والقيادات عن حلها. مؤيدو السيسي يطالبونه بالاستجابة للملايين وذكرت صحيفة أخرى بأن جبهة "مؤيدي السيسي" تقدمت بخطاب رسمي للسيسي، مساء أمس، تدعوه إلى إعلان ترشُّحه في الانتخابات الرئاسية و"تلبية نداء ملايين المواطنين"! وسلّم الأمين العام للجبهة عددا من حملات جمع التوقيعات المطالبة بترشُّح "السيسي" للرئاسة، لمكتب الفريق السيسي بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع، وقال إن الجبهة جمعت أكثر من 40 مليون توقيع على استماراتها المطالبة بترشُّحه. 5 وزراء يشكلون تحالفاً جديداً لاختيار مرشح رئاسي من جانب آخر أكدت إحدي الصحف أنها انفردت بمصادر تؤكد تشكيل تحالف سياسي جديد باسم «التحالف الوطني الاجتماعي التوافقي»، بمشاركة 5 وزراء من حكومة الدكتور حازم الببلاوي، على رأسهم كمال أبوعيطة، وزير القوى العاملة، ووزراء آخرين لدعم مرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والإعلان عنه قبل 25 يناير الجاري. واستبعد التحالف أن يكون هذا المرشح هو حمدين صباحي، وأنه سيكون شخصاً يحظى برضا قطاع عريض من فئات المجتمع - علي حد وصفه - وسيرفع الشعب صوره في الميادين عند إعلان اسمه، كما أن التحالف لا يمانع في ترشح السيسي للرئاسة! الحملة الانتخابية للفريق السيسي ولم تكتفي هذه الصحيفة بهذا، بل أنها نشرت أيضا ما اعتبرته انفرادا بجوانب الحملة الانتخابية للفريق السيسي ! وتابعت أن الفريق السيسي بدأ إعداد برنامجه الانتخابي، الذي سيقدمه للشعب، عقب إعلان ترشحه للرئاسة، وأنه يتشاور مع 3 شخصيات بارزة حول قرار ترشحه. شيزوفرينيا الإعلام هذه الوسائل جميعها استمرت لمدة عام كامل بحملة مناهضة للرئيس مرسي، ولم تذكر أي جوانب إيجابية لحكمه، وعارضت قبلها عسكرة الدولة، وادعت أنها تريد مدنية الدولة، أما الآن فكل ما كان محرما سابقا صار الآن بفضل الفريق السيسي جائزا بل لا بديل عنه . الجدل حول تأثير الإعلام ليس جديدا فهناك انقسام دائم بين خبراء الإعلام حول هذه القضية، البعض يرى قدرة الإعلام على التغيير للأفضل، بينما يرى البعض أنه قادر على إثارة العنف أيضا. وهناك وجهة نظر ثالثة تبدو أكثر وسطية تفيد بأن الإعلام يقوم بدور حاسم ولكنه ليس المسؤول الوحيد عن إشعال ثورة أو إسقاط رئيس.

مزيد من التفاصيل