"الهاشتاج".. هل يسقط انقلابا عسكريا؟

[المستشار الصحفى]

الصحف المصرية والعربية

انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الهاشتاجات المناوئة للانقلاب العسكري، وكان أشهرهم على الاطلاق الهاشتاج المناهض لقائد الانقلاب العسكري "#انتخبوا_الـ***"، وما إن لاقى الهاشتاج طريقه في الانتشار والشهرة حتى خرج من حيز شاشات الإنترنت ورسم في الشوارع، وظل حديث سمر للمصرين إن لم يكن للعالم أجمع، حتى أصبح الهاشتاج وسيلة لتوحيد الكلمة، ومناهضة الانقلاب العسكري. تقنية "الهاش تاج" التي شقت طريقها إلى وسائل الإعلام وإلى الأرقام والتصنيفات العالمية دفعت محللين وسياسيين إلى التنبيه إلى أهمية هذه التقنية في مواجهة ممارسات الانقلاب العسكري خاصة في ظل غياب أو تغييب وسائل إعلام موضوعية يمكن أن تبرز تعدد الآراء ووجهات نظر معارضي الانقلاب، في الوقت الذي قلل فيه موالون للانقلاب العسكري من أهمية "الهاشتاجات"؛ وهي الآراء التي دفعت مؤيدي الهاشتاج إلى التذكير بأن صفحة على "فيس بوك" أطلقت صرخة الثورة التي أطاحت بمبارك؛ "فهل من الممكن أن يسقط الهاشتاج انقلابا عسكريا؟" كسر هيبة الانقلاب في البداية، يقول أحمد أيوب "صحفي" 40 عامًا، أن تقنية "الهاشتاج" المستخدمة ربما لا تغير بشكل مباشر الأوضاع على الأرض أو تعدّل من موازين القوى بشكل مباشر، لكن تقنية الهاشتاج لها أهمية كبيرة في كسر هيبة الانقلاب، وفضحه إعلاميًا، وتجميع عدد كبير من الآراء والتهكمات بكلمات مفتاحية في قضية واحدة. ويضيف أن الهاشتاج له دور نفسي في كسر هيبة الانقلاب لدى مؤيديه ومعارضيه معًا، وإظهاره بمظهر السخرية والاستهزاء، ودور نفسي أيضا لدى معارضيه فقط، وهو بالترويح والضحك، وهذا يطيل نفس المعارضة والاحتجاج والثورة والمقاومة؛ لأن كسر حدة الجمود ببعض السخرية والترويح يطيل النفس، إضافة إلى أن المصريين "ولاد نكتة"، والسخرية تجد عندهم رواجًا. ويستطرد: ولدى مؤيديه تصيبهم بنوع من الإحباط والصدمة، والشعور بأن ما يمجدونه ليس إلا منبوذا مسخورا منه، وهو يفت في عضدهم.. هذه الأدوار التي تقوم بها تقنية الهاشتاج -إضافة إلى الدور الإعلامي- تؤثر على الأرض، ولكن بشكل غير مباشر وغير ملاحظ أو مرئي للعين.. مضيفًا لذلك من الخطأ أن يكون السؤال عما إذا كان الهاشتاج سيسقط الانقلاب، ولكن السؤال هو عما إذا كان سيسهم وله دور.. في هذه الحالة الإجابة بنعم.. له دور مهم، ربما لم يكن يدرك مطلقوه (أنفسهم) أن سيصل إلى هذا الحد. دور إعلامي وفي ذات السياق يقوا ماجد السيد "مهندس" 25 سنة، أن الهاشتاج له دور إعلامي، وفي هذه النقطة نجحت "هاشتاجات" في الوصول إلى حد العالمية، وأثرت وجرى تفعيلها بشكل غير مسبوق.. وبالطبع هذا مثل الهاشتاج المناهض لقائد الانقلاب العسكري "#انتخبوا_الـ..."، وهذا الهاش تاج -رغم التحفظات عليه- نجح في كسر هيبة الانقلاب بشكل غير مسبوق، وفضحه بأنه ليس له شعبية جارفة أو شيء مما يروَّج له. موضحًا أن بعض الهاشتاجات الأخرى كان دورها الإعلامي مقتصرًا على الترويج لقضية إنسانية أو معتقل أو حادثة ما. وفي السياق ذاته، توضح أمنية محمد "ربة منزل"، أن الهاشتاج وسيلة من وسائل إسقاط هيبة قائد الانقلاب، والتعبير عن مساوئه، يعني مجرد وسيلة، وأنا أرى أن الهاشتاج منبر جديد من المنابر الإعلامية التي تعبر عن سوء الانقلاب وقائده، محذرةً أن الهاشتاج قد يفقد تأثيره مع استخدامه على الفاضي والمليان، أو بشكل متكرر دون تخطيط لتدشينه. وتضيف أمنية: أحلى حاجه في الهاشتاج إنه يشكل رأي عام وبينتشر بشكل كبير، يعني أي رسالة يحتاج رافضو الانقلاب توصيلها ممكن التعبير عنها بالهاشتاج ويمكن كمان قياس مدى انتشارها وتأثيرها.

مزيد من التفاصيل