توفيق حميد.. طبيب من أصل مصري ولد عام 1961يعيش في أمريكا.. يقول عن نفسه إنه إسلامي بالمولد.. مسيحي بالروح .. يهودي بالقلب. ويشغل منصبا هاما في أحد المراكز البحثية المتخصصة في محاربة التطرف اﻹسلامي. يروي عن نفسه ان أباه كان ملحدا.. وكل علاقته بالدين هو المظاهر الاحتفالية في رمضان والعيد.. وكذلك كانت والدته.
في مطلع شبابه انضم حميد للتيارات الجهادية وكان عضوا في جماعة الجهاد وصديقا لايمن الظواهري وكان يأمل في الحرب في أفغانستان قبل أن ينقلب عليهم.. ويتحول إلى داعية لما يسميه باﻹسلام العلماني.. ويهاجر إلى أمريكا.
ومنذ ما يزيد على 8 سنوات، يقدم حميد نصائحه للمسئولين اﻷمريكان وﻷصدقائه اليهود عن أفضل الطرق لمواجهة المد اﻹسلامي أو ما يسميه التطرف اﻹسلامي. وحصد عددا من جوائز التقدير والتكريم باعتباره صوتا للحق وداعيا للسلام ومصلحا إسلاميا يرغب في أن تنتشر أفكاره في العالم الاسلامي من أجل السلام على اﻷرض. أمل حياته أن يتبنى أفكاره أحد المسئولين المتنفذين في المؤسسة الدينية الرسمية.. حتى يختفي الارهاب من العالم ويختفي الشر الذي يحمله الاسلاميون المتطرفون من اﻷرض.
ما هي اﻷفكار الأساسية التي يدعو لها هذا "المصلح الكبير"؟ دعوني ألخصها لكم هنا.. لنعرف ما الذي يراد بنا اﻵن وفي المستقبل القريب.. ولنضع من اﻵن استراتيجية للمواجهة.
1- لا يوجد شئ اسمه إسلام معتدل وإسلام متطرف.. اﻹسلام هو اﻹسلام.. ويجب مواجهته دون مهادنة..نصوصه تدعو لذلك.. ولا يمكننا مواجهتها بفهمها الحالي. أما دعاوى الحوار والمصالحة و قبول التعاليم الاسلامية المعتدلة.. فهو يميع القضية.. ويسمح للاسلاميين بالتواجد وشم النفس ومشاركتنا الحياة بقيمهم ومبادئهم.. وهذا في حد ذاته خطر عظيم.
2- الانتصار على اﻹسلام يجب أن يكون انتصارا عسكريا.. وانتصار نفسيا. بدون الانتصار العسكري الساحق.. فلا أمل في السلام على اﻷرض. لم تعرف اﻷرض السلام إلا بعد سحق اليابان وهتلر وكل أصحاب القوى العسكرية. المهزوم عسكريا سينهزم نفسيا وعندها سيقبل بما نعرضه عليه.. وسيكون سهلا عليه أن يقبل قيمنا.
3- عندما كان رد الفعل الامريكي ضعيفا ومتراخيا امام انفجارات تنزانيا وكينيا عام 1998.. أعطى هذا دفعة لتنظيم القاعدة ان يقوموا بتفجير البرجين في 2001. وعندما تراخينا في قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد.. خرجت الملايين الغاضبة.. بينما عندما أصررنا على اصدارها سكت المسلمون وخنعوا.
4- انسحاب أمريكا من العراق يجب ألا يفهم على أنه فشل لامريكا.. فهذا يغري الناس بنا.. يجب أن نكون متواجدين بقوة واصرار على قيمنا في كل مكان مهما كلفنا الامر.. واذا خرجنا من مكان فيجب أن نبقي على رجالنا فيه ليدافع عن مصالحنا.
5- لا يمكننا اﻵن صرف الناس عن القرآن.. ولكن لابد من عملية ممنهجة لاعادة تأويل آيات الجهاد والعنف.. بحيث تفقد معناها.. وينضم المسلمون للنظام العالمي الجديد دون أن تكون أحكام الشريعة محرضة ضدنا. وهذا جهد ضخم ويحتاج وقتا.
6- عندما أقرأ آيات الانجيل لا أجد أي صعوبة في الدعاية للمسيحية كدين للسلام والمحبة.. ولكني عاجز عن ذلك مع معظم آيات القرآن الا بالتأويل.. واعادة التفسير.. والتخلص من التفسيرات التراثية التي تمثل قوى ضاغطة علينا.
7- علينا أن ندعو ونلح في الدعوة للاسلام العلماني او الاسلام الجديد.. فالاسلام المنتشر اﻵن بين المسلمين يضرنا. نحتاج لاذكاء النزاع بين الشيعة والسنة.. ثم الدعوة في النهاية لاسلام غير مذهبي يتفق مع قيمنا.
8- يجب القضاء على حماس نهائيا. انها ناجحة في ان تخرج من كل حرب وتدعي انتصارها.. يجب أن تكون هناك حرب ما تسحقها تماما.. فالهزيمة العسكرية لممثلي تيار الاسلام السياسي هي التي تجعلهم يرضخون.. علينا الا نخاف من القاعدة او داعش من ان تصبح بديلا لحماس.. والحل الوحيد لذلك في غزة هو ان نستبدل بحماس منظمة التحرير فهم من يمكن ان نتفاهم معهم. وعندما يخسر الاسلاميون في اية معركة فهذا يحبطهم.. ويقربنا من هدفنا.
9- وجود الاسلاميين في الحكم في مصر كارثة.. ولا أدري كيف كانت ادارة اوباما بهذا الضعف والتراخي فسمحت بوجودهم. كان علينا ان ندعم مبارك لفترة اطول.. واذا كان لابد من التخلص منه فليكن الجيش هو البديل. علينا ان نقبل بالجيش ونحسن علاقتنا به.. حتى يأتي الوقت ليتمكن رجالنا من الحكم بطريقة ديموقراطية.
10- لا يوجد شئ اسمه حوار الحضارات. الاسلام لا يقبل شريكا. اما أن نسحق هذا الفهم للاسلام ونفرغه من مضمونه واما أن يسحقنا.
وائل عزيز - Wael Aziz