قلبت كامب ديفيد حياتنا رأسا على عقب
خطفونا من أمتنا وباعونا للأمريكان
وجعلوا من عدونا الصهيوني ، قطر شقيق
وقبل أن نستوعب الموقف ، كانت الطبخة قد استوت ، والمؤامرة قد اكتملت ، والإجراءات قد استوفيت .
وعلى رأس هذه الإجراءات ، أتت موافقة مجلس الشعب على المعاهدة المشئومة .
و فى معظم برلمانات العالم تأخذ مثل هذه القضايا المصيرية جهودا شاقا ومناقشات حامية و حقيقية ، وتصويتا صادقا قد ينتهى بالقبول او الرفض .
أما فى مصر وبسبب التزوير فكل شىء مضمون وسهل ، فيمكن ان تباع مصر كلها فى غمضة عين بمباركة مجلس الشعب وموافقته .
والى حضاراتكم القصة الكاملة كما حدثت منذ 31 عاما :
* * *
الحكاية :
• 26/3/1979 تم توقيع اتفاقية الصلح بين مصر وإسرائيل في واشنطن
• 4/4/1979 وافق مجلس الوزراء بالإجماع في جلسة واحدة على الاتفاق .
• 5/4/1979 أحيلت الاتفاقية الى لجان العلاقات الخارجية والشئون العربية والأمن القومي والتعبئة القومية بمجلس الشعب لإعداد تقريرعنها
• فى 7/4/1979 اجتمعت اللجنة ودرست و اطلعت على 31 وثيقة تتضمن مئات الأوراق والمستندات والخرائط ، وفيها ما ينص على نزع سلاح ثلثى سيناء .
• 8/4/1979 أصدرت اللجنة تقريرها بالموافقة على الاتفاق .
• 9/4/1979 إنعقد مجلس الشعب برئاسة سيد مرعى لمناقشة الاتفاقية وتقرير اللجنة و قرر إعطاء 10 دقائق فقط لكل متحدث من الأعضاء .
• 10/4/1979 أغلق باب المناقشة بعد إعطاء الكلمة لـ 30عضو فقط
• 10/4/1979 وفى نفس الجلسة اخذ التصويت على الاتفاقية وكانت نتيجته :
329 عضو موافق
15 عضو معترض
واحد امتنع
13 تغيبوا
• 11/4/1979 أصدر الرئيس السادات قرارا بحل مجلس الشعب ، وبإجراء استفتاء على الاتفاقية وعلى حل المجلس وعلى عشرة موضوعات مختلفة خبطة واحدة .
• 19/4/1979 تم استفتاء الشعب على المعاهدة بدون أن تنشر وثائقها ، وبدون أن يتعرف على خباياها .
• 20/4/1979 أعلنت وزارة الداخلية ان نتيجة الاستفتاء كانت كما يلى :
وافق الشعب على المعاهدة التى لم يقرأها ولم يتعرف على بنودها .
ووافق فى نفس الوقت على حل مجلس الشعب الذي كان قد وافق هو الآخر على ذات المعاهدة .
وجاءت نسبة الموافقة 99,5 %
• و منذ تلك اللحظة ، أصبحت مصر ملتزمة رسميا بالمعاهدة .
* * *
مر على هذه الأحداث ، أكثر من ثلاثين عاما
ناضلت خلالها ، ولا تزال ، كل قوى مصر الوطنية ضد هذه المعاهدة وضد قيودها وآثارها ، وطالبت بإلغاءها او بتجميدها او بتعديلها .
وبذلت فى سبيل ذلك جهودا هائلة ، ودفعت أثمانا فادحة .
ولكن بلا طائل ، فالمعاهدة باقية و مُفَعَّلة على قدم وساق .
وبالطبع لم يعد أحد يتذكر الآن تزوير انتخابات 1976 ولا استفتاء 1979 وبطلان كل منهما .
ولم يعد أحد يطرح بطلان المعاهدة لفساد الإجراءات وتزويرها .
فالأمر الواقع الحالي إنها معاهدة صحيحة ومشروعة ، ومصدق عليها من مجلس الشعب .
* * *
وتكررت هذه المأساة ألف مرة ومرة
* * *
ان التزوير جريمة أمن قومي
* * * * *
د. يحي الشاعر